بين أمنيتين

107 11 0
                                    

# ﺑﻴﻦ _ ﺃﻣﻨﻴﺘﻴﻦ
‏( ﻳﺎﻟﻴﺘﻨﻲ ﻣﺖ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﻭﻛﻨﺖ ﻧﺴﻴﺎ ﻣﻨﺴﻴﺎ ‏) ﺃُﻣﻨﻴﺔ ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﻣﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺭﻓﻌﺘﻬﺎ ﻭﻣﺠﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ .
ﻗﺎﺭﻧﻮﻫﺎ ﺑﺄﻣﻨﻴﺔ ‏( ﻳﻮﻡ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﻳﺪﺍﻩ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻳﺎﻟﻴﺘﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﺍﺑﺎ ‏) ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻮﻑ ﻳﺘﻤﻨﺎﻫﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﻀﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻣﺎﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ .

يقول •اللّـہ̣̥ سبحانه وتعالى : ﺇِﻧَّﺎ ﺃَﻧْﺬَﺭْﻧَﺎﻛُﻢْ ﻋَﺬَﺍﺑﺎً ﻗَﺮِﻳﺒﺎً ‏[ ﺍﻟﻨﺒﺄ 40: ‏]

ه̷̷َـَْـُذآ العذاب ﻫﻮ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻵﻳﺔ : ﻳَﻮْﻡَ ﻳَﻨْﻈُﺮُ ﺍﻟْﻤَﺮْﺀُ ﻣَﺎ ﻗَﺪَّﻣَﺖْ ﻳَﺪَﺍﻩُ ﻭَﻳَﻘُﻮﻝُ ﺍﻟْﻜَﺎﻓِﺮُ ﻳَﺎ ﻟَﻴْﺘَﻨِﻲ ﻛُﻨْﺖُ ﺗُﺮَﺍﺑﺎ ً.
ﻫﻨﻴﺌﺎ ﻟﻤﻦ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻤﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﻳﺪﺍﻩ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺃﻏﻠﻰ ﺍﻷﻣﺎﻧﻲ
ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ، ﻭﻗﺮﺑﻪ ﻟﺘﺤﻘﻖ ﺇﺗﻴﺎﻧﻪ ، ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞ : ﻣﺎ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻓﺎﺕ ، ﻭﻣﺎ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺁﺕ ، ﺃﻭ ﻷﻧﻪ ﻗﺮﻳﺐ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ .

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : " ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻷﻧﺲ ﻭﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ، ﻭﺇﻧﻪ ﻟﻴﻘﻴﺪ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺍﻟﺠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻧﺎﺀ ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺗﺒﻌﺔ ﻋﻨﺪ ﻭﺍﺣﺪﺓ ‏[ ﺹ : 181 ‏] ﻷﺧﺮﻯ ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ : ﻛﻮﻧﻮﺍ ﺗﺮﺍﺑﺎ ، ﻓﻌﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ : ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﺍﺑﺎ "

ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ،
ﻗﺎﻝ : " ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ، ﻣﺪ ﺍﻷﺩﻳﻢ ، ﻭﺣﺸﺮ ﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ﻭﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻭﺍﻟﻮﺣﺶ ، ﺛﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ، ﻳﻘﺘﺺ ﻟﻠﺸﺎﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺓ ﺍﻟﻘﺮﻧﺎﺀ ﻧﻄﺤﺘﻬﺎ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻓﺮﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ، ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻛﻮﻧﻲ ﺗﺮﺍﺑﺎ ، ﻗﺎﻝ : ﻓﻌﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ : ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﺍﺑﺎ "

ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺗﻤﻨﻴﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﻠﻘﻰ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺪﻩ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﺑﻪ ، ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﺍﺑﺎ ﻛﺎﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﺗﺮﺍﺑﺎ .
ﻭﻗﻮﻟﻪ : ‏( ﺇﻧﺎ ﺃﻧﺬﺭﻧﺎﻛﻢ ﻋﺬﺍﺑﺎ ﻗﺮﻳﺒﺎ ‏) ﻳﻘﻮﻝ : ﺇﻧﺎ ﺣﺬﺭﻧﺎﻛﻢ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﺬﺍﺑﺎ ﻗﺪ ﺩﻧﺎ ﻣﻨﻜﻢ ﻭﻗﺮﺏ ، ﻭﺫﻟﻚ ‏( ﻳﻮﻡ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻤﺮﺀ ‏) ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ‏( ﻣﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﻳﺪﺍﻩ ‏) ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﺍﻛﺘﺴﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ، ﺃﻭ ﺷﺮ ﺳﻠﻔﻪ ، ﻓﻴﺮﺟﻮ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﻟﺢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ، ﻭﻳﺨﺎﻑ ﻋﻘﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺌﻬﺎ .

ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺫﻛﺮﻩ : ‏( ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ‏) ﻳﻌﻨﻲ : ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ، ﻭﻫﻮ ﻳﻮﻡ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺻﻔﺎ ‏( ﺍﻟﺤﻖ ‏) ﻳﻘﻮﻝ : ﺇﻧﻪ ﺣﻖ ﻛﺎﺋﻦ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ .
ﻭﻗﻮﻟﻪ : ‏( ﻓﻤﻦ ﺷﺎﺀ ﺍﺗﺨﺬ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻪ ﻣﺂﺑﺎ ‏) ﻳﻘﻮﻝ : ﻓﻤﻦ ﺷﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﺗﺨﺬ ﺑﺎﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺤﻖ ، ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻪ ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻮﺍﻟﻪ ‏( ﻣﺂﺑﺎ ‏) ، ﻳﻌﻨﻲ : ﻣﺮﺟﻌﺎ

يقول الله تعالى: {ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻤﻦ ﺷﺎﺀ ﺍﺗﺨﺬ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻪ ﻣﺂﺑﺎ ‏( 39 ‏) ﺇﻧﺎ ﺃﻧﺬﺭﻧﺎﻛﻢ ﻋﺬﺍﺑﺎ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻳﻮﻡ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﻳﺪﺍﻩ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﺍﺑﺎ}‏( 40 ‏) ‏) .

ﺍﻋﻤﻞ ﻟﺪﻧﻴﺎﻙ ﺗﺠﺪ لآﺧﺮﺗﻚ

جواز سفرك إلى جنّة الخُلدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن