مانيا

1 ليست صدفة....

-ااااااه خلاص أنا أسفه والله أسفه مش هعمل كده تانى اااه

نطقتها ذات العشرة أعوام وهى تحاول تفادى الضربات بيداها المكبلتين بحبل غليظ جدا على طفله،تركت سيده ثلاثينيه الجريده التى بيدها على الطاوله وقالت بلامبالاه ومازالت جالسه:كفايه يا توفيق ابوها لو جيه ولقاها كده مش هيسكت وهيعرف منها

خلع توفيق حزامه الجلدى ولفه على كفه منهالا عليها بالضربات القويه بلا رحمه غير هابئا لصرخاتها المستمره ولا وجهها الذى بدأ ينزف بغزاره متضامناً مع جسدها التى أختفى لونه أثر الكدمات الزرقاء والبنفسجيه،ظل يضربها بوحشيه حتى فقدت الوعى بين دمائها

...............

عوده الى الواقع....

سقطت دمعه حارقه من عيناها الخضراوتان فأذالتها بقوه قائله بغضب وهى تنهض:يوووه أنا زهقت أنتى مبتعلجنيش يا نورهان أن كل لما أجيلك تفكرينى بالقرف ده وبس مبتعمليش حاجه غير كده أوف

نهضت الأخرى بسرعه وأمسكت يدها مانعه أياها من الرحيل قائله بهدوء:طب أهدى أنتى اللى بتفتكرى يا سيلا أنتى اللى مش عاوزه تتعايشى أن ده كان ماضى وخلص وأبوكى مات وهى هربت معاه خلاص توفيق مش هيضربك ومش هيكتفك تانى تعايشى مع الموضوع ده أحسن يا سيلا

أومأت وعيناها بدأت فى ذرف الدموع ثانية وقالت بهدوء وهى تأخذ هاتفها:ماشى يا نورهان أنا ماشيه عشان عاوزه أستريح وبعدين أبقا أجيلك لما يكون على مش موجود

-طب ما تيجى على العياده أنا مش فاهمه أنتى ليه مش راضيه تجيلى هناك؟!!

تأفأفت بضجر وقالت وهى تفتح الباب:قولتلك أن فى شغلى لو أتعرف أنى بتعالج نفسيا ممكن أترفد سلميلى على فرى سلام

قالت جملتها ونزلت الدرجات بسرعه حتى وصلت الى سيارتها فركبتها وأنطلقت بها فى حاله من الضيق والأنكسار الداخلى الذى لم يفارقها منذ الطفوله،رن هاتفها ليرجعها الى عالم الواقع فالتقتطته بسرعه وأجابت برسميه:سياده اللوا تحت أمرك....تمام حاضر حالاً هكون قدام سعادتك

أغلقت الهاتف وتأفأفت بأنهاك منذ أمس ولم يغمض لها جفن إلا بضع السويعات البسيطه لمَ لا يكتب لها أن تستريح ولو مره فى حياتها قالتها فى أفكارها وتوجهت لمقر عملها"مدرية أمن القاهرة"

"سيلا أحمد لشيمى بنت رجل الأعمال المعروف الذى توفى جراء حادث سياره منذ أحدى عشر عاماً،توفت أمها بسبب مجهول وهى فى الخامسة من عمرها،تعمل كضابط شرطة برتبة نقيب،لديها عقدة نفسية من الرجال تهابهم بدرجه كبيرة أن أقتربوا منها،ولكنها تتحكم بأعراض حالتها حتى لا ينكشف أمرها تتعالج لدى رفيقة دربها نورهان كامل بسرية تامة،ذات قوام ممشوق وعينان فيروزتان وبشرة لبنية وشعر بنى طويل"