201

1.1K 28 0
                                    

201

سئلت بنبرة هيستيرية " متى , أين هو " فالتزمت الصمت و قطبت حاجبي , ربما تكون السبب في استقالته , احتراما لما قد تكنه له لم أرد شكرها سيبدوا الأمر فظا , التقطت ذلك الظرف من مكتبي و مزقته " أنت لم تر شيئا " ركضت خارج الغرفة و للحظة توقفت عن التفكير و ابتسمت حقا الحب لا يجمع المتشابهان , بالنهاية فقد وقعت بحب طفلة , بعثرت شعري لأعود الى مكاني , لم يكن جدولي ممتلئا لهذا اليوم فأتيحت الفرصة للعديد من الافكار بغزو رأسي و لكن لا فائدة منها طبعا , مجرد قطع زجاج مهشمة تغرس بقلبي رفعت رأسي عن تلك الاوراق التي ملئت بها وقت فراغي و قد كانت الساعة السادسة , وضبت كل شيء و غادرت , كان الجو هادئا للغاية خارج مكتبي , كم عنفته ليستقيل و قد فعلها بطريقة سلمية للغاية رافقتها الى المنزل من دون أن تشعر علي و قد أدركت أنها لم تتصل بي و لا مرة , ربما تعتقد أنني تخليت عنها , أنتظرت لبعض الوقت بعد أن دخلت المنزل و لحسن الحظ أنني فعلت فقد غادرت مجددا وهي ترتدي ملابس أكثر راحة من سابقتها , أدرت المحرك و تبتعتها مرة أخرى لأركن بجانب المطعم الذي اعتادت العمل به اكتفيت بالمراقبة الى أن لحظت أحد الزبائن يحاول تجاوز الحدود معها وقد تجرء وضع يده على جسدها , صفقت الباب بقوة لأقتحم ذلك المطعم و ألوي معصمه بحركة خاطفة , لقد وطئت مناطق محرمة بالفعل , هو تأوه بينما ذراعه يصبح خلف ظهره حركت هازان كفها على سطح يدي " دعه " لأرخي قبضتي عليه هسهست " احذر أين تضع أطرافك " ليومئ باحراج و يغادر المطعم , هي  نظرت حولها الى الرئيس الذي يبدوا غاضبا و على وشك الانفجار فجلست مكان ذلك الرجل نظرت اليه ببرود " أنا من سيدفع " ليهدأ , أوشكت تلك الطفلة على المغادرة فأمسكت بيدها لنصنع تواصلا بصريا " هل اشتقتي لي ؟ " كما اشتقت اليكي احداها خرجت من شفتي و الاخرى خاطبتها بها عيناي , ربما تعتقد أنني لم اهتم و لكنني افتقدتها كثيرا , ارتبكت لأشعر بتيار يسري بمعصمها , انها ترتجف بالفعل ,لقد اشتاقت لي تلك المراوغة قالت بنبرة مهتزة " كنا معا بالامس , لما سأشتاق اليك ؟ " وهي تنظر فوق رأسي فابتسمت لأحاوط خصرها و أدفعها نحوي , أردفت و استرقت النظر الى رئيسها و لكنه منهمك بالمطبخ , رفعت ذقني لأحدق بها و ههي عاجزة حتى عن وضع عينيها في عيني , ياللهي كم تبدوا لطيفة أريد أكلها " اثنان من المكرونة " طلبت لتتراجع الى الخلف في الحين و لكنني لم أفلتها بعد , انها تنتظر أبسط فرصة للهرب صرخت لأقهقه " حسنا اشتقت اليك , هل ارتحت ؟ " , لسوء حظها فالمطعم مكتظ هذا اليوم تحديدا , افلتها لأسمح لها بتبييض وجهها الذي تلون بالاحمر و بقيت مكاني بانتظارها الى أن أتت وهي تحمل صحنان وضعتهما امامي و همّت بالمغادرة . كيف لها أن تكون بها الغباء وقلت " الثاني من أجلك , اجلسي " أمرت لتجلس مقابلا لي بتذمر , الآن أشعر و كأن كل شيء عاد الى طبيعته و ان كان لوقت محدود , تناولنا العشاء معا في صمت و لم تخلو تلك الفترة من نظرات خاطفة كسرت ذلك الصمت " انا لم أتخل عنكي , حسنا " لتبتسم و تومئ , جيد انها لم تفكر على ذلك النحو , خشيت أن يمسك بي أحد رجال العجوز رفقتها فاستعجلت بالمغادرة كم تمنيت أن أخذها معي و لكن لا أستطيع , استدرت لأهم بالمغادرة قالت " سأعتبر أنك تخليت عني ان لم تتصل بي "

صراع القلوب 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن