سؤال من على الخاص.. "من خلق الله" ؟
- - - - - - - - - - - - - - - - - -س: بعد إذنك اريد أن أعرف من الذي خلق الله؟
ج:؛ هذا السؤال متناقض وباطل من أصله !
لو أننا فرضنا جدلا أن هناك خالقاً لله تعالى ! فسيقول السائل :
من خلق خالق الخالق ؟؟!
ثم من خلق خالق خالق الخالق ؟؟!
وهكذا إلى ما لا نهاية. وهذا غير معقول
أما أن المخلوقات تنتهي إلى خالقٍ خلق كل شيء ، ولم يخلقه أحد ، بل هو الخالق لما سواه : فإن هذا هو الموافق للعقل والمنطق.-ولكن توجد بعض الأسئلة في صفحات لشباب ملحد لم يستطيع أحد الرد عليها..
أخي الكريم.. يقول الله جل جلاله في سورة الكهف :
"قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا، وكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا"
هذا سوءالٍ استنكارى من العبد الصالح الذى آتاه اللهُ علماً من لدنه، لموسى عليه السلام.
فهى حكمةٌ تُعبّر عن حقيقةٍ مُلازمةٍ للعقل الإنساني وما ينتج عنه من فكرٍ و تحليل.
فلقد خلق اللهُ الإنسان بعقلٍ محدود القدرات يدفعه عَطَشٌ لامحدود للمعرفة. و يدفعه هذا العطش لمحاولة فهم و استيعاب ما حوله من الْكَوْن، من ما دون الذرة لما فوق المجرة.إلا أن هذا العقل - مهما بلغت قدراته - محدود. فإذا أراد أن يستكشف ما هو خارج حدوده، اصطدمت باللامحدود، و حينها يلجأ للظن و التخمين.
يظل يتخبط من ظن إلى ظن، فيتعب و ينفذ.فلقد حاول الإنسان على مدى العصور.
أن يجد فهماً أو تصوراً للذات الإلهية.
من خلق الله وهل الله جسم ثلاثي الأبعاد،
و غير ذلك من التساؤلات المتفرعة و المتشعبة من هذه الأسئلة.
و لقد أجاب اللهُ عز و جل على هذا التساؤل في كتابه بإجابة تتناسب مع محدودية عقل الإنسان وهي: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}لاحظ المبالغة فى النفي: لم يقل "ليس مثله" بل "ليس كمثله". أي لو افترضنا وجود مثل له، فلا يوجد شيء يشبه هذا "المثل" و هو سبحانه يختلف كلياً عن هذا "المثل" الافتراضي.
أى على الإنسان اَلّا يتعب نفسه جرياً وراء السراب، لأنه لن يصل لأي إجابة أو نهاية فى هذا الصدد. فعقله المحدود لن يستوعب ما هو خارج حدوده، و سينفد صبره فى مسعاه لفهم ما لم يُحِط به خُبراً.و هذه حقيقة نلمسها حتى في الأمور الدنيوية البسيطة، فنجد من يُكذب ما أصبح معلوماً لدى البعض لمجرد أنه لم يفهمه و لم يصل لعلمه ما يجعله يُدرك أن هذا المعلوم هو حق.
ولذلك يقول سبحانه محذراً من هذه النتيجة:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}أي إذا أجاب الله عنها بعض الشئ و هو فوق مستوى العقل البشري و خارج حدوده، فهذا لن يجعله يهدأ بل سيزيد من حيرته و تيهه.وقد يوءدي هذا التيه و هذه الحيرة للطريق الأسهل، و هو الإنكار:
{قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ}
ولماذا نذهب بعيداًفليتفكر كلّ مِنَّا في أمر نراه واقعياً: تُرى، أين ينتهى الْكَوْن إذا سرنا فى الفضاء بسرعة أسرع من الضوء (و هذا مستحيل)، تُرى ما النهايةو هل توجد نهاية و إذا وصلنا إليها، فما بعدهاو ما بعد ما بعدها و ما بعد ما بعد ...، إذاً فلا نهاية!! هل لنا أن نتخيل او نستوعب هذه "اللانهاية
فلنترك التفكير في اللامحدود و فيما هو خارج الحدود، و لنركز في ما هو في محدود ما آتانا الله من عقل، و لنتدبر ما أنزله في كتابه دون تشبيه أو تعطيل، و لنجتهد في طاعته.فالكثير قد خاضوا في ما لم يحيطوا به خبراً من الغيبيات، و قَلَّ من دخل منهم هذا الباب و خرج منه سالماً، فإما مخدوشٌ أو مكدوس،
فيما ما لا تدركه العقول..يقول الله مخاطبً سيدنا نوح:
{فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}.. إنتهى
✍️... فاقصص القصص لعلهم يتفكرون
أنت تقرأ
قصص دينيه وعبره (1)
Spiritualصل على محمد وال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد ❤❤❤ لمحبي القصص الدينيه للاستفاده