المراهقه والذئب الوديع
الحلقه الاولي
رن الجرس كعلامه علي انتهاء الدوام المدرسي ليخرج الطلبه تباعا من بينهم تلك الصغيره ذات القامه القصيره التي تسير شارده لتوقفها صديقتها روان قائله:
ماذا بك!اناديكي منذ ساعه..استمعي الي ..امي اتصلت بي وتريدني حالا حتي انها ارسلت السائق سأعرف ما الامر واعود لك في المساء لنتحدث حسنا؟..وداعا
وذهبت روان بينما بقيت هي تنظر في اثرها بحزن اجتاحها
لما علي الجميع تركها وحيدة خلفهم؟!
تنهدت بأسي لتخرج من المدرسه لتسير قليلا حتي وصلت الي منتزه قريب اعتادت ان تجلس في ظل شجرة به...جلست وهي تضم ساقيها الي صدرها وتستند عليهما بذقنها شارده وقد احتقنت عيناها بالدموع!علي الجانب الاخر كان هناك شخصا ما يقود سيارته وهو يتحدث في الهاتف ضاحكا مع صديقه ثم انهيا المكالمه لوصوله الي وجهته
نزل الشاب من السياره واستقل المصعد الي وجهته حتي وصل الي مقر الشركه في الطابق الثالث ..دخلها متبخترا بإنجازه دون مساعده من احد ..اليوم عطله للموظفين لأنه يقوم بتجديدات للديكور
اتجه الي مكتبه وجلس علي كرسيه المريح ليجيب علي الهاتف مجددا وهو ينظر من الشباك. ليلمح طفله زات شعر غجري طويل تستند علي الشجره فلمفجأه سوي ظهرها ليبعد نظره بلا مبالاه وهو يبحث بين الملفات عن ملف يخص احد عملائه وكلما مر من امام النافذه وينظر منها يجدها مازالت في محلها..قطب حاجبيه وهو ينظر للساعه..انها تجلس هكذا منذ ثلاث ساعات!..ربما اصابها مكروه او تائهه من عائلتها!..
اخذ الملف ونزل مسرعا ليضعه في السياره قبل ان يتقدم من تلك الصغيره وما ان اقترب منها حتي لمح زيها المدرسي للمدرسة الثانويه ...جلس الي جانبها بلا صوت وهو يطالعها بإبتسامه ملائكيه غريبة علي وجهه! ليجدها فتاة خمريه زات اعين بنيه وشعر غجري.. بدا ناعما ولامعا لكنه مليئ بالتدرجات التي ذكرته بأميرة ديزني ...ميردا!ضحك داخل نفسه لكن حقا بها شبه منها..وجهها صغير وشعرها الاسود الذي شكل هالة ضخمه حول وجهها بدا لطيفا...يبدو ان الصغيره لم تنتبه له ليحمحم قائلا: مابك ياصغيره!تجلسين هكذا منذ ساعات..لقد رأيتك من مكتبي
لوهله اجفلت الفتاه لتحرك رأسها ببطء لتنظر للمتكلم وقد اتسعت عيناها فجأه وهي تري من بجانبها لتري رجلا ذا بشره مائله للسمره ذا اعين غريبة اللون تراها فقط في الافلام الاجنبيه !مزيجا من الاخضر والازرق وخصلات شعر بنية اللون طويله تلامس كتفيه لترمش بعينيها فاغرة الفاه لتقول
:جني انت ام عفريت؟!
نظر لها ببلاهه قبل ان ينفجر ضاحكا ليحاول تهدأة نفسه ليحمحم قائلا
:لا انا بشري ..انتي فقط كنتي شارده لذلك لم تشعري بوجودي
الان اخبريني مابك؟!
نظرت له بحذر ليقول :
اتعلمين انه لمن الجميل ان نشكو لشخص غريب!..ستتحدثين بكل ما تريدينه وانتي تعلمين انه لن يستطيع ان يستخدم كلماتك ضدك صحيح؟!
نظرت له بتوجس قليلا ليبتسم لها مشجعا ليقول :
هيا اخبريني ما بك؟
تنهدت لتقول بصوت خفيض:
شعرت فجأه ان لا حد بجانبي ..حتي عائلتي اصبحت تعاملني بجفاء... بدأ دموعها بالهطول لتكمل :
اليوم اردت ان اتنزه مع صديقتي او ان اجلس قليلا معها لكنها مشغوله وتركتني ..لا احب ان اشعر بالوحده !
نظرت له لتجده يطالعها بإهتمام وتأثر ليقول :
لكل منا اسبابه ...ربما ابواك مشغولان وربما صديقتك مضطره فعلا للذهاب
ضحكت بمراره لتقول :
هذا وضعنا كل يوم ...وصديقتي أصبح لديها اصدقاء جدد وتخرج معهم...اخفضت رأسها لتقول بإنكسار :
اعلم انني ممله لكن ليس لدرجة تخليهم عني !
اراد اخراجها من هذا الحزن ليقول بمرح:
من الممله يافتاة! ها انا ذا اجلس معك ولم امل ..كما انك شخص جذاب...لقد تركت عملي واتيت للتعرف عليك !
نظرت له بعينان تلمعان لتقول بهمس: حقا! ام انك فقط ترفع معنوياتي!
ضحك بخفوت ليقول بلطف
:انا لست بهذا اللطف صدقيني ولا اجامل احد ..حسنا لما لا تخرجين مع باقي اصدقائك؟!
عادت عيناها للذبول لتقول له:
ليس لدي اصدقاء غيرها
تنهد لينظر لها مجددا بتركيز ليقول وهو يمد يده لها
:جاسر مراد ثمانيه وعشرون سنه اعمل مهندسا معماريا وهذا مكتبي بالاعلي
قالها وهو يشير برأسه للمبني بجانب المدرسه
لتنظر له بعدم فهم. ليقول مشجعا :
هيااا صافحيني وعرفيني عن نفسك ولنكن اصدقاء
رمشت بعينيها غير مصدقه لتقول :
سأخبرك بإسمي لكن اياك ان تسخر مني!
اومأ لها لتمد يدها الي يده بإضطراب قائلا بخفوت
: ثبات منصور خمسة عشر عاما طالبه ثانويه
واغمضت عيناها متوقعه منه الضحك من اسمها كما اعتاد البعض ..لكن لا شيء! .. فتحت عيناها تنظر له لتجده مبتسما لها قائلا
:اسمك جميل ثبات...يوحي بالقوه والثقه والعزيمه !
اياكي ياصديقتي ان تكرهي هذا للاسم
نظرت بفرحه فهذا قلب مراهقه اقل كلمه تجذبها واقل موقف يربكها لذا كانت اكثر من سعيده بالتعرف عليه
تحدث هو من جديد :
حسنا اعطني هاتفك
اعطته اياه وهي متعجبه ليقول
:لقد حفظت رقم هاتفي لديك ..وها انا ذا حصلت علي رقمك ..وها هو مقر عملي بجابنك دائما اذا احتجتي لشيء حسنا؟
اومأت له بإبتسامة مشرقه
وقف هو لتنظر له فاغرة فاها من جديد ..هي لم تتمكن من رؤيته جيدا بينما كان جالسا..حين وقف كان ضخما طويلا. لدرجة مرعبة
لتغمغم :انت لست جني انت مارد!
نظر لها ضاحكا علي كلمتها تلك لتقول له :هل انت واثق من كونك مهندسا!
اومأ لها بتعجب وهو يسألها
:اجل مهندس وسبق واشرت لك علي مكتبي لما تشكين بالامر؟
قالت هي بصراحة مضحكه خطفت انفاسه من شدة الضحك
:انت تبدو محاربا ربما او فرد عصابه او زعيم مافيا مثلا
ظل يضحك عليها وهو يجذب يديها لتقف وهو يقول
:عائلتي كلها تمتلك تلك البنية الضخمه لذا لا ذنب لي ..تعالي سأوصلك
ترددت قليلا وخشيت ان تكون تسرعت لتحاول الرفض بتوتر ليزفر بحراره ليقول :
هيا ما الامر ياصغيره صأوصلك الي اول الشارع الذي تسكنين به لكي لا اكون قلقا عليك..الدنيا مليئه بشياطين الانس
انقشع ترددها في ثوان بسبب احتياجها لشخص يشعر بها ويهتم بها ! لتتحرك خلفه لتجد سيارته توازيه ضخامه ! وحين اخبرته هذه الجمله ظل يضحك عليها حتي وصلا ..تركها تهبط من السياره علي ناصية الشارع كما اخبرها..تأمل المباني الانيقه ليعلم ان عائلتها ليست من الاثرياء لكنهم يتمتعون بالرفاهيه كذلك ..ظل واقفا حتي وجدها تقف امام احدي المباني لتنظر بإتجاه سيارته شاكره وسعيده لتركض نحو الاعلي
أنت تقرأ
المراهقة والذئب الوديع
Romanceالقصه تتحدث عن الفتاة التي شعرت فجأه بجفاء الجميع حولها لتظن انها صبحت وحيده ..ليأتي هو بمواصفات هي حلم كل مراهقه شكلا وفعلا مسيطرا علي كل اوتارها فيملأ كل الفراغ داخل روحها لتبتعد عن الجميع وتكتفي به..لكن هل كان تصرفها في محله ؟! بسم الله الرحمن ال...