٨

902 70 113
                                    

_

الثامِنة والنصف صباحًا بتوقيت باريس، فرنسا.

-

تقلّبَت اليزآ في فراشهَا، لتفتحْ أعينهَا مباشرةً، حتى تكتشف أن لايزال كُل شيء حقيقيّ.
نهضَت من فراشِها ونظرتْ الى ما ترتديه بفزع ثُم أرتختْ ملامحها فجأة عندما تذكرتْ بأنه قد أعطى لهَا قميصهُ لترتديه مؤقتًا.

دلفَت الى الخارج، وهبطَت للطابق السُفلِي بينما تجول عينيهَا في أرجاء المنزل بحثاً عنهُ.
سمِعت اليزآ ضجة صادِرة من المطبخ قبل أن تلمس قدميها الأرضيَة.

التفتتْ برأسِهَا ولا شعوريًا أبتسمت أبتسامة خفيفةَ، لتأخذها ساقيهَا نحو المطبخ.

حاولت اليزآ النظر عبر الباب كالأطفال ولكنهَا لم ترى شيئًا.
لذا دفعتْ بالباب قليلاً، ليُصدر صريرًا وينفتح على مصراعيه..

التفتَ هاري منتفضًا، ثُم أبتسمَ لها براحة، قائلاً: "مُبكرّة.."

بينما ظلّت اليزآ في حالة ذهول مما يفعلهُ، كانَ يحملُ كتاباً بين يديه أتضحَ لهَا أنهُ كتابٌ للطبخ، واليدُ الأُخرى مُحملة بملعقة كبيرة، ويرتدِي مئزرهُ وشعرهُ مبعثراً الى عينيهِ.

"أنتَ..ماذا تفعلْ؟" سألت اليزآ وهي لازالت تشعرُ بالغرابة مما يفعلهُ.
"كما ترينْ، وصباحُ الخير لكِ." أجابها ساخرًا في نهاية كلامهِ، لتُلاحظ اليزآ مدى غباءِها.

"آسفَة، صباحُ الخير." تمتمت اليزآ بحرجْ، ثُم اضافت ضاحِكة قليلاً:
"ألم تُخبرني بأنكْ لا تُجيد الطهي؟"

"هُنا يأتي دور هذا الكتَاب." أخبرها مبتسماً بثقَة، وعاد يقرأ بعض السطور ثُم يُضيف بعض المكونات في الوعاء.

قهقهت بشدّة على ظرافتهْ، ولملمت شعرِهَا في كعكة فوضوية، ثُم رفعتْ بجسدها بخفة فوق منضدة المطبخ لتجلس.

ليلَة الأمس عندما سألهَا ذلِكَ السؤال، الذي لم تتردد اليزآ في الأجابة عنهُ في ثوانٍ فقط، لا تعلَم كيف أخبرتهُ هكذا!
ولكِن كيف أيضًا أن تعتاد على وجوده بهذا الشّكل؟
كيف لهَا أن تبتسم بكلمَة وتبكيِ بكلمة؟

"اذاً ما الذي سأتذوقه اليومْ أيُهَا الشيفْ؟" سألتهُ برسمية مصطنعة بعد صمتٍ ساد بينهما لدقائق، ليضحك لهَا في المُقابل.

"شطائر البطاطس والجبن الفرنسيّ والثوم بالسجقْ والطماطم المقلية؟" أجاب بعينين متسعَة بينما يقرأ أسم الوصفة من الكتَاب.
لا شعورياً قهقهت اليزآ على منظره وهو يقرأ العنوان

عزيزتي باريس | نغم غنّام.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن