ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻭﺷﻴﻘﺔ ﻭﺫﺍﺕ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﺟﻤﺔ
ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻬﻢ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ
ﻋﺎﺵ ( ﻫﺎﻧﺰ ) ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺒﺪﻳﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻴﻄﺔ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ
( ﻣﺎﺭﻳﺸﻜﺎ ) ﻓﻲ ﻛﻮﺥ ﺻﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺭﻳﺎﻑ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺷﺮﻕ ﺃﻭﺭﺑﺎ ..
ﻭﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﺸﻤﺴﺔ ...
ﻛﺎﻥ ﻫﺎﻧﺰ ﻳﻘﻮﺩ ﻗﻄﻴﻌﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺮﺍﻋﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻤﺢ ﺩﺧﺎﻧﺎً ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﺣﺮﺍﺵ
ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ !!!
ﻓﺘﺮﻙ ﻗﻄﻴﻌﻪ ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﻣﻬﺮﻭﻻً ﻟﻴﺘﺤﺮﻯ ﺍﻟﺴﺒﺐ ..
ﻓﺮﺃﻯ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺗﺴﺘﻌﺮ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺸﺎﺋﺶ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺣﻠﻘﺔ ..
ﻭﻗﺪ ﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮ ﻫﺎﻧﺰ ﺛﻌﺒﺎﻥ ﺻﻐﻴﺮ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻋﻠﻖ ﻭﺳﻂ ﺣﻠﻘﺔ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﻭﻫﻮ ﻳﻔﺢ
ﻭﺗﻠﻮﻯ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ..
ﻓﺎﺷﻔﻖ ﻫﺎﻧﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﻭﻣﺪ ﻋﺼﺎﻩ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﻓﺄﺳﺮﻉ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ
ﺑﺎﻹﻟﺘﻔﺎﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺛﻢ ﻭﺍﺻﻞ ﺇﻟﺘﻔﺎﻓﻪ ﺣﺘﻰ ﺻﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﺭﺍﻉ ﻫﺎﻧﺰ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻃﻮﻕ
ﻋﻨﻘﻪ !!!
ﺷﻌﺮ ﻫﺎﻧﺰ ﺑﺎﻟﺨﻮﻑ ﻭﻗﺎﻝ :
ﺃﻫﻜﺬﺍ ﺗﻜﺎﻓﺌﻨﻲ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻧﻘﺬﺕ ﺣﻴﺎﺗﻚ ... ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺨﻨﻘﻨﻲ
!!..
ﻭﻫﻨﺎ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺩﻫﺸﺔ ﻫﺎﻧﺰ ﻧﻄﻖ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﻗﺎﺋﻼ :
ﻻ ﺗﺨﻒ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﻄﻴﺐ .. ﻟﻦ ﺃﻗﺘﻠﻚ ﺑﻞ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﺎﻓﺌﻚ ..
ﺻﺎﺡ ﻫﺎﻧﺰ ﻣﺬﻫﻮﻻ :
ﺑﺄﻣﻜﺎﻧﻲ ﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ !!! ﻛﻴﻒ ﻫﺬﺍ ؟؟؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ :
ﺃﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺜﻌﺎﺑﻴﻦ .. ﻭﻟﻨﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ ﻣﻦ ﻧﺤﺐ ﻭﻣﻦ ﻧﺜﻖ ﺑﻬﻢ
ﻓﻘﻂ ..
ﻭﻷﻧﻚ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻃﻴﺐ ﻭﻗﺪ ﺧﻠﺼﺘﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﻓﺠﺎﺋﺰﺗﻲ ﻟﻚ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺃﺟﻌﻠﻚ ﺗﻔﻬﻢ
ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ..
ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺣﺬﺭ ﺃﻥ ﺗﺨﺒﺮ ﺃﻱ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﻫﺒﺔ ﺍﻭ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺣﺼﻮﻟﻚ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺇﻻ
ﻓﺈﻧﻚ ﺳﺘﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘﻚ ..
ﻭﻫﻨﺎ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﺑﻐﺮﺯ ﺃﻧﻴﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺭﻗﺒﺔ ﻫﺎﻧﺰ ﻭﺃﻓﺮﺯ ﻓﻲ ﺟﺴﻤﻪ ﻣﺎﺩﺓ ﻏﺮﻳﺒﺔ
ﺛﻢ ﺗﺮﻛﻪ ﻭﺍﻧﺴﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺸﺎﺋﺶ ﻣﺒﺘﻌﺪﺍ ..
ﺷﻌﺮ ﻫﺎﻧﺰ ﺑﺪﻭﺍﺭ ﻏﺮﻳﺐ ﻓﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻗﻄﻴﻌﻪ ﻭﻗﻔﻞ ﻋﺎﺋﺪﺍً ﺍﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ..
ﻓﺘﻠﻘﺘﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﺘﺴﺎﺋﻠﺔ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ﻓﺄﺧﺒﺮﻫﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺤﻤﻰ
ﺟﺮﺍﺀ ﻟﺪﻏﺔ ﺛﻌﺒﺎﻥ ..
ﺍﺳﺘﻠﻘﻰ ﻫﺎﻧﺰ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺗﺠﻒ ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﺘﺪﺛﻴﺮﻩ ﻭﻭﺿﻊ
ﺍﻟﻜﻤﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻏﻂ ﻓﻲ ﻧﻮﻡ ﻋﻤﻴﻖ ...
ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﻫﺎﻧﺰ ﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ
ﺍﻟﻰ ﻋﻤﻠﻪ ..
ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮﺓ ﺍﺳﺘﻠﻘﻰ ﺗﺤﺖ ﻇﻼﻝ ﺷﺠﺮﺓ ﻟﻴﺴﺘﺮﻳﺢ ﻗﻠﻴﻼً ﻭﻫﻮ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﻤﺎ ﺟﺮﻯ
ﻟﻪ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﺣﺘﻰ ﺍﺟﺘﺎﺣﺘﻪ ﻧﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺤﻚ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻳﺎ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺃﺣﻤﻖ ﻷﻧﻲ ﺍﻋﺘﻘﺪﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﺧﺎﻃﺒﻨﻲ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﻫﻼﻭﺱ
ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺤﻤﻰ ..
ﻭﻫﻨﺎ ... ﺳﻤﻊ ﻫﺎﻧﺰ ﺻﻮﺗﺎً ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ !! ﻓﻨﻈﺮ ﺟﻴﺪﺍ ﻓﻠﻢ ﻳﺸﺎﻫﺪ
ﺳﻮﻯ ﺯﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﻥ ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻏﺼﺎﻥ ..
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺣﻮﺍﺭ ﺑﻴﻦ ﺷﺨﺼﻴﻦ ..
ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻷﻭﻝ :
ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺍﻷﺣﻤﻖ .. ﺍﻧﻪ ﻳﺴﺘﻠﻘﻲ ﻫﻨﺎ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺗﺤﺘﻪ ﻳﻮﺟﺪ
ﻛﻨﺰ ﻣﺪﻓﻮﻥ ﻳﺘﺬﺍﺑﺢ ﻷﺟﻠﻪ ﺑﻨﻮ ﺍﻟﺒﺸﺮ !!!
ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :
ﺇﻧﻪ ﺃﺣﻤﻖ ﻓﻌﻼً .. ﻭﺍﺍﺍﺍﺍﺍﻕ ...
ﻓﺰ ﻫﺎﻧﺰ ﻣﻦ ﺭﻗﺎﺩﻩ ﻣﻨﺬﻫﻼً ﻭﻗﺎﻝ :
ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ... ﻫﻞ ﺣﻠﻤﺖ ﺃﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟﻐﺮﺍﺑﻴﻦ
ﻳﺘﻜﻠﻤﺎﻥ ؟؟؟ ﺣﺴﻨﺎ .. ﻫﻨﺎﻙ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ..
ﺃﺳﺮﻉ ﻫﺎﻧﺰ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭ ﻣﺠﺮﻓﺘﻪ ﻭﺷﺮﻉ ﻳﺤﻔﺮ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻠﻘﻲ ﺣﺘﻰ ﻋﺜﺮ
ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺍﻟﺤﺠﻢ !!!
ﻓﻔﺘﺤﻪ ﻓﻮﺟﺪﻩ ﻣﻠﻴﺊ ﺑﺎﻟﻨﻘﻮﺩ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻠﻲ ﻭﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ !!!
ﺫﻫﻞ ﻫﺎﻧﺰ ﻓﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻐﺮﺍﺑﻴﻦ ﻭﺻﺎﺡ :
ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻜﻤﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﻥ .. ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﺣﻤﻘﺎً ﻛﻤﺎ ﺗﺼﻮﺭﺗﻤﺎ ..
ﻫﻬﻬﻬﻬﻪ
ﺗﻌﺠﺐ ﺍﻟﻐﺮﺍﺑﺎﻥ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ ﻫﺎﻧﺰ ﻟﻬﻤﺎ ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻤﻬﻤﺎ ..
ﻓﻄﺎﺭﺍ ﻣﺒﺘﻌﺪﻳﻦ ﻭﻫﻤﺎ ﻳﻨﻌﻘﺎﻥ ..
ﺳﺮ ﻫﺎﻧﺰ ﺑﺎﻟﻜﻨﺰ .. ﻟﻜﻦ ﺳﺮﻭﺭﻩ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻛﺎﻥ ﺗﺄﻛﺪﻩ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭ
ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ..
ﻋﺎﺩ ﻫﺎﻧﺰ ﺑﻜﻨﺰﻩ ﺍﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺼﺪﻓﺔ .. ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻄﺮﻕ
ﺍﻟﻰ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻐﺮﺍﺑﻴﻦ ..
ﻓﻄﺎﺭﺕ ﻣﺎﺭﻳﺸﻜﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﻭﻟﻢ ﺗﺴﻌﻬﺎ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﻓﺮﻁ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ..
ﻭﺧﻼﻝ ﺃﻳﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﻫﺎﻧﺰ ﻗﺪ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﻣﺰﺭﻋﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻣﺘﻠﻚ ﻗﻄﻴﻌﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻮﺍﺷﻲ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﺟﻦ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﻴﻮﻝ ﻭﻋﺎﺵ ﻣﺮﻓﻬﺎً ﺭﻓﻘﺔ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﻏﺪﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﻔﺎﺧﺮﺓ ..
ﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﻫﺎﻧﺰ ﻳﺴﻴﺮ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﺍﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﺼﺎﺩﻑ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺳﺎﺋﺲ
ﺧﻴﻮﻝ ﻳﻤﺴﻚ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﺤﺼﺎﻥ ﺳﺒﺎﻗﺎﺕ ﻫﺎﺋﺞ ..
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﺒﺐ ﻫﻴﺠﺎﻧﻪ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ ..
ﻓﺎﻗﺘﺮﺏ ﻫﺎﻧﺰ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻮﻛﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻓﺮ ﺳﺎﻗﻪ ﺍﻷﻣﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ..
ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺴﺎﺋﺲ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﻓﺮ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻓﺮ ﻻ ﻳﺸﻜﻮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺷﻮﻛﺔ ... ﺛﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﺖ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻠﻖ ﺗﺨﻤﻴﻨﺎﺗﻚ
ﺟﺰﺍﻓﺎ ؟؟؟
ﻗﺎﻝ ﻫﺎﻧﺰ ﺑﻬﺪﻭﺀ :
ﺍﻟﺸﻮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﺒﺮﺗﻚ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺤﺪﻭﺓ ..
ﺿﺤﻚ ﺍﻟﺴﺎﺋﺲ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺸﻮﻛﺔ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﺮﻕ ﺍﻟﺤﺪﻭﺓ ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﺍﻷﺻﻢ ؟؟
ﻫﺎﻧﺰ :
ﻟﻘﺪ ﺃﺻﻴﺐ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﺑﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺃﻧﺖ ﺑﺘﺮﻛﻴﺐ ﺍﻟﺤﺪﻭﺓ ﻟﻪ ..
ﻏﻀﺐ ﺍﻟﺴﺎﺋﺲ ﻭﺻﺎﺡ :
ﻫﻞ ﺗﺘﻬﻤﻨﻲ ﺍﻵﻥ ﺑﺎﻟﻼﻣﺒﺎﻻﺓ ﻭﺍﻻﻫﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻲ ..؟؟
- ﺃﺭﺟﻮﻙ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺴﺎﺋﺲ .. ﺇﻓﻌﻞ ﻛﻤﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻭﺍﺭﺣﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ
..
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﻭﺍﻗﻔﺎً ﻓﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺴﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺰﻉ ﺍﻟﺤﺪﻭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ
ﻟﻴﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ..
ﻓﻔﻌﻞ ﺍﻟﺴﺎﺋﺲ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﺾ ﻓﺒﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﻮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺆﺫﻳﺔ ﻭﻇﻬﺮ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺻﺪﻕ
ﻫﺎﻧﺰ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ :
ﺣﺴﺎﺑﻲ ﻣﻌﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺋﺲ ﺍﻟﻌﺪﻳﻢ ﺍﻟﺠﺪﻭﻯ ...
ﺛﻢ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﻰ ﻫﺎﻧﺰ ﻭﻗﺎﻝ :
ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﻓﻘﺪ ﺃﺑﻬﺮﺗﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ .. ﻛﻴﻒ ﻋﻠﻤﺖ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ؟
ﻫﻞ ﺃﺧﺒﺮﻙ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺜﻼ ؟؟ !!!
ﺩﻫﺶ ﻫﺎﻧﺰ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻔﺠﺎﺋﻲ .. ﻛﻮﻧﻪ ﻋﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﻓﻌﻼ
...
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻥ ﻳﺼﺮﺡ ﺑﺬﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺟﻴﺪﺍً ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﺣﻮﻝ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻋﺪﻡ
ﺇﻓﺸﺎﺋﻪ ﺍﻟﺴﺮ ﻭﺇﻻ ﺳﻘﻂ ﻣﻴﺘﺎً ﻣﻦ ﻓﻮﺭﻩ ..
ﻭﺍﻛﺘﻔﻰ ﻫﺎﻧﺰ ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ :
ﺃﻧﺎ ﻓﻘﻂ ﺭﺟﻞ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺒﺼﻴﺮﺓ ﻧﺎﻓﺬﺓ .
ﺛﻢ ﻣﻀﻰ ﻟﺤﺎﻝ ﺳﺒﻴﻠﻪ ...
ﻣﺮ ﻫﺎﻧﺰ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺟﺎﺭﻩ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻳﻮﺭﻱ ﻓﺸﺎﻫﺪﻩ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﻧﻌﺎﺟﻪ ﺍﻟﻰ
ﺍﻟﺤﻈﻴﺮﺓ ﻓﻼ ﻳﻔﻠﺢ ..
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﻌﺎﺝ ﻣﻀﻄﺮﺑﺔ ﻭﺗﺼﺪﺭ ﺭﻏﺎﺀﺍً ﻋﺎﻟﻴﺎ ..
ﻓﻔﻬﻢ ﻫﺎﻧﺰ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ .. ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﻌﺎﺝ ﺗﺤﺬﺭ ﺍﻷﺧﺮﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺤﻈﻴﺮﺓ
ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺘﻜﺮﺭﺓ :
ﺣﻨﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺶ ... ﺣﻨﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺶ ...
ﻓﻌﺮﺽ ﻫﺎﻧﺰ ﻋﻠﻰ ﻳﻮﺭﻱ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﻘﺒﻠﻬﺎ ..
ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﺣﻤﻞ ﺍﻟﻤﺬﺭﺍﺓ ( ﻭﻫﻲ ﺃﺩﺍﺓ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﺸﻮﻛﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻟﺮﻓﻊ
ﺍﻟﻘﺶ ) ﻭﺩﺧﻞ ﺍﻟﺤﻀﻴﺮﺓ ﻭﻓﺮﻕ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺶ ﻭﺍﻟﺠﺎﺭ ﻳﻮﺭﻱ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﺳﺘﻐﺮﺍﺏ
.. ﺣﺘﻰ ﺃﺧﺮﺝ ﻫﺎﻧﺰ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﺍﻟﺤﻨﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﺨﺘﺒﺌﺎً ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺶ ..
ﻭﺍﻟﺤﻨﺶ ﻫﻮ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻷﻓﻌﻰ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻗﺎﺗﻞ .. ﺣﻴﺚ ﺣﺎﻭﻝ
ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ ﻫﺎﻧﺰ ﻓﻄﻌﻨﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺑﺎﻟﻤﺬﺭﺍﺓ ﻭﻗﺘﻠﻪ ..
ﻭﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮ ﺫﻟﻚ .. ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻨﻌﺎﺝ ﺍﻟﺤﻈﻴﺮﺓ ﻟﻮﺣﺪﻫﺎ ﺑﺼﻤﺖ ...
ﻓﻀﺤﻚ ﻳﻮﺭﻱ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻻﺑﺪ ﺃﻧﻚ ﺻﺎﺣﺐ ﻓﺮﺍﺳﺔ ﻭﻓﻄﻨﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻳﺎ ﻫﺎﻧﺰ .. ﻭﺇﻻ ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﻮﺟﻮﺩ
ﺣﻨﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺶ ؟؟؟
- ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻳﺎ ﻳﻮﺭﻱ .. ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ ..
ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺁﺧﺮ ...
ﺧﺮﺝ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﻟﻠﺼﻴﺪ ﻣﻊ ﺣﺎﺷﻴﺘﻪ .. ﻓﻤﺮﻭﺍ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻗﺮﻳﺔ ﻫﺎﻧﺰ ..
ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﺣﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ .. ﻓﻘﺎﻣﻮﺍ ﺑﻨﺼﺐ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ
ﺿﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ..
ﻭﻗﺪ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻭﻫﻢ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺑﺸﻐﻒ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﻟﻌﻠﻬﻢ
ﻳﺤﻈﻮﻥ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺇﻃﻼﻟﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﻮﺳﻴﻢ .. ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻫﺎﻧﺰ ..
ﻟﻜﻦ ﻫﺎﻧﺰ ﺃﺛﺎﺭ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻪ ﺷﻴﺊ ﺁﺧﺮ !!!..
ﺇﺫ ﺳﻤﻊ ﺑﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺬﺭ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﻄﻴﻮﺭ
ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻷﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻴﺊ ﺧﻄﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﺍﻟﺤﺪﻭﺙ !!!
ﺷﻴﺊ ﺳﻴﺆﺩﻱ ﺑﺎﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﺔ ﺍﻟﻰ ﺇﺣﺮﺍﻕ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻭﻣﺎ ﺣﻮﺍﻟﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺑﻜﺮﺓ
ﺃﺑﻴﻬﺎ !!!!
ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺣﻜﺎﻳﺔ
)))))))))) ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻬﻢ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ((((((((((
ﺭﻛﺾ ﻫﺎﻧﺰ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺒﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺻﻠﺖ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﻣﻦ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻫﻲ
ﺗﻄﻠﻖ ﺗﺤﺬﻳﺮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺃﺩﺭﻛﻬﺎ ﻭﺻﺎﺡ :
ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﻮﻣﺔ ﺍﻟﺤﻜﻴﻤﺔ ﻣﻬﻼ ...
ﺍﻟﺘﻔﺘﺖ ﺍﻟﺒﻮﻣﺔ ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﻏﺼﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻧﺤﻮ ﻫﺎﻧﺰ ﻓﺘﻔﺎﺟﺌﺖ ﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺨﺎﻃﺒﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ :
ﻣﺎ ﺍﻟﺸﻴﺊ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻷﺟﻠﻪ ﺗﺤﺬﺭﻳﻦ ﻛﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ؟؟
ﺍﺳﺘﻐﺮﺑﺖ ﺍﻟﺒﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺁﺩﻣﻲ ﻳﻔﻬﻢ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﻓﺄﺭﺍﺩﺕ ﺇﺧﺘﺒﺎﺭﻩ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ
ﻗﺪ ﺃﺧﻄﺄﺕ ﻓﻘﺎﻟﺖ :
ﻣﺎ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻳﻤﻴﻨﻚ ؟
ﺍﻟﺘﻔﺖ ﻫﺎﻧﺰ ﺍﻟﻰ ﻳﻤﻴﻨﻪ ﻭﻗﺎﻝ :
ﺇﻧﻬﺎ ﺷﺠﺮﺓ ﻛﺴﺘﻨﺎﺀ .. ﻭﺍﻵﻥ ﺃﺭﺟﻮﻛﻲ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﻮﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﺪﺗﻲ ﺃﻧﻲ ﺃﻓﻬﻢ
ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻴﻦ .. ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺍﻥ ﺗﺨﺒﺮﻳﻨﻲ ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻤﻌﺘﻲ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻟﻌﻠﻲ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ
ﻣﻨﻊ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ..
ﻃﺎﺭﺕ ﺍﻟﺒﻮﻣﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻗﺮﺏ ﻫﺎﻧﺰ ﻭﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺘﻤﻌﻦ ﺑﻌﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻮﺳﻴﻌﺘﻴﻦ
ﻭﻗﺎﻟﺖ :
ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻚ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻃﻴﺐ ﻭﺻﺎﺩﻕ ﻟﺬﺍ ﺳﺄﺧﺒﺮﻙ ﻓﺎﺳﺘﻌﺪ ..
ﺃﺧﺒﺮﺕ ﺍﻟﺒﻮﻣﺔ ﻫﺎﻧﺰ ﺑﺎﻟﺴﺮ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮ ﻓﺎﻧﺬﻫﻞ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﺃﻣﻨﻊ ﺣﺼﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﻭﺇﻻ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻗﺮﻳﺘﻨﺎ ﺃﺛﺮﺍً ﺑﻌﺪ ﻋﻴﻦ ...
ﺭﻛﺾ ﻫﺎﻧﺰ ﺑﺄﻗﺼﻰ ﺳﺮﻋﺘﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺨﻴﻢ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﺎﻡ ﺣﻔﻞ ﻋﺸﺎﺀ ﺃﻗﺎﻣﻪ
ﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺗﺮﺣﻴﺒﺎ ﺑﻘﺪﻭﻡ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻭﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻤﻨﻌﻪ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﻓﺼﺎﺡ :
ﺃﺭﺟﻮﻛﻢ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ .. ﺍﻷﻣﺮ ﺧﻄﻴﺮ ﺟﺪﺍ ...
ﻓﻠﻢ ﻳﻜﺘﺮﺛﻮﺍ ﻟﺘﻮﺳﻼﺗﻪ .. ﻭﻫﻨﺎ ﺷﺎﻫﺪ ﻫﺎﻧﺰ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﻤﻞ ﻛﺄﺱ
ﻋﺼﻴﺮ ﻭﻳﺴﺘﻌﺪ ﻟﺘﻘﺪﻳﻤﻪ ﻟﻸﻣﻴﺮ ﻗﺎﺋﻼ :
ﻳﺴﺮﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻱ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻥ ﻧﻘﺪﻡ ﻟﻚ ﺍﻟﻌﺼﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺸﺘﻬﺮ ﺑﻪ ﻗﺮﻳﺘﻨﺎ
ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﻟﺘﺸﺮﻓﻨﺎ ﺑﺘﺬﻭﻗﻪ ..
ﻗﺎﻝ ﻫﺎﻧﺰ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ :
ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﺳﺮﻉ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﺬﻭﺍ ﻣﺆﺍﻣﺮﺗﻬﻢ .. ﻣﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ؟؟؟ ﺣﺴﻨﺎ
ﻟﺪﻱ ﻓﻜﺮﺓ ...
ﺃﺧﺮﺝ ﻫﺎﻧﺰ ﻣﻦ ﻛﻴﺴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺎﺳﺎﺕ ﻭﺃﺭﺍﻫﺎ ﻟﻠﺤﺮﺱ ﻓﺪﻫﺸﻮﺍ ﻟﺒﺮﻳﻘﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ
:
ﻳﺎ ﻟﻠﻌﺠﺐ !!! ﺃﻫﻲ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ؟
ﻗﺎﻝ ﻫﺎﻧﺰ :
ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﻛﺪﻭﺍ ﺑﺎﻧﻔﺴﻜﻢ ..
ﺛﻢ ﺭﻣﻰ ﻓﺠﺄﺓ ﺑﺎﻟﻤﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻷﻋﻠﻰ !! ﻓﻠﻤﺎ ﺗﺸﺎﻏﻠﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﺍﻧﺴﻞ ﻫﺎﻧﺰ ﻣﻦ
ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺭﺍﻛﻀﺎً ﻧﺤﻮ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﺮﺥ :
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻛﻼﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍ ... ﻻ ﺗﺸﺮﺏ ..
ﻭﻫﻨﺎ ﺭﻛﺾ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺧﻠﻔﻪ ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺭﻣﺎﻩ ﺑﺴﻬﻢ ﻓﺎﺧﺘﺮﻕ ﻓﺨﺬﻩ .. ﻟﻜﻦ
ﻫﺎﻧﺰ ﻭﺍﺻﻞ ﺍﻟﺮﻛﺾ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﺥ ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﺒﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ
ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﺗﺠﺮﻉ ﺍﻟﻌﺼﻴﺮ .. ﻓﺘﻮﻗﻒ ﻋﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻭﻧﻬﺾ ﻣﻦ
ﻣﺠﻠﺴﻪ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭ ﻫﺎﻧﺰ ..
ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺜﻞ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻷﻣﻴﺮ :
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺧﺎﻃﺮﺕ ﺑﺤﻴﺎﺗﻚ ﻟﺘﻘﺎﺑﻠﻨﻲ ؟ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ؟
ﻗﺎﻝ ﻫﺎﻧﺰ ﻭﺍﻷﻋﻴﺎﺀ ﺑﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻴﺎﻩ :
ﻛﺄﺱ ﺍﻟﻌﺼﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ ... ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺳﻢ ﺯﻋﺎﻑ !!!..
ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﻓﺮﻣﻰ ﺑﺎﻟﻌﺼﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﺘﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻓﻤﺎ ﺃﺳﺮﻉ ﻣﺎ ﺫﺑﻠﺖ
ﻭﻣﺎﺗﺖ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺍﺣﺘﺮﻗﺖ !!!
ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻣﻐﻀﺒﺎً ﻧﺤﻮ ﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ .. ﻓﺮﻓﻊ ( ﺇﻳﻔﺎﻥ) ﺻﺪﻳﻖ ﺍﻷﻣﻴﺮ
ﺍﻟﻤﻘﺮﺏ ﺳﻴﻔﻪ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺍﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ .. ﻓﺎﻧﻬﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ...
ﻟﻜﻦ ﻫﺎﻧﺰ ﺍﺳﺘﺠﻤﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﻃﺎﻗﺔ ﻣﺘﺒﻘﻴﺔ .. ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻔﻘﺪ ﻭﻋﻴﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺟﺮﺣﻪ :
ﻛﻼ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺃﻣﻨﻌﻪ ..
ﺻﺎﺡ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺑﺈﻳﻔﺎﻥ ﺍﻥ ﻳﺘﻮﻗﻒ .. ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻳﻔﺎﻥ :
ﺩﻋﻨﻲ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺃﺿﺮﺏ ﻋﻨﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺎﺋﻦ ..
ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻷﻣﻴﺮ :
- ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺗﻮﻗﻒ ﺣﺘﻰ ﻧﻌﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺓ ..
ﺛﻢ ﻭﺍﺻﻞ ﻫﺎﻧﺰ ﻛﻼﻣﻪ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ :
ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﺑﺮﻳﺊ .. ﻟﻘﺪ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﻐﻔﺎﻟﻪ ﻭﻗﺎﻡ ﺍﺣﺪﻫﻢ ﺑﺪﺱ ﺍﻟﺴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻗﺪﻣﻪ ﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺘﻠﻚ ﻓﻴﺜﺄﺭ ﻟﻚ ﺃﺑﻴﻚ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﺪﻣﻴﺮ ﻗﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ .. ﻫﺬﺍ
ﻣﺮﺍﺩﻩ ..
ﻗﺎﻝ ﺍﻻﻣﻴﺮ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ :
ﻣﻦ ﻳﺠﺮﺅ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ؟ ﻣﻦ ؟؟؟
ﺃﺷﺎﺭ ﻫﺎﻧﺰ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﻔﺎﻥ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻫﻮ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ...
ﻫﻨﺎ ﺿﺤﻚ ﺇﻳﻔﺎﻥ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺮﻭﻱ ﺃﺣﻤﻖ ﻟﻴﺘﻬﻤﻨﻲ ﺍﻧﺎ ﺻﺪﻳﻘﻚ ﺍﻟﻤﻘﺮﺏ ... ﻻﺑﺪ ﺍﻧﻪ ﺷﺮﻳﻚ
ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺓ ..
ﻧﻈﺮ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﺍﻟﻰ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺇﻳﻔﺎﻥ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻳﻚ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻟﻤﺎ ﺧﺎﻃﺮ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ﻟﻴﻨﻘﺬﻧﻲ .. ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺮﺍﻩ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ؟
ﻫﺎ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ !!!؟؟
ﺛﻢ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﻰ ﻫﺎﻧﺰ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻫﻞ ﻟﺪﻳﻚ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ؟
- ﻧﻌﻢ .. ﺇﻧﻪ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻘﺎﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﺴﻢ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ..
ﺻﺎﺡ ﺇﻳﻔﺎﻥ ﺑﺎﺿﻄﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﺮﻕ ﻳﺘﺼﺒﺐ ﻣﻦ ﺟﺒﻴﻨﻪ :
ﻣﻮﻻﻱ ﺃﺭﺟﻮﻙ .. ﺃﻭﻗﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﺰﻟﺔ ...
ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺑﺤﺰﻡ :
ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﻧﻮﻱ ﻓﻌﻠﻪ ... ﻳﺎ ﺣﺮﺍﺱ .. ﺍﻗﺒﻀﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ..
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﻔﺎﻥ ..
ﻓﺄﻣﺴﻚ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺑﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﺪ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻰ ﺟﻴﺐ ﺇﻳﻔﺎﻥ ﻭﺍﺳﺘﺨﺮﺝ ﻗﺎﺭﻭﺭﺓ
ﺍﻟﺴﻢ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﻫﺎﻧﺰ ...
ﺛﻢ ﻧﻈﺮ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﻦ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻰ ﻋﻴﻨﻲ ﺇﻳﻔﺎﻥ ﻣﻨﺘﻈﺮﺍً ﻣﻨﻪ ﺗﻔﺴﻴﺮﺍً ﻋﻤﺎ ﺣﺪﺙ ..
ﻓﺄﺧﻔﺾ ﻫﺎﻧﺰ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺷﻌﻮﺭﻩ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﺑﺎﻟﺼﻐﺮ ﻭﺍﻟﻤﺬﻟﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻷﻣﻴﺮ :
ﻟﻬﺬﺍ ﻛﻨﺖ ﻣﺴﺘﻌﺠﻼً ﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻟﺘﺨﻔﻲ ﺗﻮﺭﻃﻚ ..
ﺧﺬﻭﻩ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﻧﺎﻇﺮﻱ .. ﺳﻨﺤﺎﻛﻤﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻧﻌﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ..
ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻃﺒﻴﺒﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻓﻮﺭﺍً ﻓﻘﺎﻡ ﺑﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻫﺎﻧﺰ ﺣﺘﻰ ﺷﻔﻲ
ﺗﻤﺎﻣﺎ ..
ﻭﻗﺪ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻓﻬﻢ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻫﺎﻧﺰ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻷﻣﻮﺭ .. ﻟﻜﻦ ﻫﺎﻧﺰ ﺃﺧﺒﺮﻩ
ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻨﻪ ﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﺳﻮﻯ ﺍﻥ ﻳﻌﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ .. ﻓﻠﺒﻰ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻃﻠﺒﻪ
ﺑﺴﺮﻭﺭ ..
ﻛﻤﺎ ﺗﻤﻨﻰ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺎﻧﺰ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﻗﺎﺋﻼ :
ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ ؟ ﺭﺑﻤﺎ ﺳﺄﻋﻮﺩ ﻫﻨﺎ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺃﻧﺖ ﻭﺯﻳﺮﻱ
ﺃﻭ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ .
ﻭﻗﺒﻞ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﻟﻤﻤﻠﻜﺘﻪ .. ﻗﺎﻡ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺑﺸﻜﺮ ﻫﺎﻧﺰ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ﻣﻨﺼﺐ
ﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﻌﺪ ﺇﻋﻔﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ..
ﻭﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ...
ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﺎﻧﺰ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻳﺴﻴﺮ ﺑﻌﺮﺑﺘﻪ ﺍﻟﻔﺎﺧﺮﺓ .. ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﺍﻟﻰ ﺯﻗﺰﻗﺔ
ﻋﺼﺎﻓﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻓﺔ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺰﻗﺰﻗﺔ ﺻﺎﺧﺒﺔ .. ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ
ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺻﺎﺣﺖ ﺑﺎﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ :
ﺍﻏﺮﺑﻦ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺰﻋﺠﺎﺕ .. ﻟﻘﺪ ﻧﻮﻣﺖ ﻃﻔﻠﻲ ﺍﻟﺮﺿﻴﻊ ﻟﻠﺘﻮ .. ﻭﻫﺎ ﺃﻧﺘﻦ
ﺗﺘﺼﺎﻳﺤﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻓﺔ ﻏﺮﻓﺘﻪ !!!
ﺛﻢ ﺭﻣﺖ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ ﺑﺤﺬﺍﺋﻬﺎ ..
ﻭﻫﻨﺎ ﺻﺎﺡ ﻫﺎﻧﺰ ﻓﺠﺄﺓ ﺑﺴﺎﺋﻘﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻗﻒ .. ﺛﻢ ﻭﺛﺐ ﻫﺎﻧﺰ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﻭﻧﻂ
ﻣﻦ ﺳﻮﺭ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻓﺼﺎﺣﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ :
ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻞ ؟ ﺃﺟﻨﻨﺖ !!!؟؟؟
ﻟﻜﻦ ﻫﺎﻧﺰ ﻭﺍﺻﻞ ﺍﻧﺪﻓﺎﻋﻪ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻴﺢ :
ﺍﺑﻨﻚ ﻓﻲ ﺧﻄﺮ !!!!
ﺻﺮﺧﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﺰﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
ﺇﻟﺤﻖ ﻳﺎ ﺳﺎﺷﺎ ... ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﺳﻴﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﻟﺪﻧﺎ !!!...
ﺗﺮﻙ ﺳﺎﺷﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻭﻫﺮﻭﻝ ﻣﺴﺮﻋﺎً ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﺣﺘﻰ ﺃﺩﺭﻛﻪ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ
ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻔﻮﺟﺊ ﺑﻬﺎﻧﺰ ﻭﻫﻮ ﻳﻀﻊ ﺇﺻﺒﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻤﻪ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ...
ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻘﺮﺑﺔ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺑﺒﻄﺊ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﺮﺿﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺋﻢ ...
ﺍﺭﺗﻌﺐ ﺍﻷﺏ ﻭﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻟﻜﻦ ﻫﺎﻧﺰ ﻣﻨﻌﻪ ﻭﻗﺎﻝ :
ﺳﺘﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﻐﻴﺮﻙ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ .. ﻟﺬﺍ ﺩﻋﻨﻲ ﺃﺗﺼﺮﻑ .. ﺃﺭﺟﻮﻙ ..
ﻣﺪ ﻫﺎﻧﺰ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻋﺼﺎﻩ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺮﺑﺔ .. ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺍﻟﻌﻘﺮﺑﺔ ﺗﺘﺤﺴﺴﻬﺎ ﻭﻗﺪ
ﺑﻠﻎ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺃﻗﺼﺎﻩ ﻟﺪﻯ ﺳﺎﺷﺎ ..
ﻭﻫﻨﺎ ﺻﻌﺪﺕ ﺍﻷﻡ ﻓﻤﻨﻌﻬﺎ ﺳﺎﺷﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻭﻏﻄﻰ ﻓﻤﻬﺎ ﺑﻜﻔﻪ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ
ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﺍﻟﺘﺎﻡ ..
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ .. ﺗﺴﻠﻘﺖ ﺍﻟﻌﻘﺮﺑﺔ ﺍﻟﻌﺼﺎ ﻓﺮﻓﻌﻬﺎ ﻫﺎﻧﺰ ﻓﻮﺭﺍ ﺛﻢ ﺭﻣﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ
ﻭﺩﺍﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻘﺪﻣﻪ ﻓﻘﺘﻠﻬﺎ ...
ﻓﺘﻨﻔﺲ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺍﻥ ﺍﻟﺼﻌﺪﺍﺀ ﻭﻓﺮﺣﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺑﻨﺠﺎﺓ ﻭﻟﺪﻫﻤﺎ ﻓﺘﺸﻜﺮﺍ ﻃﻮﻳﻼ ﻣﻦ ﻫﺎﻧﺰ
ﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ..
ﺧﺮﺝ ﻫﺎﻧﺰ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺩﺕ ﺗﺰﻗﺰﻕ ﺑﺼﻮﺭﺓ
ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﺎﺑﺘﺴﻢ ﻭﺃﻛﻤﻞ ﻃﺮﻳﻘﻪ ..
ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻌﺔ ﺳﻨﻮﺍﺕ ...
ﻛﺎﻥ ﻫﺎﻧﺰ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻳﺘﻨﺰﻫﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺰﺭﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺟﻮﺍﺩﻳﻦ ..
ﻛﺎﻥ ﺟﻮﺍﺩ ﻫﺎﻧﺰ ﻳﻤﺸﻲ ﺑﺨﻔﺔ ﻭﺭﺷﺎﻗﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻤﺸﻲ ﺟﻮﺍﺩ ﻣﺎﺭﻳﺸﻜﺎ ﺑﺘﺜﺎﻗﻞ
ﻓﻘﺎﻝ ﺟﻮﺍﺩ ﻫﺎﻧﺰ :
ﻣﺎ ﻟﻲ ﺃﺭﺍﻙ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻄﻴﺊ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ؟ .. ﻫﻞ ﺗﻘﺪﻡ ﺑﻚ ﺍﻟﻌﻤﺮ ؟؟
ﺃﺟﺎﺏ ﺟﻮﺍﺩ ﻣﺎﺭﻳﺸﻜﺎ :
ﻛﻼ ... ﺑﻞ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻤﻞ ..
- ﺍﻟﺤﻤﻞ ؟؟؟
- ﻧﻌﻢ ﺍﻟﺤﻤﻞ ... ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺇﻧﻚ ﺗﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻙ ﻏﺰﺍﻻً ﺭﺷﻴﻘﺎ .. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﺣﻤﻞ
ﺃﻧﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺍﻟﺴﻤﻴﻨﺔ ..
ﻭﻫﻨﺎ ﺍﻧﻔﺠﺮ ﻫﺎﻧﺰ ﺿﺎﺣﻜﺎً ﻣﻤﺎ ﺳﻤﻌﻪ ﺣﺘﻰ ﺳﻘﻂ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﻬﻮﺓ ﺟﻮﺍﺩﻩ ﻣﻦ
ﻓﺮﻁ ﺍﻟﻀﺤﻚ !!!
ﻓﺘﻌﺠﺒﺖ ﻣﺎﺭﻳﺸﻜﺎ ﻣﻨﻪ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ :
ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺫﺍ ﺿﺤﻜﺖ ؟ ﻫﻴﺎ ﺍﺧﺒﺮﻧﻲ ﻓﻮﺭﺍ ...
ﻧﻬﺾ ﻫﺎﻧﺰ ﻭﻗﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻣﺴﺘﻐﺮﻗﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺤﻚ :
ﻻ ﺷﻴﺊ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ .. ﻻ ﺷﻴﺊ ..
ﻟﻜﻦ ﻣﺎﺭﻳﺸﻜﺎ ﻟﻢ ﺗﻘﺘﻨﻊ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻓﻨﺰﻟﺖ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﺩﻫﺎ ﻭﻛﺮﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ
ﺑﺈﺻﺮﺍﺭ ﺃﻛﺒﺮ .. ﻓﻤﺴﺢ ﻫﺎﻧﺰ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺎﻓﺮﺕ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻀﺤﻚ
ﻭﺍﻋﺘﺬﺭ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ..
ﻏﻴﺮ ﺍﻥ ﻣﺎﺭﻳﺸﻜﺎ ﺻﺮﺧﺖ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﺒﻜﻲ ﻭﺃﻟﺤﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻧﺰ ﺃﻥ ﻳﺨﺒﺮﻫﺎ ﺍﻟﺴﺒﺐ
ﻭﺇﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﻻ ﺷﻴﺊ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .. ﺛﻢ
ﻗﺎﻟﺖ :
ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺻﻠﻚ ﺍﻟﻰ ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻵﻥ .. ﻭﻻ ﺗﺨﺒﺮﻧﻲ ﺃﻧﻪ
ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻄﻨﺔ .. ﺃﻱ ﺫﻛﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺒﻂ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﺠﺄﺓ ؟؟ ﺛﻢ ﺃﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﺜﻠﻲ ؟؟
ﺃﺧﺒﺮﻫﺎ ﻫﺎﻧﺰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﺧﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﻤﺎﺕ ﻓﻮﺭﺍ ..
ﻭﺃﻗﺴﻢ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ .. ﻟﺬﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺸﻜﺮ ﺍﻟﺮﺏ ﻟﻠﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻓﻴﻬﺎ
ﻭﺃﻥ ﺗﺼﻤﺖ ﻭﺗﺘﻘﺒﻞ ﻭﺿﻌﻬﺎ ..
ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺎﺩ ﻣﺎﺭﻳﺸﻜﺎ ﻛﺎﻥ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻓﺄﺻﺮﺕ ﺑﻘﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺰﻋﻖ
ﻭﺗﻀﺮﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻘﺪﻣﻴﻬﺎ ..
ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺭﺿﺦ ﻫﺎﻧﺰ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻭﻭﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺴﺮ ﻟﻜﻨﻪ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ
ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻥ ﺗﻤﻨﺤﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻴﺤﻔﺮ ﻗﺒﺮﻩ ..
ﺣﻤﻞ ﻫﺎﻧﺰ ﻣﺠﺮﻓﺘﻪ ﻭﺷﺮﻉ ﺑﺤﻔﺮ ﻗﺒﺮﻩ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺰﺭﻋﺘﻪ .. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺗﺮﺍﻗﺒﻪ
ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻐﻴﺮ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺭﺃﻳﻬﺎ ..
ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺮﺍﻏﻪ .. ﺇﺳﺘﻠﻘﻰ ﻫﺎﻧﺰ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻭﻗﺎﻝ :
ﺃﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻟﻠﻤﻮﺕ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺧﺒﺮﻙ ﺑﺎﻟﺴﺮ .
ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺎﺭﻳﺸﻜﺎ ﺑﺎﺳﺘﻬﺰﺍﺀ :
ﻻ ﺗﻈﻦ ﺇﻧﻚ ﺑﻬﺬﺍ ﺳﺘﺜﻨﻴﻨﻲ ﻋﻦ ﻗﺮﺍﺭﻱ .. ﻓﻘﺮﺍﺭﻱ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻻ ﺭﺟﻌﺔ ﻓﻴﻪ ..
ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﺎﻧﺰ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﺍﻟﺒﻮﺡ ﺑﺎﻟﺴﺮ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﺩﻳﻜﺎً ﻭﺩﺟﺎﺟﺔ ﻗﺮﺏ
ﺍﻟﻘﺒﺮ ..
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻚ ﻣﻨﺸﻐﻼً ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﻁ ﺍﻟﺤﺒﻮﺏ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ﺑﺸﻔﻘﺔ
ﺍﻟﻰ ﻫﺎﻧﺰ .. ﺛﻢ ﺍﻟﺘﻔﺘﺖ ﺍﻟﺪﺟﺎﺣﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺪﻳﻚ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﻣﻌﺎﺗﺒﺔ :
ﻛﻴﻒ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻫﺎﻧﺰ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ
.. ؟
ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺪﻳﻚ ﺑﺎﻷﻛﻞ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :
ﻋﻦ ﺃﻱ ﺳﻴﺪ ﺗﺘﺤﺪﺛﻴﻦ ؟ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻠﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻟﻴﺲ ﺳﻮﻯ
ﺟﺒﺎﻥ ﺭﻋﺪﻳﺪ .. ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﺣﻘﺎ ﻟﻜﺒﺢ ﺟﻤﺎﺡ ﺯﻭﺟﺘﻪ ...
ﺑﻌﺪ ﺳﻤﺎﻋﻪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ .. ﺃﺣﻤﺮﺕ ﻋﻴﻨﺎ ﻫﺎﻧﺰ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻓﻨﻬﺾ ﻣﻦ ﻗﺒﺮﻩ
ﻭﻧﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻧﻈﺮﺓ ﺃﺭﻋﺒﺘﻬﺎ ..
ﺛﻢ ﺣﻤﻞ ﻫﺎﻧﺰ ﻋﺼﺎﻩ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺿﺮﺏ ﻣﺎﺭﻳﺸﻜﺎ ﻓﻔﺮﺕ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻣﺬﻋﻮﺭﺓ ﻭﻫﻲ
ﺗﺼﻴﺢ :
ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ ... ﻟﻦ ﺃﻛﺮﺭﻫﺎ ﻣﺠﺪﺩﺍ ... ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ...
ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ .. ﻟﻢ ﺗﺘﺠﺮﺃ ﻣﺎﺭﻳﺸﻜﺎ ﻭﺗﺴﺄﻝ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺃﺑﺪﺍً
... ﺃﻭ ﻋﻦ ﺃﻱ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﻐﻀﺒﻪ ..
ﻓﻌﺎﺵ ﻫﺎﻧﺰ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺴﺘﻔﻴﺪﺍ ﻣﻤﺎ ﻳﻔﻬﻤﻪ ﻣﻦ ﻟﻐﺔ
ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ...تحياتي بدايه جديده
أنت تقرأ
قصص دينيه وعبره (1)
Tâm linhصل على محمد وال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد ❤❤❤ لمحبي القصص الدينيه للاستفاده