غزوة (أحد) كأنك تراها
=============(الجزء الأول)
--------------------إذا قالوا لي ما الحدث التاريخي الذي تريد مشاهدته على أرض الواقع لاأخترت غزوة أحد
دخل رسول الله أرض أُحُد، وبدأ ينظر إلى أرض المعركة نظرة عسكرية ثاقبة، ويختار لمعسكره المكان المناسب، واختار مكانًا في منتهى العبقرية، فقد وقع اختياره على مكان يكون فيه جبل أُحُد حاميًا لظهر المسلمين وللجزء الأيمن من جيشهم، ويكون المسلمون في مكان مرتفع نسبيًّا والجيش المكي في مكان منخفض، وهذا يعطي قوة أكثر على القتال.
جبل الرماة
واكتشف النبي صلى الله عليه وسلم جبلاً صغيرًا، عُرف بعد ذلك في التاريخ بجبل الرماة، كان هذا الجبل على شمال الجيش الإسلامي، ويعتبر ثغرة ضد المسلمين إذا استطاع المشركون الالتفاف حوله، وسيقع المسلمون حينها في حصار المشركين من أمامهم ومن خلفهم.
ومن أجل أن يؤمِّن النبي صلى الله عليه وسلم هذه النقطة الحساسة والخطيرة في أرض القتال، انتخب من أصحابه خمسين من الرماة المهرة، ووضعهم على هذا الجبل، وأمرهم أن يصدوا عنه هجمات الفرسان المشركين، وكان على رأس هؤلاء الفرسان عبد الله بن جبير الأوسي البدري ، وهو من أعظم الصحابة وأمهر الرماة، وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم له وللفرقة التي معه بعض الأوامر.
أوامر القيادة العامة للرماة
ونقف وقفة مهمة مع أوامر رسول الله لقائد الرماة، وللفرقة التي معه، المكلفين بهذا الجبل.
فالنبي قال لهم هذا الأمر بصورة فريدة، وبطريقة تجعل فَهْم هذا الأمر بصورة خاطئة أمرًا مستحيلاً. تعالَوْا نرى ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم ، خاطب أولاً القائد أمام الجميع، قال له: "انْضَحْ عَنَّا الْخَيْلَ بِالنَّبْلِ".
فهذه الجملة وحدها كانت تكفي، فالمهمة في غاية الوضوح، وهي منع جيش المشركين من الالتفاف حول الجيش الإسلامي، وليس المنع عن طريق القتال، وإنما عن طريق النضح (الرمي) من أعلى الجبل، فهذا هو التوجيه الأول. ولم يكتفِ النبي صلى الله عليه وسلم به، بل قال: "لاَ يَأْتُونَ مِنْ خَلْفِنَا". وهذا تأكيد وتوضيح للأمر السابق، ثم قال توجيهًا ثالثًا في كلمات عجيبة: "إِنْ كَانَتْ لَنَا أَوْ عَلَيْنَا، فَاثْبُتْ مَكَانَكَ".
وكأن النبي صلى الله عليه وسلم يرى ما سوف يحدث بالفعل على أرض المعركة، وينبه الناس مرة بعد مرة.
الأمر الرابع: "لاَ نُؤْتَيَنَّ مِنْ قِبَلِكَ".
يحرِّك فيه النبي مشاعر عظيمة، ويحمله مسئوليات جسيمة، فيشير أن خسارة المسلمين أو نجاحهم في هذه المعركة، إنما يتوقف على مدى التزام مجموعة (الرماة الخمسين) بهذه الأوامر الصادرة من القائد الحكيم : "لاَ نُؤْتَيَنَّ مِنْ قِبَلِكَ".
أنت تقرأ
قصص دينيه وعبره (1)
Espiritualصل على محمد وال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد ❤❤❤ لمحبي القصص الدينيه للاستفاده