جالس علي مكتبه لا يصدق ما يجري من حوله لقد ذهب إلى شركته كما يفعل كل صباح ليجدها جالسة بمكتبها تعمل بجد و كأن شيئا لم يحدث أمس
كانت تخبره بجدول أعماله الذي لم يفقه منه شيئا نظره فكره روحه معها الآن و لا يهتم بما تقوله عن العمل
توقع منها البكاء الانهيار الاستقالة
لكن العودة بقوة و نشاط غير ممكن بل هو المستحيل بعينه
جيداء بجدية " أكلمهم و بلغهم إن الإجتماع اتأجل "
أسد بعدم انتباه " هااا ؟؟ "
جيداء و هي تكتم ضحكتها علي شكله المضحك فلاشك أنه صدم بوجودها هنا توقع منها البكاء لكن لا أسد إن كنت أنت الأسد فأنا اللبؤة و الكل يعرف أن اللبؤة أقوى من الأسد
جيداء بسخرية " حضرتك كويس يا أسد بيه ؟؟ "
أسد و قد استعاد جموده " هاتي القهوة بتاعتي و ممنوع حد يخش علي مهما كان "
جيداء بجدية " تمام يا أسد بيه "
خرجت من مكتبه لتطلق العنان لضحكاتها التي كانت تكتمها فهي صدمت من وجهه ذاك
لكنها قررت أيضا أن تريه قوتها و ألا تدعه يظنها ضعيفه يسهل كسرها فهي أقوي مما يتخيل
" أنت لسه شوفت حاجه يا أسد ده أنا هجننك بس استني عليا "
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
جالسه علي مكتبها تكلم نفسها " بيزعقلي أدام الغبي اللي دخل و كمان يطردني ماشي يا أسد
بدل من يزعقله عشان دخل من غير ما يخبط و لا يقولي امشي "
خرج مالك و غادر دون إلقاء نظره واحدة عليها بينما هي تشتعل غضبا مما حدث
دخلت دون طرق " مين دى و إزاى تزعقلي أدامه؟؟؟ "
نظر لها أسد ببرود " أولا خبطي علي الباب ثانيا ملكيش دعوة هو مين خليكي في شغلك "
جيداء بغضب " تمام تمام أوى "
و اغلقت الباب بحدة أكبر من المرة السابقة
أسد بهدوء " شكلي هغير الباب ده "
و عاد لعمله مجددا بينما هي بالخارج تحترق بنيرانها و هو يتجاهلها و يتعمد البرود و التجاهل معها و كأن ما يحدث خطئه مما صنع هذا الرجل هو أبرد من القطبين الشمالي و الجنوبي معا إن لم يتفوق عليهما
وصلت الساعة التاسعة مساءا و لم يخرج من مكتبه أو يطلبها حتي الآن
لم يأكل منذ الصباح و شرب الكثير من القهوة هذا سيضر بصحته كثيرا و هو رياضي و المفترض أن يحافظ على صحته
لاتزال خائفة عليه رغم ما فعله بها أمس و اليوم أمام ذاك الغريب لا لن تهتم ستفعل مثله و تتجاهله و كأنها لا تهتم به ليس هو البارد الوحيد لقد تعلمت منه
خرج وقتها من المكتب و يبدو من وجهه أن أمر خطيرا قد وقع ( خيانة رجال مالك) ما هو يا تري؟؟؟
ما الذي يجعل شخصا كأسد يقلق أو يتوتر ؟؟؟؟
لقد عرفته قويا صلبا لا ينكسر و لا يهزم لم تعرفه ضعيفا
بالتأكيد الموضوع خطيرا ليكون هكذا
لما تهتم أين كان ما حدث لن تسأل و لن تهتم لن تعود ضعيفة مجددا و تترك قلبها يتحكم بها لتندم مجددا بسببه
أسد بجدية " يلا عشان أروحك و عايزك في موضوع مهم "
جيداء ببراءة مخادعة " مش هينفع أنا مطلقة و سمعتي "
أسد بغضب " هو لسه طلقتك امشي أدامي بدل ما أتصرف تصرف مش هيعجبك "
حملت حقيبتها و ذهبت معه و انطلق بسيارته كانت أول مرة منذ عرفته يقود سيارته بنفسه دون سائق جلست بجانبه و هي تنظر له يقود السيارة و لا يزال الإنزعاج مسيطرا عليه تماما
قرر أخيرا إنهاء الصمت و اخبارها بما يريد فهو لن يتركها هنا و يسافر مؤكد عادل حديد لن يتركها
و هو لن يدع مكروه يصيبها رغم جنانها لكنها زوجته و إن كان حاليا فقط و هو لا ينوي التخلي عنها ينهي أمر عادل حديد و بعدها سيطلقها و يعود لحياته الباردة المملة مجددا
أسد بجدية " هخلص الشغل اليومين الجايين و هنسافر فرنسا "
جيداء بتسأل " هنعمل ايه هناك ؟؟؟ "
أسد بعدم اهتمام " أنا اللي هعمل أنتي بس جاي معايا "
جيداء بسخرية " و علي ايه خليني هنا أهو بلادي أولي بيا "
أسد بغضب " اللي أقوله يتنفذ و بطلي تعصبيني "
جيداء بهدوء " هو احنا هنطلق امتي ؟؟؟ "
أسد بغيظ " مستعجلة علي ايه ؟؟؟؟ جالك عريس "
جيداء بكذب " اه "
أوقف سيارته فجأة لتصطدم بها كانت تنوي الصراخ به لكن النار التي بعيونه أخافتها و خاصة أنه ليس من عادته الغضب أمامها و لم تعد عليه هكذا
جذبها نحوه بعنف و فكرة واحدة تسيطر عليه ستكون ملكا لأخر " مين ؟؟؟ "
تشعر بلهب يخرج من فمه و وجهه علي وشك الإنفجار إنه أسد حقيقي غاضب لا إنسان لقد وضعت نفسها بموقف لا تحسد عليه
من المجنون ليقف أمام أسد غاضب مثله ؟؟؟؟
جيداء بخوف " كنت بقول لو مفيش حد و الله "
تركها و قد هدأ قليلا ليعود لقيادة السيارة بينما هي تدعو أن تمر الليلة علي خير و تعود لمنزلها سالمه دون مشاكل فهو يبدو راغبا بموت أحدهم و لن يرتاح حتي يقتله
وصل لمنزلها لتهبط بسرعة لتنجو منه لكن اليوم هو يوم سعدها لقد أتي عاطف جارها الذي يريد الزواج منها و بمجرد أن علم أنها علي وشك الطلاق و هو لا يتركها بل يلتصق بها سواء كانت ذاهبة للعمل أم للسوق بطريقة مستفزة
اقترب منه يطمئن عليها " أتأخرتي يا حبيبتي "
جيداء بسرها " الله يخربيتك اسكت لو سمعك مش بعيد يعملك حواوشي
أنا بس لو أعرف مين اللي دعيتلي النهاردة و دعاها من أول اليوم معايا "
خرج أسد من السيارة يرغب برؤية ذاك الطريف الذي دعي زوجته بحبيبته توا
وقف أسد بجانبها يسألها " مش تعرفينا "
و قبل أن تتكلم جيداء أسرع عاطف يجيبه بابتسامة غبية " أنا عاطف خطيبها "
جيداء و هي تتجه لداخل العمارة " لا بقي أنت عايز تموت أنت حر
أنا ورايا شغل و لازم أنام بدرى و معنديش حاجة سودة للجنازة "
لم يفهم عاطف سبب كلامها سوى أن أسد أمسكه من رقبته و هو يشتعل غضبا " أنت بقي خطيبها
ده أنا هظبطك "
************************************
في انتظار التعليقات
😆😆😆😆😆
أنت تقرأ
الأسد ( الجزء الثاني من سلسلة سطوة الرجال)
Adventureعاني الكثير بسبب أهله و أصدقائه و ها هم الآن يطلبون مساعدته فهل سيساعدهم ام يتخلي عنهم كما تخلوا عنه؟؟؟؟
