العطاس والتثائب

98 17 1
                                    


سؤال : ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﺜﺎﺀﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﻭ ﻳﻌﻄﺲ ﻫﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻠﻲ ﺃﻡ ﻓﻲ ﺳﺮﻩ ﺃﻡ ﻣﺎﺫﺍ؟

ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :

ﻓﺎﻟﺘﺜﺎﺅﺏ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺪ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻓﻲ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﺷﺪ ﻛﺮﺍﻫﺔ .
ﻭﻣﻦ ﺃﺣﺲ ﺑﻪ ، ﻓﻠﻴﺪﻓﻌﻪ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ، ﻭﻟﻴﻀﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻓﻤﻪ ، ﻭﻟﻴﺨﻔﺾ ﺻﻮﺗﻪ ، ﻭﻻ ﻳﻌﻮﻱ ﻋﻮﺍﺀ ﺍﻟﻜﻠﺐ ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﻀﺤﻚ ﻣﻨﻪ .

ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﻗﺎﻝ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﻌﻄﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺍﻟﺘﺜﺎﺅﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺜﺎﺀﺏ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻓﻠﻴﻀﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻓﻴﻪ : ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ : ﺁﻩ ﺁﻩ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﻀﺤﻚ ﻣﻦ ﺟﻮﻓﻪ ، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻌﻄﺎﺱ ﻭﻳﻜﺮﻩ ﺍﻟﺘﺜﺎﺅﺏ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﺁﻩ ﺁﻩ ﺇﺫﺍ ﺗﺜﺎﺀﺏ ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﻀﺤﻚ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻪ .
ﻭﻻ ﺑﺄﺱ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻴﺬ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ ، ﻷﻧﻪ ﺳﺒﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺜﺎﺅﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ .

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻄﺎﺱ ، ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻳﻀﺎً ، ﻭﺇﺫﺍ ﻋﻄﺲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻠﻴﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﺳﻮﺍﺀً ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻳﺴﺮ ﺑﻪ ﻭﻻ ﺣﺮﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻓﻊ ، ﻭﻻ ﻳﺸﻤﺘﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ

ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻗﺎﻝ : ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﺻﻠﻲ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫ ﻋﻄﺲ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﻘﻠﺖ : ﻳﺮﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﺮﻣﺎﻧﻲ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺑﺄﺑﺼﺎﺭﻫﻢ ، ﻓﻘﻠﺖ : ﻭﺍﺛﻜﻞ ﺃﻣﻴﺎﻩ ، ﻣﺎ ﺷﺄﻧﻜﻢ ﺗﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ؟ ﻓﺠﻌﻠﻮﺍ ﻳﻀﺮﺑﻮﻥ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﺨﺎﺫﻫﻢ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻬﻢ ﻳﺼﻤﺘﻮﻧﻨﻲ ﺳﻜﺖ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺻﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺒﺄﺑﻲ ﻫﻮ ﻭﺃﻣﻲ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻌﻠﻤﺎً ﻗﺒﻠﻪ ﻭﻻ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﺣﺴﻦ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎً ﻣﻨﻪ ، ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻛﻬﺮﻧﻲ ﻭﻻ ﺿﺮﺑﻨﻲ ﻭﻻ ﺷﺘﻤﻨﻲ ، ﻗﺎﻝ : ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻭﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .
ﻭﺣﻤﺪ ﺍﻟﻌﺎﻃﺲ ﺳﺮﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ .

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻭ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﺎﻃﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ، ﻓﻴﺴﺘﺤﺐ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺳﺮﺍً ، ﻫﺬﺍ ﻣﺬﻫﺒﻨﺎ ، ﻭﺑﻪ ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﻏﻴﺮﻩ ، ﻭﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﺍﻟﻨﺨﻌﻲ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﻬﺮ ﺑﻪ ، ﻭﺍﻷﻭﻝ ﺃﻇﻬﺮ ﻷﻧﻪ ﺫﻛﺮ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺫﻛﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻹﺳﺮﺍﺭ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ . ﺍﻧﺘﻬﻰ .

ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ .

جواز سفرك إلى جنّة الخُلدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن