6

292 37 168
                                    

لما استمر بالحاجة إليكِ على الرغم من معرفتى بأنكِ ستتأذى بشدة بسببى.... فقط أرأفى بحالى ملاكى فأنا بدونك تائه

.........

"عازف المزمار خاضع لمصاص الموسيقى ومن انقذه كانت ساحرة الكمان الأبيض ومعها عازف الكمان الاسود وعازف المزمار الأبيض.... ولكن من هو مصاص الموسيقى واللعنة " تمتمت تصفع جبينها بخفة عدة مرات تحاول التذكر بينما تغمض عينيها وتشد على جفنيها بقوة

رنين هاتفها جعلها تنتفض وتفتح عيناها مخرجة اياه من جيب بنطالها لتجيب مبتسمة بقوة " مرحباً غرابي اللطيف " استمعت لتلك القهقهة يليها صوت رجولى متذمر " بحقك يا فتاة توقفى عن نعتى بهذا اللقب " قهقهت بنعومة قائلة " لا استطيع لوى كلما تذكرت خصلاتك الريشية تلك يأتى ريش الغراب ببالى " استمعت لتنهيدة يأس منه يليها قوله "دعكِ من هذا، اين انتِ؟ "

صمتت مطولاً ليردف بلطف " هل انتِ في منزل طفولتكِ؟ " همهمت كأجابة ليعقب " حسناً سأنهى عملى وأتى لكِ فأنا مشتاق لكِ كثيراً " قهقهت على نبرته اللطيفة وقالت " حسناً غرابي انتظرك " تأفف بقوة لتنفجر بالضحك مما جعله يبتسم تلقائياً ثم ودعها مغلقاً المكالمة

اعتدلت بجلستها وشردت تحاول تذكر بقية الحكاية لتتنهد بيأس بعد مضى نصف ساعة دون فائدة " اعتذر أبي ولكن الفضول سيقتلنى حتماً " همست بأسف تسحب الكتاب ذو الحجم المتوسط وغلافه رمادي مزخرف واعلاه شكل مستطيلي يحمل عنوانه " ما تخفيه الموسيقى من اسرار " نطقت بها عالياً بتعجب لا تدرك ما تسببت به نبرتها العالية

🎻🎺🎻🎺🎻🎺🎻🎺🎻🎺🎻🎺🎻🎺

فتح عيناه التى كانت مغلقة منذ قرون عديدة بهدوء ينظر لذلك السقف الخشبي القريب من وجهه ثم ابتسم بخبث ضارباً قبضته بذلك الخشب لينكسر وتتحرر ذراعه خارج ذلك الصندوق الشبيه بالتابوت

خرجت ذراعه الأخرى كاسراً بها بقية الخشب امام وجهه الوسيم لتتسع ابتسامته ويعتدل جالساً محركاً رأسه للجانبين ليستمع لفرقعة عظام رقبته، استقام واقفاً ومدد جسده ليشعر بالحيوية تتسلل لجسده، لعق شفتاه مبتسماً بشر هامساً "والآن، أين صغيري صاحب المزمار؟ "

🎺🎻🎺🎻🎺🎻🎺🎻🎺🎻🎺🎻🎺🎻

اخذت نفساً عميقاً وفتحت غلاف الكتاب لتقابلها جملة بخطٍ كبير " اذا كنت تحت الثامنة عشر لا تتابع القراءة " نفخت وجنتيها بطفولية ثم ابتسمت بأنتصار تقلب الصفحة وتبدأ بقراءة تلك المقدمة التى اثارت انتباهها وفضولها بشدة

"لكل شئ اسرار.. اذاً لما لا تمتلك الموسيقى اسرارها كذلك، لا تصدق من يخبرك ان الجماد لا يشعر او ليس حى فهو مخطئ تماماً، كل شئ حولك حي ويشعر ولكنك لا تستشعر وجوده إلا عندما تنتمى له، كذلك الحال مع الموسيقى ايها القارئ،

مزمار الموت || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن