(ألجزء ألثاني)

742 31 12
                                    

في بيت غيث *
وقفَ عند باب غرفة جدته وأخذ يتأملهاا كيف تقرأ ألقرآن بصوتها الحنون المتعب اللذي ملأ غرفتهاا
هذهِ عادتها وقت ألفراغ تلاوة القرآن الكريم فهي بشهر تختمه ثلاث مرات أو مرتان( سُبحان من جعل حروف كتابه ألكريم ك بقعة ضوء تتسلل داخل قلوبنا ألعَتمه ما أن نرتل بِ حروفه ) ..
احست بأن أحدٌ ما يشاركها النفس في هذهِ ألغرفه أنهت قرآئتها بِ صدق الله العليّ ألعظيم.. والتفتت نحو ألباب وابتسمت لصاحب ألحضور الخفيف المحبب:
تعال وليدي لاتضل واقف
ذهب ناحيتها وجلس بجانبها بعدما قبل رأسها
علي: ألله لا يحرمني من هالصوت ولا من راعيته الله يتقبل يمّه
منه ومنك صالح الأعمال وليدي
علي: نعسان نوميني بحضنج
هذا هو علي مهما كبر يبقى يتدلل ( ناقص حنان الأخ ههههه)
وضع كتاب ألقرآن على ألسرير بجانبها
تعال وليدي شبيك يمه تعبان أشو موعلى بعضك
علي: أي والله يمه تعباان
عسى ما شر كولي شبيك مريض؟ راسك يوجعك حرارتك مرتفعه
علي: ههههههه وحده وحده شبيج أكلتيني مو مريض لاتخافين
لعد شبيك ولك ماتحجي
علي: هي غير تحس
لا إله إلا الله راح يجلطني هالولد وانا شدراني شنو بيك
علي: تعبان زوجوني هههههههه
ضربته على رأسه بسبحتها التي كانت بيدها ونهض مفزوعاً : آخ ي معوده شبيج
شبيه ها ردت اتخبل إلا شوي وانا اكول شبي هالولد خوفتني عليك حسبي ألله عليك من ولد
نظر بطرف عينه لها وابتسم بخفه: لاتتحسبين علي شطلبنا غير تزوجوني عمري ٢٧ صرت شايب..
اي ليش لأ نزوجك بس خل يتزوج اخوك قبلك
علي: اووه يجيب الله مطر لو اتزوج غيث،،عذريني خلص عمري وانا أنتظره ..
جاوبته ب حده: خلص عمرك؟! انته مو فاضي وراك شغله كولي شنو حاط عينك ع وحده منا منا
علي: ههههه لا والله بس اريد ع ذوقج وحده مثلج طبخها حلو وتقرالي قرآن بصوتها الحلو
ابتسمت أبتسامه خفيفه حاولت أن تخفيها لكن لا جدوى...
علي: ههههه فديتها الخجلانه ي ناس
بس اسكت أستغفرالله لا آنا اللي كملت قرايتي ولا آنا اللي نمت إلا صدق شخبار غيث موكال اليوم يجي
اراد أن يتكلم لكن قاطعه صوت رنين هاتفه
رفع حاجبيه وابتسم : أبن الحلال عند ذكره بيبان هذا حبيبج يتصل يمه
أي رد رد على هالقاطع
بصوت هادئ فخم: السلام عليكم
علي: ياهلا و عليكم السلام
غيث: هلا بييك
علي: ها بشر وين وصلت؟
غيث: ما وصلت مكان عود جانت النيه أجي اليوم بس تأجلت صار شغله مهمه ورجعت
علي: لا مع الأسف حبيبتك على نار تنتظرك
إبتسم: وينها ألحجيه يمك ؟
علي: أي يمي تفظل اتكلم وياها
غيث: شلونج حجيه
أدمعت عيناها لسماع صوته فهي من ثلاث أسابيع لم تراه وبالنسبه للأتصالات فهو يتصل كلما سنحت له الفرصه وأحياناً الشبكه لا تسعفه..
هلا يا بعد الحجيه شلونك يمه طمني عنك
ابتسم علي وقال: أي يابعدها شعليك
سمعه غيث وابتسم: الحمدلله بخير انا إذا انتو بخير بعض ناس تغااار خل نزوجهم علمود يبتعدون عنه ها شنو رأيج يمه؟
ضحكت تلك الأخرى: أي والله يايمه نزوجهم ليش لا بس بعد ماتزوج انته
ألتزم الصمت لثواني وقال: ألله كريم يمه الله كريم يالله انا اترخص محتاجين شي؟! سلامتك يمه بس شوكت تجي
غيث: أن شاء الله بهالأسبوع إذا الله راد دعواتج إلي.. بأمانة الله حبيبي الله يحفظك وينصرك على عدوك ... مدت ألهاتف لِ علي ومسحت دمعاتها
علي: لاه لاه ليش الدموع يمه دموعج غاليه على قلبي أن شاء الله ماكو غير الخير ادعيله بس إنتي.
موبيدي يمه شعندي غيركم انا اخاف عليكم من الهوا الطاير
علي: مادام هيج زوجيني هههههه
هههههه انا اكول خل نكوم نتغده احسن
وقف: أي والله جوعان انطيني إيدج اشو خالنروح ناكل يازواج هذا ههههه ...... عند سديم نزلت من باص المدرسه وهي بقمة تعبهاا كان يوم شاق ومتعب وكئيب بما إن صديقتها وتين لم تأتي أليوم بسبب والدتها ألمريضه..
فتحت باب ألكراج كان بيتهم متوسط ألحجم بكراج وحديقه جميله يدل على ذوق ساكنيه ...
دخلت إلى البيت وتوجهت إلى المطبخ لتشرب ألماء...
رأت ريم وابنها في المطبخ..
سديم: سلام عليكم
ريم وبدون نفس : وعليكم السلام
سديم: عبودي حبيبي تعال عماتي
ذهب إليها بضحكه فهو يعرف بأنها ليست خاليه دائماً تحضر له أشياء معها
عبدالله: عمه أدومه( سدومه)
ضحكت: ي روح عمتك إنتَ
فتحت حقيبتها وقدمت له شوكولا
تفظل حبيبي
عبدالله: شكرا أدوومه
قبلته: عافيات عمري
ذهبت إلى مكتبها لتضع حقيبتها فهي لديها مكتب خاص فيها وبعدها ذهبت إلى غرفة أمها رأتها تطوي سجادة ألصلاه :
سديم: سلام عليكم
ام سديم : وعليكم السلام والرحمه والأكرام
قبلت أمها وخلعت جاكيتها وحجابها وبعدها فتحت قراصة شعرها وتركته ينساب بأريحيه على كتفيها وظهرها ورمت بنفسها على السرير بتأفف.. ام سديم : خير؟ شبيج اليوم موعلى بعضج
سديم: ماكو شي ماما فقط إرهاق وتعب من ألدراسه
أم سديم: ربي يوفقج ويسهل طريقج شوي شوي على نفسج صحتج اهم
سديم: أن شاءالله
ام سديم : يالله قومي غيري ملابسج وصلي علمود اخلي غده
سديم: اقوم أتروش افضل .......
بعد ما أخذت حمام دافئ بما إن ألجو بدأ يبرد
أدت صلاتها وذهبت إلى المطبخ لتحضر مع امها ألغداء.. ام سديم : نعيماً
سديم: ينعم بحالج
ام سديم: يالله جلسي دقايق ويكون الأكل جاهز
.......
سديم بأبتسامه: لا والله انتي اللي تجلسين وانا احضر ألسفره اليوم عاجبني أدلعج
ضحكت: منو قدي سدومه تدلعني هههه
سديم: إلا وين ريم من رجعت كانت هنا
ام سديم : ماادري عنها اعتقد صعدت أصلاً ماشفتها من ألبارحه
أستائت سديم: ليش هي شنو موقعها من الأعراب وجودها وعدمه واحد
جاوبتها بحده: سديم امي مالج علاقه بيها
سديم: مالي علاقه أي صحيح بس عاجبج انتي وضعنا كأنو غرب تنزل تاخذ حاجه حاجتين وتصعد
ام سديم : ميخالف ماما براحتها
سديم: هو براحتها منو ضاغط عليها وهو موو صوجها طبعاً
ام سديم : ااستغفرالله هاتي الأكل خل ناكل
سديم: ااووك اجيت
دقائق ونزل عبدالله ذلك الطفل ألهادئ ألمحبوب
سديم: يا هلا تعال عمه تعال
اجلسته على الكرسي الذي بجانبها..
نظرت له بأبتسامه حفديها الوحيد المدلل: عبودي حبيبي وينك ماشفتك من البارحه
عبدالله: كنت نايم ماما
سديم وبصوت خافت: أي يطلع على منو هوَ
ضحكت: لا إله إلا الله ماتعرفين تسكتين انتي
سديم: أبد ههههه
عبدالله: عمه شنو كلتي
ابتسمت سديم وهي تحاول تخفي ضحكتها: اكل عمه اكل ماكلت شي
هزت رأسها امها بيأس منها وهي تضحك...
بعد ما أنتهتاا من الغداء ذهبت سَديم إلى غرفة أمها لِ تنام فهيَ متعوده تنام إلى ألعصر وبعدها تبدأ بواجباتها ألمدرسيه ..
أرتدت بجامة نوم قطنيه بيضاء بنقوش ورديه خفيفه وعملت شعرها ضفيره بات يزعجها شعرها بطوله وكثافته ألتي ورثتهماا من أمها أستلقت على الفراش وأغمضت عينيها لكن سرعان ما تذكرت صديقتها وتين تلك ألأخت ألمسماة صديقه أخذت هاتفها الذي بقرب السرير وأتصلت بها:
سديم: سلاام
وتين: وعليكم اهلاً
سديم: حي ألله هالصوت ألحمد لله ع سلامة الوالده ماتشوف شر إن شاء الله
وتين: ألله يحييج ربي يسلمج من كل شر
سديم: طمنيني شلونها خاله إن شاء الله أحسن؟
وتين: الحمدلله بخير أطمني
سديم: أها الحمدلله ع كل حال
ضحكت وتين وتفاجئت منها
سديم: خير؟ شنو صار الحمدلله والشكر
وتين: ماعرفتنا واحنه محترمات ههههههههه بلا رسميات بالله
ابتسمت سديم على كلامها: خبله مامنج رجا ابد
ضحكت: احم إلا كوليلي اخبار الدوام من دوني أكيد تافه وماله طعم ومليتي وكتأبتي مو؟
سديم: اففففف كل هذا ههههه تباً للثقه
وتين: لاتنكرين لأن كل كلامي صح هههه
سديم: اي هيج شي المهم جان يوم ممل كرف ب كرف
وتين: هففف رسلي إلي الواجبات واتس
سديم: اووك عمري يالله اخليج اروح انام وسلميلي ع خاله هووووااي قبلاتي إلها
وتين: منام العافيه يبلغ إن شاء الله باي.
أغلقت ألمكالمه وهي مبتسمه تكاد تجزم بأن وتين كتله سعاده تمشي على الكره الأرضيه
فهي صديقتها منذ كانتا في الأبتدائيه أبتسمت لذكرى أيام ألدراسه الأبتدائيه فهي لن ولا تنسى ذاك أليوم الذي أخذها ذاكَ ألشاب بصفة ولي أمرها إلى المدرسه تذكر وقتها كانَ عُمرها ٧ سنوات فقط طفله جميلة بجدائل وشرائط ورديه ومريول رمادي وقميص وردي كانت كأنها لُعبه كانَ يمسك بيدهاا ويجوب بها ممرات ألمدرسه بحثاً عن صفها تذكر كلماته واحده واحده قبل دخولها للصف عندما انحنى لها وطبع قبله أبويه على جبينها وقالَ لها حينها( هذا هو صفج ياسديم أريدج تكونين مجتهده ومؤدبه وكوني واثقه من نفسج حبيبتي ولاتخافين انا كم ساعه واجي اخذج ماشي؟) تذكرت حينها بأنها لم تقول كلمه فقط اومأت برأسهاا وهمس لها بجمله وإلى وقتهم هذا وهو يقولها لها ( خُلقتِ لكي تكونِ بلسماً...)
في ذاكَ الوقت كان والدها متوفي كان يثق تمام ألثقه بهِ حتى أنه كان يفضله على جابر برغم جابر ابنه الكبير لكنه ليس نداً لهكذا أمور مرت الأيام ومرت ألسنين لكنها تبقى طفله واجمل طفله بعين أحدهم...
نامت وهي مبتسمه لذكرى ذاكَ ألغائب ألحاضر ............ كانت جالسه في الصاله تقرأ احد ألكتب وحفيدها بجانبها يشاهد ألتلفاز .. شدتها إحدى ألكلمات ( حياتنا ك سماء واحبائنا هم ألنجوم والقمر،، يحدث أن تتساقط نجمه بعد نجمه من سمائك مسببه عتمتها لكن لاتحزن بما إن القمر موجود ) تحسرت بحزن وقالت بنفسها: وشلون إذا راح ألقمر؟! تذكر كانو في هذا الوقت يجلسون في صالة البيت ويتسامرون واطفالهم يلعبون حولهم كان هو قمر العائله ألذي أخذ برحيله نور ألسعاده...
أستغفرت ربها لهذه الأفكار فهذا حال دنيانا تأتي بحقيبة سفر فارغه ثم تملئ هذه الحقيبه أنت بنفسك لا بملابسك ولا أموالك إنما أعمالك وتسافر بها إلى حياتك الثانيه،، ألبقاء لله فقط......
رن هاتفها الذي بجانبها وابستمت فوراً لأسم ألمتصل.....
أم سديم: يا أهلاً وسهلاً ألحمد لله بخير أنتو شلونكم أخباركم إن شاء الله بخير ،،
دوم يارب بخير،،،
تشتاقلج ألعافيه تمام سدومه بخير رجعت من الدوام تغدت ونامت تعبانه بعد عمري ............

جئت نحوي مطراً كيف أخفي ألغَيث عني؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن