الخليفه العباسي

744 74 2
                                    

:
وقفه مع النفس
رائعه اخواني .....
ذكر ابن قدامة في كتابة التوابين قصة عجيبه يقول فيها :
ﺧﺮﺝ ﺍﻷ‌ﻣﻴﺮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ... ﻓﺄﺷﺮﻑ ﻣﻦ ﺷﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﻕ ﺑﻐﺪﺍﺩ ... ﻳﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﺟﻴﺔ ... ﻓﻄﻌﺎﻣﻪ... ﺷﻬﻲ .. ﻭﻣﺮﻛﺒﻪ ... ﻭﻃﻲ ... ﻭﻋﻴﺸﻪ ... ﻫﻨﻲ ... ﻳﻠﺒﺲ ﺃﻓﺨﺮ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﻳﺄﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﺬ ﻭﻃﺎﺏ ... ﻭﻣﺎ ﺟﺎﻉ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﻻ‌ ﻇﻤﻲﺀ ﺃﺑﺪﺍ... ﻓﺄﺧﺬ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ... ﻫﺬﺍ ﻳﺬﻫﺐ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺄﺗﻲ ... ﻓﻠﻔﺖ ﻧﻈﺮ ﺍﻷ‌ﻣﻴﺮ ﺣﻤﺎﻻ‌ ﻳﺤﻤﻞ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺑﺎﻷ‌ﺟﺮﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼ‌ﺡ ... ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺣﺒﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ ... ﻭﺍﻟﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ... ﻳﻨﻘﻞ ﺍﻟﺤﻤﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﺩﻛﺎﻥ ﻵ‌ﺧﺮ ﻭﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ... ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻷ‌ﻣﻴﺮ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﺣﺮﻛﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ... ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺇﻧﺘﺼﻒ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺤﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﺧﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺿﻔﺎﻑ ﻧﻬﺮ ﺩﺟﻠﺔ ﻭﺗﻮﺿﺄ ... ﻭﺻﻠﻰ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ .... ﺛﻢ ﺭﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﺃﺣﺬ ﻳﺪﻋﻮ ... ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻓﻌﻤﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﻈﻬﺮ ... ﺛﻢ ﺇﺷﺘﺮﻯ ﺧﺒﺰﺍ ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻓﻴﺒﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﻭﻳﺄﻛﻞ ... ﻓﺈﺫ ﺇﻧﺘﻬﻰ ﺗﻮﺿﺄ ﻟﻠﻈﻬﺮ ﻭﺻﻠﻰ ... ﺛﻢ ﻧﺎﻡ ﺳﺎﻋﺔ ... ﻭﻳﻨﺰﻝ ﻟﻠﺴﻮﻕ ﻓﻴﻌﻤﻞ ... ﺛﻢ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺧﺒﺰﺍ... ﻭﻳﻌﻮﺩ ﻟﻤﻨﺰﻟﻪ ... ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﺎﺩ ﻭ ﺭﺍﻗﺒﻪ ﺍﻷ‌ﻣﻴﺮ ﻋﻠﻲ ... ﻭﺇﺫ ﺑﻪ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ... ﻭﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ‌ ﻳﺘﻐﻴﺮ ... ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ... ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺍﻷ‌ﻣﻴﺮ ﺟﻨﺪﻳﺎ ﻣﻦ ﺟﻨﻮﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤّﺎﻝ ﻟﻴﺴﺘﺪﻋﻴﻪ ﻟﺪﻳﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ ... ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ ﻭﺇﺳﺘﺪﻋﻰ ﺍﻟﺤﻤﺎﻝ ...
ﻓﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ : ﻣﺎﻟﻲ ﻭﻣﺎﻝ ﺟﻨﻮﺩ ﺑﻨﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ؟ ﻣﺎﻟﻲ ﻭﻣﺎﻝ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ؟؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ : ﺃﻣﺮ ﺍﻷ‌ﻣﻴﺮ ﺃﻥ ﺗﺤﻀﺮ ﺍﻵ‌ﻥ ﻋﻨﺪﻩ... ﻓﻈﻦ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻷ‌ﻣﻴﺮ ﻳﺤﺎﺳﺒﻪ ﺃﻭ ﻳﺤﺎﻛﻤﻪ...
ﻓﻘﺎﻝ: ﺣﺴﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ... ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻫﻲ ﺳﻼ‌ﺡ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻣﻴﻦ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻜﺴﺮ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ... ﻓﺪﺧﻞ ﺍﻟﺤﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷ‌ﻣﻴﺮ ... ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ...
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻷ‌ﻣﻴﺮ : ﺃﻻ‌ ﺗﻌﺮﻓﻨﻲ ؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﻣﺎﺭﺃﻳﺘﻚ ﺣﺘﻰ ﺃﻋﺮﻓﻚ !
ﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ...
ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺫﻟﻚ ...
ﻗﺎﻝ : ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻌﻤﻞ ﺃﻧﺖ ؟؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻋﻤﻞ ﻣﻊ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺑﻼ‌ﺩ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻗﺎﻝ ﺍﻷ‌ﻣﻴﺮ : ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺘﻚ ﺃﻳﺎﻣﺎ... ﻭﺭﺃﻳﺖُ ﺍﻟﻤﺸﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺎﺑﺘﻚ ... ﻓﺄﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺧﻔﻒ ﻋﻨﻚ ﺍﻟﻤﺸﻘﺔ ...
ﻓﻘﺎﻝ : ﺑﻤﺎﺫﺍ؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻷ‌ﻣﻴﺮ : ﺃﺳﻜﻦ ﻣﻌﻲ ﻭﺃﻫﻠﻚ ﺑﺎﻟﻘﺼﺮ... ﺁﻛﻼ‌... ﺷﺎﺭﺑﺎ... ﻣﺴﺘﺮﻳﺤﺎ... ﻻ‌ ﻫﻢّ... ﻭﻻ‌ ﺣﺰﻥ... ﻭﻻ‌ ﻏﻢ ّ...
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ : ﻳﺎﺍﺑﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻻ‌ ﻫﻢّ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺬﻧﺐ ... ﻭﻻ‌ ﻏﻢّ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺺ ... ﻭﻻ‌ ﺣﺰﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳُﺴﻲﺀ ...ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﺴﻰ ﻓﻲ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺻﻲ ﺍﻟﻠﻪ ... ﻓﻬﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻐﻢ ّ ﻭﺍﻟﻬﻢّ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ...
ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺃﻫﻠﻪ ...
ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻣﻲ ﻋﺠﻮﺯ ﻛﺒﻴﺮﺓ... ﻭﺃﺧﺘﻲ ﻋﻤﻴﺎﺀ ﺣﺴﻴﺮﺓ ﻭﻫﻤﺎ ﺗﺼﻮﻣﺎﻥ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﺁﺗﻲ ﻟﻬﻤﺎ ﺑﺎﻹ‌ﻓﻄﺎﺭ ﺛﻢ ﻧﻔﻄﺮ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺛﻢ ﻧﻨﺎﻡ ..
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻷ‌ﻣﻴﺮ : ﻭﻣﺘﻰ ﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﺇﺫﺍ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻘﻴﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ...
ﻓﻘﺎﻝ : ﻫﻞ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﺫﻧﻮﺏٌ ﺳﻠﻔﺖْ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﺭﺑﻲ ..
ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻻ‌ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻌﻴﺸﺘﻨﺎ؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﻻ‌ ﻭ ﺍﻟﻠﻪ, ﻻ‌ ﺃﺭﻳﺪﻫﺎ ...
ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﻟﻢ؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥْ ﻳﻘﺴﻮ ﻗﻠﺒﻲ ... ﻭﺃﻥ ﻳﻀﻴﻊ ﺩﻳﻨﻲ ...
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻷ‌ﻣﻴﺮ : ﻫﻞ ﺗﻔﻀﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﻤﺎﻻ‌ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﻧﻌﻢ ...
ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻷ‌ﻣﻴﺮ ﻳﺘﺄﻣﻠﻪ ﻭﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﺸﺪﻭها ... ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻟﻘﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻹ‌ﻳﻤﺎﻥ ﻭﺩﺭﺳﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﺘﺮﻛﻪ ... ﻭﺫﻫﺐ ... ﻭﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﺍﻷ‌ﻣﻴﺮ ﺑﻞ ﺍﺳﺘﻔﺎﻕ ﻣﻦ ﻏﻴﺒﻮﺑﺔ ... ﻭﺃﺩﺭﻙ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﺕ ﻋﻤﻴﻖ ﻭﺃﻥ ﺩﺍﻋﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺪﻋﻮﻩ ... ﻟﻴﻨﺘﺒﻪ ﻓﺎﺳﺘﻴﻘﻆ ﺍﻷ‌ﻣﻴﺮ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻠﻴﻞ ...
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺤﺎﺷﻴﺘﻪ : ﺃﻧﺎ ﺫﺍﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ...
ﻭﺑﻌﺪ ﺛﻼ‌ﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﺧﺒﺮﻭﺍ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻥ ﺃﻧﻲ ﺫﻫﺒﺖ ﻭﻗﻮﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﺑﺄﻧّﻲ ﻭﺇﻳﺎﻩ ﺳﻨﻠﺘﻘﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺍﻷ‌ﻛﺒﺮ ...
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻭﻟﻢ؟
ﻓﻘﺎﻝ: ﻧﻈﺮﺕُ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺇﺫ ﺑﻲ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﺕ ﻭﺿﻴﺎﻉ ﻭﺿﻼ‌ﻝ ﻭﺃﺭﻳﺪُ ﺃﻥ ﺃُﻫﺎﺟﺮُ ﺑﺮﻭﺣﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ...
ﻓﺨﺮﺝ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻗﺪ ﺧﻠﻊ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻷ‌ﻣﺮﺍﺀ ﻭﻟﺒﺲ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻣﺸﻰ ﻭﺍﺧﺘﻔﻰ ﻋﻦ ﺍﻷ‌ﻧﻈﺎﺭ ... ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭﻻ‌ ﺃﻫﻞ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺃﻳﻦ ﺫﻫﺐ ﺍﻷ‌ﻣﻴﺮ ... ﻭﻋﻬﺪ ﺍﻟﺨﺪﻡ ﺑﻪ ﻳﻮﻡ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻘﺼﺮ ... ﻭﺃﻧﻪ ﺭﺍﻛﺐ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﺳﻂ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ... ﻭﻗﺪ ﻏﻴﺮ ﻫﻴﺌﺘﻪ ﻛﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻋﻤﻞ ﻣﻊ ﺗﺎﺟﺮ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ ﺍﻵ‌ﺟﺮ ... ﻓﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻳﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ... ﻭﻳﺼﻮﻡ ﺍﻷ‌ﺛﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻓﻘﻂ ...
ﻓﺬﻫﺐ ﻫﻤﻪ ﻭﻏﻤﻪ ﻭﺫﻫﺐ ﺣﺰﻧﻪ ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻟﻜﺒﺮ ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ...

"ﺃﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻴﺘﺎ ﻓﺄﺣﻴﻴﻨﺎﻩ ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﻟﻪ ﻧﻮﺭﺍ ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻤﻦ ﻣﺜﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ﻟﻴﺲ ﺑﺨﺎﺭﺝ ﻣﻨﻬﺎ" (ﺍﻷ‌ﻧﻌﺎﻡ:122)

ﻭﻟﻤﺎ ﺃﺗﺘﻪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﺃﻋﻄﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ خاتمه وﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻥ ... ﺇﺫﺍ ﻣﺖُ... ﻓﻐﺴﻠﻨﻲ ﻭﻛﻔﻨﻲ ﻭﺍﻗﺒﺮﻧﻲ ﺛﻢ ﺍﺫﻫﺐ ﻷ‌ﺑﻲ ﻭﺳﻠﻤﻪُ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ...
ﻓﻐﺴﻠﻪ ﻭﻛﻔﻨﻪ ﻭﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺒﺮﻩ ﻭﺃﺗﻰ ﺑﺎﻟﺨﺎﺗﻢ ﻟﻠﻤﺄﻣﻮﻥ ...ﻭﺃﺧﺒﺮﻩُ ﺧﺒﺮﻩ ﻭﺣﺎﻟﻪ ... ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﺷﻬﻖ ﻭﺑﻜﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻥ ... ﻭﺍﺭﺗﻔﻊ ﺻﻮﺗﻪ ... ﻭﺑﻜﻰ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ .. ﻭﻋﺮﻓﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ... ﻟﻜﻨﻬﻢ ... ﻟﻢ ﻳﺴﻴﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ !!

قصص دينيه وعبره (1)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن