عادت لمنزل والدها البسيط خرجت منه بقلب ينبض سعادة و فرح لتعود له بقلب مكسور حزين بعد أن تخلى عنها الحبيب و الزوج
جلست علي سريرها و دموعها تأبي التوقف و مازال قلبها ينزف كل مرة يطعنها بأشد من سابقتها و دون توقف و كأنه يخبرها ألا مكان للحب في حياته و عالمه و ما ذنبها أنها تحبه و لا تريد غيره
فقد أرادت معه أن تحيا بسعادة مع من اختاره قلبها و اتخذ منه الحبيب و العشيق لكنه نبذها كل مرة و في كل فرصة يخبرها و ظنت نفسها قادرة علي تغييره و جعله يشعر بها ليثبت خطئها و أنها مهما فعلت لن تصل إلى قلبه و تصير جزءا من حياته ستبقي غريبة لا مكان لها عنده
وضعت يدها علي قلبها " كان قدامك اللي بيحبك لكنك اخترته هو
عجبك اللي عمله فيك
سعيد بوجعك اللي سببه
لسه برضو عايزه "
الجرح ممن تحب قد يكون قاتل مميتا خاصة عندما تكون عاشق واضعا حياتك بين يدى عاشقك ثم تدرك أنك لا تعني له شيئا علي الإطلاق و ليس هناك أسهل من أن يتخلي عنك
أما أسد
واقف أمام النيل الأزرق تعرض للكثير من الألام ممن حوله و لكن الأمر منها مختلف جدا
مجرد التفكير في عينيها التي أخبرته عن كونه قاتل كان أشبه بأن تقتله ثم تخبره أنها فعلتها لأنها تحبه
لم يحتمل الاتهام منها أبدا
تحمله من والده أمه أصدقائه عائلته لكن هي لا و ألف لا
النظرة منها قاتله الإتهام من عيونها سم ينتشر بجسده كالنار بالهشيم أن تصدق غيره دون سؤال موت له
كل شيء منها هي مختلف أبسط أفعالها تسعده و إن لم يقل و أقلها تقتله و إن ظهر باردا كالقطبيبن
وضع يده على قلبه " رغم كل اللي عملته لسه عايزة لسه شايف راحتك معها هى و بس
حتي بعد ما صدقت إنك أناني و قاتل من غير ما تسأل
بتدافع عن اللي صدقت كلامهم عليك
أنا لا لو هموت من غيرها "
أمس نام في أحضانه و هو مرتاح لأول مرة منذ زمن لكن من اليوم ستكون طليقته و لا مكان لها بحياته
عندما تأتيك الضربة من أقرب الناس تكون مختلفة
بعدما وجد شخصا يحبه لا يخشاه رغم قسوته و بروده خذلته في أول موقف كما فعلها معه الجميع
ليته وثقت بحبها و وقفت بجانبه ضد كلامهم جميعا لكان أعطاها روحه و قلبه و كل ما تتمني لكنها و بغباء شديد تخلت عن كل هذا في لحظه تهور منها دون تفكير في نتائج أفعالها
************************************
وصلت مادلين لمنزله و جلست و هي تبكي قسوة ابنها عليها لقد ظنت نفسها فقدته منذ عشرين عاما و كان وقتها طفلا و أخطأ لكنها سامحته و لكنه لا يرغب برؤيتها و لا مسامحتها
رأي عمار والدته هكذا فاقترب منها رغم أنها لم يسامحها علي ما جري لأخيه لكنها أمه بالنهاية
عمار بتسأل " في حاجة حصلت ؟؟؟؟ "
مادلين بحزن " أسد رافض يسامحني "
عمار بصدمة " أسد ؟؟؟ شفتيه فين ؟؟؟؟ "
مادلين بسعادة " اتجوز بنت زى القمر جت هنا و خدتني لبيته "
عمار بلهفة " هو عايش فين ؟؟؟ "
مادلين بهدوء " مش فاكره بس ممكن تسأل معتز هو كان معنا "
عمار بغضب " و سي زفت كان بيعمل ايه معاكي ؟؟ "
مادلين بغضب " عمار اتكلم كويس عن أخوك "
تركته لتصعد لغرفتها لترتاح قليلا بينما عمار عمار يبتسم ساخرا علي ما يجري
دخل غرفته و كانت أية ترتدى ما ترتديه عروس كان زفافها بالأمس لتجد زوجها يبتسم ساخرا
أية بتسأل " بتضحك علي ايه ؟؟ "
عمار ساخرا " بضحك علي المسخره اللي بتحصل في البيت ده
واحدة رامية ابنها من عشرين سنة في الشارع و جايبه واحد من أهله تربيه معانا و تقولي أخوك "
أية بعدم فهم " أنا مش فاهمه حاجه "
نام علي السرير و هو ينظر للسقف بشرود " من عشرين سنة راموا أسد في الشارع و هو عنده ١٢ سنة و راحت ماما لطنط منيرة و طلبت منها تاخد ابنها تربيه لأنه صاحب أسد و هيعوضها عن غيابه "
جلست بجانبه " و بعدين "
عمار ساخرا " جابت معتز البيت و بتعامله كأنه ابنها بجد و زعقت عشانه و تقولي أخوك
و بالنسبة للي رميته أنت و جوزك في الشارع و هو طفل "
أية بهدوء " اللي أعرفه إن معتز عمره ما كان صاحب أسد "
عمار بجدية " معتز عمره ما حب حد و لا كان صاحب لحد
عبارة عن حية تلدغك و أنت مش واخده بالك منها
ده أكتر واحد بيكره أسد و نفسه يخلص منه "
أية بتسأل " بس ليه ؟؟؟ أسد عمره ما عمل حاجه وحشه لحد "
عمار بهدوء " أهل معتز كانوا شايفين أسد شاب كويس و أي حد يتمني يكون عنده ابن زيه و كانوا دايما بيقولوا نفسهم يكون ابنهم و أنا معتز فاشل و مش ممكن يكون زيه
معتز اتربي و هو شايف أسد بيأخد كل حاجه منه و كل حاجه حلوة
كل ده ربي جواه غل و كره له "
أية بحزن " أسد أكتر واحد اتعذب في حياته من كل اللي حوليه و عمره ما حس بالسعادة و لا الحب حتي من ماما و بابا "
عمار ساخرا " قررت تصالحه تقوم تاخد اكتر حد بيكرهه معها و بتقول هو رفض ليه
أنا لو مكانه كنت قتلته مش سبته يخرج كده "
عمار كان يكره معتز لأنه يكره أسد و يحقد عليه فكيف و والدته أحضرته لمنزلها بدلا من أخيه الأكبر و تقول له أنه أخيه و عليه احترامه
و أين كانت عاطفة الأمومة عندما ألقيتي بابنك في الشارع دون اهتمام به ؟؟؟!!!!!
لما تتوقع من أسد استقبالها بأحضانه و نسيان الأمر و كأنها نسيت أن تعطيه هدية عيد ميلاده ؟؟؟!!!!
لقد تخلت عنه اتهمته بمحاولة قتل أخيه
و لا تزال هي و زوجها مقتنعين بأنه فعل ذلك رغم كونها أمه و الأخر والده لكن معتز و من معه حاكوا خيوط مؤامرتهم جيدا دون السماح بوجود أخطاء تفسد الأمر عليهم و قد نحجوا
************************************في انتظار التعليقات
😆😆😆😆😆😆
أنت تقرأ
الأسد ( الجزء الثاني من سلسلة سطوة الرجال)
Maceraعاني الكثير بسبب أهله و أصدقائه و ها هم الآن يطلبون مساعدته فهل سيساعدهم ام يتخلي عنهم كما تخلوا عنه؟؟؟؟