الفصل السابع عشر

5.2K 171 3
                                    

كان أسد يعمل بمكتبه معوضا الوقت الذي سيضيع من وجهة نظره بالاجازة لم يكن يوما من محبي الاجازة و ربما صار هكذا بعد حياته مع شخص مثل جمال لاتزال ذكرياته تمر أمامه كما لو كان اليوم فقط و لم يمر عشرين عاما عليها و علي ألمه ذاك
لايزال الألم موجودا داخله لن يمحي و تتوقع منه زوجته أن يحب أو يشعر بها الأمر أبعد ما يكون عنه بل المستحيل بعينه
انهماكه بالعمل لم يمنعه من الشعور بها عند دخوله لمكتبه فتدريبه جعله يشعر بكل ما حوله مهما كان منهمكا أو مشغول البال
ترك ما بيده لينظر لها و قد تفاجأ بها فقد كانت ترتدى قميص نوم أسود هل تعلم أنه لونه المفضل  ؟؟؟
و أنه يعشقه ربما لأنه يشبه حياته التي عاشها كثيرا
اقتربت منه و جلست علي قدمه محيطه عنقه
جيداء بدلال : حبيبي مش كفايه كده الساعة بقت ١٢ بليل
أسد بتعب : لسه ورايا شغل كتير لازم يخلص و للأسف هنضطر نرجع بكرة الشغل مش هينفع نستني أكتر من كده
بالكاد حصل علي اجازة من عمله و الآن يريد العودة و لم يمضي يوم واحد علي الزواج  ؟؟؟؟
جيداء باعتراض : بس احنا المفروض في شهر العسل اللي فات منه يوم واحد بس
أسد بجدية : أولا أنا لما أقول كلمه تتنفذ مهما كانت
ثانيا مش عايز اعتراض نهائي
ثالثا أنا اللي أقرر مش أنتي
جيداء بحزن : اللي تشوفه
حاولت النهوض من علي قدمه فهي تعلم ان زواجهما فقد كان بسبب والده لكنه توقعت تغيره و لو قليلا لكن يبدو أنه لن يتغير سيظل أسد عمرو كما هو العمل عنده هو حياته و لا وجود لشئ أخر رغم اصرارها علي المحاولة لكنه يوجه لها ضربات قاسية جدا بكلامه ذاك
لم تتمكن من النهوض بسبب ذراعه التي ألتفت حول خصرها تمنعها من الحركة نظرت له بحزن لتجد يده الأخري وضعت علي وجنتها يمسح عليها بحنانه الذي بدأت تعتاده منه
أسد بهدوء : أنت عارفه كويس إن الشغل عندي مهم جدا و مش بخلي حد يقوم بيه غيري و مش هرتاح و أنا بعيد عنه و مش عارف ايه اللي بيحصل فيه  ؟؟
جيداء بحزن : عارفه بس احنا علي الأقل ممكن نقعد أسبوعين مع بعض و بعدها نرجع تاني و محمد موجود و يقدر يقوم بالشغل كويس و هو ثقة يعني مش هيعمل حاجة تضرك
انهت كلامها بوضع يدها علي قلبه
أغمض أسد عينيه لبرهه هل تعلم تأثير حركتها عليه  ؟؟
هل تشعر بقلبه الذي يكاد ينفجر من شدة نبضاته  ؟؟؟
يقسم أنها لو طلبت روحه لأعطاها له دون اعتراض أو تفكير في الأمر
إنها تتحكم به فقط قبله صغيرة علي قلبه أو تضع يدها عليه كما الآن ليكون طوع أمرها
هو نفسه لا يفهم لما  ؟؟؟؟؟
لكنها حقا تفعل و فوق هذا تشعل به نارا حارقه سواء كان بسبب ملابسها التي تختارها بعنايه شديده أم أفعالها و دلالها الذي توقع عدم وجوده بسبب ظروف زواجهما
ليجدها تبهره و زاد ذلك باقترابها منه حتي عادت رائحة الياسمين تغزوه مجددا كأول ليلة لهما معا و الذي فقد بها صوابه بسببها
قبلته برقه ثم ابتعدت عنه قليلا قبل أن تجد يده تخللت شعرها و أعادتها ثانيه لشفتيه
قبله صغيرة  ؟؟؟
و كأنه سيكتفي بقطرة عسل صغيرة كتلك؟؟
كان يضمها إليه بشدة و هو يتذوق عسلها الذي ابتعد عنها يوما واحدا ليشعر الآن بعد تذوقه بمرور سنوات علي أخر مرة له كان يتركها قليلا لتلتقط أنفاسها ليعود بهجوم ضاري عليها و علي تلك الشفاه العسلية
كانت تحيطه بشدة و كأنه سيهرب منها لم تتوقع هجومه ذاك بعد قبلتها لكنها أيضا أحبته كثيرا و لا تريد له التوقف أبدا
فهي لطالما حلمت بوجودها بين ذراعيها و هو محبا عاشقا مجنونا بها رغم عدم حدوث ذلك حتى الآن لكنها ستجعله قريبا هكذا
انتبهت علي يده التي تزيح عنها قميصها لتبتعد عنه قليلا مما جعله يصدر صوتا غاضبا أمسك برأسها ليعدها مجددا أسيرته فهو لم ينته بعد من العسل لتتركه لقد بدأ توا
سارعت جيداء بالكلام : حبيبي احنا في المكتب تعال نطلع أوضتنا و هناك اعمل اللي أنت عايزة
أسد بانزعاج : مفيش حد هنا كلهم روحوا بيوتهم
قربها منه لتضع يدها علي شفتيه بسرعة
جيداء بترجي : عشان خاطري يا أسد
أسد بانزعاج : ماشي
حملها بين ذراعيه و اتجه لغرفتهما بينما جيداء أخفت رأسها بعنقه تشم رائحته بنهم فقد كانت تفعل ذلك دوما من بعيد و كانت تخشي رؤيه أحد لها و هي تفعل ذلك لكن الآن حقها و لن يجرأ أحد علي الكلام معها و اخبارها أن ما تفعله خطأ
وضع أنفه علي شعرها يشتم الياسمين الذي يحبه كثيرا و كأنها كانت تعلم بهذا ليجدها تستخدمه
أسد بهدوء : ليه الياسمين ؟؟؟
جيداء بقلق : عشان بحبه لو مش عاجبك ممكن أغيره لأي حاجة تانيه تحبها
أسد بنفي : لا أنا بحب الياسمين متغيرهوش
رفعت رأسها له ثم نظرت له بحب شديد لأول مرة يشعر بالعجز أمام حبها ذاك : اللي حبيبي عايزة هعمله المهم يكون راضي عني
و بعد وقت طوييييييييييييييييييييييل جدا
كانت جيداء تنام علي صدر أسد و لكن ما كان يشغل بالها هو وجود علامه علي صدره مكان قلبه مباشره ما قصتها  ؟؟؟؟
غلبها الفضول و قررت أن تسأله عنها و تفهم منه الأمر
جيداء بهدوء : أسد
همهم أسد فسألته : ايه العلامه دي  ؟؟؟
كانت يدها علي صدره مكان قلبه مباشره بمجرد أن سألته انتفض من مكانه مما فجأها من رد فعله الغريب
أسد بغضب : و أنتي مالك بتدخلي في اللي ملكيش فيه
جيداء باحباط : أسد أنا مراتك و أكيد ليا فيه
أسد بغضب شديد : أول و أخر مرة تتكلمي في الموضوع ده فاهمه  ؟؟؟؟
نهض من مكانه ارتدي بنطاله و غادر مغلقا الباب بحدة شعرت معها و كأنه سيهدم القصر فوق رأسها و لكن ألم قلبها كان يطغي علي أي إحساس أخر لما يصر علي اقصائها من حياته و جعله غريبة عنه  ؟؟؟؟
إنه زوجته و ستكون أم أطفاله في المستقبل كل شيء يخصه يخصها هو ملكها و كذلك كل ما يخصه
و لكنه يصر علي جرحها طوال الوقت بكلامه ذاك القاسي
رغم كل محاولاتها لارضائه و لكن الأمر غايه الصعوبة فهو لا يقبل بذلك و يصر علي بقائها بعيدا عنه
مجرد زوجه تقوم بواجبها نحوه و هو أيضا لكن ماضيه و حياته لا شأن لها به
************************************

في انتظار التعليقات

😁😁😁😁😁😁

الأسد ( الجزء الثاني من سلسلة سطوة الرجال)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن