19

123 12 97
                                    

دمي وعرقي ودموعي وانفاسي الباردة... جلبتهم جميعاً واتيت....

.............

في قلعة حجرية ضخمة اعلى تلة عالية في مكانٍ منعزل يطل على البحر بأمواجه الهائجة غضباً من قوة هطول الأمطار وصوت الرعد الذي يدوى في المكان، يعصف البرق بصاعقته كل دقيقة ينير القلعة بين الفينة والآخري يعطي انطباعاً مخيفاً لها من الوهلة الأولى

تتميز القلعة المهجورة ببوابة ضخمة من الخشب المتين الاسود ونوافذ طويلة عريضة لا تمتلك اي حاجز بل مفتوحة على وسعها سامحة لم يريد الدخول بالدخول، هذا إن كان لديه الشجاعة ليفعل

بداخل القلعة تقابل البوابة ساحة رخامية سوداء مهوولة وضخمة بمنتصفها ثرية كبيرة ذات شموع مطفأة ويبدو انه لم يتم اشعالها منذ سنوات، الجدران رمادية تحمل شمعدانات ذات شموع قديمة متربة، وعلى غير العادة كانت الساحة فارغة كما لو كانت القلعة لم تسكن من قبل

سلم كبير وعريض بنهاية الساحة اسود اللون ويتفرع في نهايته ممران وبالمنتصف باب اسود ضخم مهترأ وفوقه ثرية كبيرة كذلك ذهبية ذات شموع مهترئة وبعضها منكسر

اذا صعدنا ذاك السلم وذهبنا للجانب الأيمن سيقابلنا ممر طويل قد يبدو ان لا نهاية له ولكن هذا ما قد يبدو بسبب عتمة القلعة سواء في الليل ام في النهار، وإن ذهبنا الى الجانب الأيسر سنجد ذات الممر ولكن الأختلاف ان هناك سلم آخر مختبئ بين فتحات ابواب الممر

دعونا نترك الجانبين الآن ونركز على ذلك الباب الأسود فى المنتصف والذي يتسلل من ثغراته ضوء ابيض ممزوج بزرقة خفيفة يشع أكثر كل ثانية كما لو كان ينطفئ ثم يشتعل مجدداً، لنمد ايدينا لمقبضي الباب الدائريان ونفتحهما حتى نرى ما بالداخل

غرفة ضخمة بحق تأخذ منتصف القلعة كاملتاً ذات جدران بيضاء وزخارف تزينها من الأعلى في حوافها ومن الأسفل ايضاً، ارضاً رخامية بقطع مختلفة الألوان مثل لوح الشطرنج سوداء وبيضاء

وبالمنتصف على قطعة رخامية سوداء ارتكزت طاولة دائرية فوقها مسنداً يشبه اليد وتلك اليد ممسكة ببللورة بيضاوية شفافة بيضاء ممزوجة بزرقة خفيفة وداخلها بالمنتصف آلتين بيانو واحدة بيضاء واخرى سوداء ملتصقين ببعضهم من الظهر

وفوقهم آلتين كمان واحدة سوداء والآخرى بيضاء مستندين على بعضهما بشكل معاكس وفوقهما مزمار ابيض اللون موضوع بالعرض واحتل القمة آلة كمان بيضاء مزخرفة وكانت العصى الخاصة به مزمار اسود

وفي النهاية كان المفتاح الموسيقي ذهبي اللون يقف بشموخ خلفهم يتخذ حجمهم جميعاً، يخرج من كل آلة ضوء موجه للحائط القريب منه، من البيانو الاسود صورة فتى بني الشعر وعينان بنية، من البيانو الأبيض فتى مجعد الشعر البني وعينيه خضراء فاتحة

مزمار الموت || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن