16

108 14 70
                                    

هل تألمت؟، لأنني فعلت حتى تخدر جسدي تماماً
هل جُرحت؟، لأنني فعلت حتى نزفت كل دمائي
هل بكيت؟، لأنني فعلت حتى جفت الدموع
هل صرخت؟، لأنني فعلت حتى انقطعت احبالي

............

يسير بترنح واضعاً يده اليسرى على صدره ويده الآخرى تحمل ذلك المزمار المخيف، يسعل بخفة كل فينة والآخرى وينظر بعيناه الحمراء لما امامه بتشوش، اخذ خطواته تجاه مكان عمله السابق في عتمة الليل وسط قطرات المطر التى بللته تماماً

حاول ابتلاع ريقه لكن حلقه جاف وهذا جعل لمعة حمرتاه تزداد، لهث عندما رآى رب عمله السابق يدخل لإحدى الأكواخ ليسير متجهاً نحوه بأنفاس لاهثة وخطوات مسرعة

وقف على مقربة من الكوخ يحدق به بصمت ثم رفع يده اليمني التي تحمل المزمار، لمع المزمار من بدايته الي نهايته كما لو كان يحثه على استخدامه، وضع فوهة المزمار بين شفتاه واطلق ذلك اللحن الذي كان يقتحم عقله دائماً دون ملل او كلل

لاحظ ذلك الدخان الاسود الذى خرج من نصل المزمار ليعقد حاجبيه بتعجب ثم توقف عن العزف ليعود الدخان الي المزمار سريعاً، لعق شفتيه ثم وضع المزمار بينهما مجدداً يعود للعزف حتى يراقب تحركات ذلك الدخان، خرج الدخان وتكوم امامه دون حركة ليرفع حاجبيه بسخرية

استمع لضحكات رب عمله السابق ليشعر ان هذه سخرية منه ليعقد حاجبيه بغضب ويغمض عيناه وعقله لا يفكر سوى بقتل ذلك العجوز، تحرك الدخان ببطء ناحية باب الكوخ ثم عبر منه متجهاً ناحية ذلك العجوز الأشيب الذي يجلس على اريكة فخمة وبجانبه طفلان يمرح معهما

دار الدخان حوله ليتجمد مكانه مما اثار خوف الصغيران، ابيضت عيناه واستقام ذاهباً ناحية الباب، فتحه بدون وعي وخرج من الكوخ ليصبح اسفل المطر ويبتل من قطراته، تقدم للأمام حيث يقف عازف المزمار بثبات يراقب العجوز يقترب منه بترنح

وقف امامه ليتوقف الآخر عن العزف مما جعله يستفيق وينظر حوله بدهشة حتى وقعت عيناه على ذلك الهزيل امامه، عقد حاجبيه بغضب وصاح "ماذا تفعل لعنة متحركة مثلك هنا ها؟  ألم اخبرك ألا تعود مجدداً أليس لد... " توقف عن الحديث وشهق بقوة عندما امسك عازف المزمار عنقه بقوة قاطعاً لأنفاسه

اقترب بوجهه من العجوز وابتسم ابتسامة مخيفة جعلت العجوز يرتجف بخوف "ألم تقل انني لعنة متحركة؟، ها انا ذا أحل لعنتى عليك " همس بنبرة مخيفة ورفع جسد الآخر للأعلى عندما شعر بقوة شديدة تجتاحه، فتح ثغره مستنشقاً الهواء ولم يشعر بأنه يسحب روح من بين يده

دقائق مرت حتى شعر به ساكن لا يتحرك ونبضه توقف، ابتسم بخفة وألقى جسده ارضاً ثم عاد ادراجه حيث كوخ صديقه المقرب، فتح باب الكوخ ليشهق بتفاجئ من الشرنقتان امامه، سمع صوت تشققهما ليتراجع للخلف عدة خطوات عندما سقطت اجساد اصدقائه بخفة ارضاً، اتسعت عيناه من عيونهم البيضاء بشدة وتراجع للخلف مجدداً

مزمار الموت || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن