١

1.2K 87 94
                                    

عام ١٩٩٧، التاسع والعشرون من شهر ديسمبر، لوس انجلوس

حينما تشعر بالوحدة على الرغم من المحيطين حولك
حينما تعطي وتمنح وتُحب وفي النهاية تُقابل بالإساءة والخيانة
حينما تُريد الصراخ والبُكاء ولكن محاجر عينيك قد جفّت..
حينما تتراقص الذكريات الجميلة امامك لكن ليس لرجوعها سبيل.

انها آليزا! آليزا فاقدة المشاعر، الكتومة! بداخلها عاصفة لا أحد يشعرُ بها.

بينما لازالت الشّمس تتوسط سماء المدينة.
طرقَ كعب حذاءها في مساحة غرفتِها الصغيرة، ثُم توقفت عند المرآة لتتفقد ثوبِها الأصفر لأخر مرة، ثُم خرجَت.

آليزا أديش..

الفتاة صاحبة الأربعة والعشرون عامًا، المعروفة بخُصلات شعرِها الكستنائي القصير، الصامِتَة دائمًا والمكتئبة احياناً والانطوائية غالبًا.

تعيشُ مع والدتها وجدّتها في منزلٍ واحد في لوس أنجلوس، من أصول هندية.
انتهَت من دراستها منذُ أشهر قليلَة، تخصص الأدب الإنجليزي. ولكِن انتهى بها المطاف تجلسُ بين جدران غُرفتها بائِسة لا تتحدث الى احد، وتتشاجر مع والدتها دائمًا.

قد توفى والدها بنوبة قلبيَة قاسيَة، لتقسو على قلبِها هي، ومدى حبها لوالدها وتعلّقها بهِ كان يؤلمها أكثر، يؤلمها ان بعد وفاته لم تتحدث الى احد، ومتيقنة انها لن تكن كالسابق. ووالدتها التي كانت تعتقد انها ستتقرّب منها أكثر بعد وفاة والدها الا انها انتهزت الفُرصة لتتزوج مرتين، مما سببّ كره لها من ناحية آليزا التي كانت منصدمَة، ثُم حدثَ حاجزًا كبيرًا في علاقتهما.

وبقَت هكذا.. وحيدَة، بائِسة، أيامها متشابهة.

كانت آليزا من النوع المجنون ولكنهُ لا يعرف كيف يُخرج هذا الجنون منهُ، لديها حسّ المُغامرَة ولكنها لا تعلَم كيف تُغامر، ولم تجرّب حتى، ولم يكُن لديها الشجاعة الكافيَة لفعل هذا.

تريد ان تكون كل ايامِها حماسية ومجنونة، غريبة!

دون مخطّط او هدف سوى ان تكون سعيدة والعروق تسيل في دمائها بحماس لتعيش أكثَر

ولكِن كُلما فكّرت وتخيّلت، كُلما يؤلمها قلبها أكثَر ويعود الصّمت بداخلِها دون تخيّلات.

كانت تتمنى لو كان الشخص المقصود موجودًا، كانت تتمنى لو ان الوقت يعود بها قليلاً لتتوسل منهُ الا يرحل ويبقى معها لعلّه يكون فارس احلامها الذي كانت تحلم بهِ..

كان فيكرام ينتظرهَا في سيارتهُ امام المنزل.

صعدَت آليزا للسيارة وبرُغم انها لم تبُح لهُ عن كل ما يحدُث معهَا الا انها شعرت بالراحة بالتواجد معهُ، فهو نوعًا ما يُذكرها بوالِدها.

عزيزتي باريس | نغم غنّام.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن