كمال العدالة

72 12 0
                                    

ﺟﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﻭﻃﺮﻕ ﻛﺜﻴﺮﺓ - ﻗﻮﻟﻪ : ‏( ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻹﻧﺲ ﻭﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ، ﻭﺇﻧﻪ ﻟﻴﻘﻴﺪ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺍﻟﺠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻧﺎﺀ ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺗﺒﻌﺔ ﻋﻨﺪ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻷﺧﺮﻯ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ : ﻛﻮﻧﻮﺍ ﺗﺮﺍﺑﺎً ، ﻓﻌﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ : " ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﺍﺑﺎً " .
ﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺭﻗﻢ 1966

ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ :
- ‏( ﻳﻘﺘﺺ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ، ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻧﺎﺀ ، ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﺬّﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺭﺓ ‏)

- ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺫﺭ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻟﺴﺎً ، ﻭﺷﺎﺗﺎﻥ ﺗﻘﺘﺮﻧﺎﻥ ، ﻓﻨﻄﺤﺖ ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﺄﺟﻬﻀﺘﻬﺎ ، ﻗﺎﻝ : ﻓﻀﺤﻚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ : ﻣﺎ ﻳﻀﺤﻜﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ! ﻗﺎﻝ : " ﻋﺠﺒﺖ ﻟﻬﺎ ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ ، ﻟﻴﻘﺎﺩﻥّ ﻟﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ "
- ‏( ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺫﺭ ! ﻫﻞ ﺗﺪﺭﻱ ﻓﻴﻢ ﺗﻨﺘﻄﺤﺎﻥ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ ، ﻗﺎﻝ : ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺪﺭﻱ ، ﻭﺳﻴﻘﻀﻲ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ‏)

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﻣﺴﻠﻢ ﺗﺤﺖ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ :
‏( ﻫﺬﺍ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺑﺤﺸﺮ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ، ﻭﺇﻋﺎﺩﺗﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺎﺩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻣﻦ ﺍﻵﺩﻣﻴﻴﻦ ، ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻌﺎﺩ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ ، ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﺗﺒﻠﻐﻪ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ، ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺗﻈﺎﻫﺮﺕ ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﺣﺸﺮﺕ ‏) ، ﻭﺇﺫﺍ ﻭﺭﺩ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻟﻢ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺇﺟﺮﺍﺋﻪ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻋﻘﻞ ﻭﻻ ﺷﺮﻉ ، ﻭﺟﺐ ﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻩ ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ : ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺤﺸﺮ ﻭﺍﻹﻋﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺍﺓ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻧﺎﺀ ﻟﻠﺠﻠﺤﺎﺀ ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺹ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ، ﺇﺫ ﻻ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻗﺼﺎﺹ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ، ﻭ ‏( ﺍﻟﺠﻠﺤﺎﺀ ‏) ﺑﺎﻟﻤﺪ ﻫﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻗﺮﻥ ﻟﻬﺎ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ . ﺍﻧﺘﻬﻰ .

ﻭﻧﻘﻞ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻗﺎﺓ ‏( 4/761 ‏) ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ :
‏( ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ : ﺍﻟﺸﺎﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﻠﻔﺔ ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻘﺘﺺ ﻣﻨﻬﺎ ؟ ﻗﻠﻨﺎ : ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻌﺎﻝ ﻟﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ، ﻭﻻ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ، ﻭﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻨﻪ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻻ ﺗﻀﻴﻊ ، ﺑﻞ ﻳﻘﺘﺺ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ‏) .

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺭﻱ : ‏( ﻭﻫﻮ ﻭﺟﻪ ﺣﺴﻦ ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ ﻣﺴﺘﺤﺴﻦ ... ، ﻭﺟﻤﻠﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺩﺍﻟﺔ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﻴﻦ ، ﻓﺈﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺬﻭﻱ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺿﻴﻊ ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ، ﻭﺍﻟﻘﻮﻱ ﻭﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ؟ ‏)

جواز سفرك إلى جنّة الخُلدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن