غزوة احد (3)

279 19 0
                                    

غزوة أحد...كأنك تراها (3)
- - - - - - - - - - - - - -

ظن الرماة أن المعركة قد انتهت بمجرد رؤيتهم فرار المشركين وتركهم الغنائم؛ فاندفعوا إلى جمعها ناسين أمر النبي فماذا حدث؟

غنائم الكفار وأثرها على الرماة

كانت هزيمة  المسلمين يوم أحد في هروب المشركين إلى مكة ألقوا وراءهم كل شيء، فألقوا الأمتعة والأثقال والأحمال، ألقى المشركون الدنيا ليتخففوا ويستطيعوا الهرب، والرماة من فوق الجبل رأوا الدنيا التي ألقاها المشركون خلفهم.

وقرر الرماة أن يتركوا مكانهم ليجمعوا دنيا المشركين، فكانت مخالفة صريحة واضحة لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد أَعْمت هذه الغنيمة أبصارهم عن تذكر ما قاله النبي ، لكن عبد الله بن جبير القائد ذكرهم بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "أَنَسيتم ما أمركم به رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!" فقالوا: "الغنيمة الغنيمة".

فكانت مخالفة متعمدة لكلام النبي صلى الله عليه وسلم وللقائد المباشر، وتخلى أربعون رجلاً من الرماة عن مواقعهم بنسبة ثمانين في المائة، ونزل الرماة ليجمعوا الغنيمة مع المسلمين.

اقتناص الفرصة
ولفت هذا الموقف نظر القائد العسكري خالد بن الوليد،وما ادراك ما خالد، وقد حاول أن يخترق خالد جيش المسلمين من هذه الثغرة أكثر من مرة، ولكنه فشل في ذلك عندما التزم المسلمون بكلام النبي ، ولما خالف الرماة ورأى خالد تكالب المسلمين على الغنيمة وتَرْكهم الجبل؛ التفَّ هو بجيش المشركين حول الجبل ليخترق صفوف الجيش المسلم من خلفه، وحاول عبد الله بن جبير ومن تبقى معه من الرماة أن يبعدوا خالد بن الوليد ومن معه من الدخول خلف الجيش الإسلامي، لكنه فشل في ذلك، وخرج إليهم عبد الله بن جبير وحاول قتالهم، لكن صعد إليه على الجبل مجموعةٌ من الكافرين وأبادوهم، واستشهد عبد الله بن جبير ومن تبقى معه من المسلمين.

والتف خالد بن الوليد حول الجيش الإسلامي، وصاح صيحة أدرك منها المشركون الهاربون أن خالدًا التف حول الجيش الإسلامي، فعادوا للقتال، وحوصر المسلمون بين خالد بن الوليد من خلف الجيش والمشركين من أمام الجيش، ووُضِع المسلمون كما يقولون بين فكي كماشة، وأسرعت امرأة من المشركين واسمها عمرة بنت علقمة، ورفعت اللواء الساقط على الأرض من أول المعركة، واهتاج المشركون، وتحمسوا للقتال حماسًا كبيرًا وهم يحملون بين نفوسهم ذكريات بدر، وذكريات الهزيمة في بداية معركة أُحُد، وبدءوا بالضغط على المسلمين.

ثبات الرسول
وكان صلى الله عليه وسلم ينظم الصفوف في مؤخرة الجيش، لما التف خالد بن الوليد حول الجيش المسلم، فكانت أول فرقة قابلها خالد الفرقة التي فيها النبي . ولم يكن أمام، النبي  إلا اختياران:

قصص دينيه وعبره (1)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن