٤

723 80 75
                                    


شكراً على تعليقاتكم اللي فرحتني بجد وقت تعبي ده
انتوا حياة.

شابتر قصير خالص بس بيوضح حاجات كتير هتحصل. والسادس جاهز كمان عشان عيونكم الحلوة

بحبكم 🦋
--

العاشِرة صباحاً بتوقيت فرنسَا، باريس.

واحدٌ وعشرون عاماً.. واحدٌ وعشرون عاماً.
واحدٌ وعشرون لعنة!

فتحَت اليزآ عينيهَا على أحدٍ ما يضربُها فوق
وجنتيهَا بخفة.
لتجد نفسِهَا في غرفة بيضَاء، وفتَاة تبدو فرنسية عشرينية تقف امامِها بملابس الممرضة بإبتسامة صغيرة.

عادَت تُغلق عينيهَا البُنية بإنزعاج فورماَ رأت الشمس تتسلط مباشرةً اليهَا.
"أينَ أنَا؟ فيكرام! أُمي.."همسَت اليزآ بتعَب وبدأت تلهث انفاسهَا بصعوبة.

بدأت تلك الممرضة تخاطبهَا بالفرنسية، واليزآ فقط تستمتع.
"قذِرة! ابتعدِي عنِي."همسَت اليزآ مجددًا للممرضة.

••
••

"كمَا أخبرتُك، تصرفاتِهَا غريبة، فجأة أستيقظتُ لأجدهَا بجانبي فوق السرير، وأُخرى كانَت تظنّ بأنها في عام الفٌ وتسعمئة وسبعةٌ وتسعون، أشياءٌ كثيرة لم أفهمهَا عن هذهِ الفتاة.." أنهى هاري كلامهِ بينماَ يجلس بجانب مكتَب الطبيبة الشابة لورانس.

"تفضّل قهوتكَ."اردَفت الطبيبة لورانس مبتسمة، واعطتهُ فنجانه، ثُم جلست على مكتبهَا.
"شكرً لكِ." شكرهَا ثُم بدأ يرتشف من فنجانهُ.

"ما أخبرتني بهِ غريب، ولكنهُ لديهِ عدّة تفسيرات، لن أستطيع أن أخبرك بواحدٌ منهَم الآن." بدأت الطبيبة لورانس تقول، وقد بدت وكأنهَا تفكر فيما تقوله بحذَر.

اكملت: "حالتها أمامي الآن تبدو طبيعية ومستقرة للغاية، لم تتعرض الى حادثٍ أفقدها الذاكرة، او لم تكن في غيبوبة، عقلها طبيعي!"

أرتكزت يديهَا فوق المكتب، ثُم أردَفت:
"سأبدأ بالبحث عن حالتِهَا، ولكِن عليكَ اولاً ان تسألهَا بضعة أسئِلة بعد أستقرار حالتِهَا، نظراً لأن دماغ اليزآ حساسًا للغاية، لذا أي صدمَة كهذهِ مجددًا ستؤدي الى مُشكلةً أكبر."

"وما هيَ الأسئِلة؟"سألهَا هاري بهدوء.

نهضَت الطبيبة لورانس من كرسيهَا ووضعَت كلتا يديهَا في جيوب معطفهَا الأبيض، ثُم بدأت تتجول في المكتب وهي تُفكر.

"مثلاً، كيفَ جاءَت؟ ولِمَ أنصدَمت عندما علِمَت بأننا في الفيّ وتسعة عشَر؟."أخبرتهُ الطبيبة لورانس.

"لقد سبقَ وسألتهَا جميع هذهِ الأسئِلة ولكِن إجاباتِهَا كانت غير واضِحة وغريبة! شيءٌ واحدٌ فقط يبين بأنهَا قد كانَت في عام ١٩٩٧، وكان هذا مرعبًا." أجابهَا هاري عاقدًا حاجبيهِ يحاول تذكر أي شيء فيما قالتهُ حدَث.

صمتتْ الطبيبة لورانس للحظة، وبدأت تقلّب كلامهُ في ذهنهَا.
"أنظر.."قالت هيَ وعادت تجلس على مكتبهَا، ثُم أضافت وهي تُخرج بطاقة عملها:
"هذا رقم هاتفِي، سأتبّع حالتِهَا من خلالكَ وبالتأكيِد كُل شيءٍ سيكون واضِحًا خلال أيام."

أومئ هاري موافِقًا، وأخذَ البطاقة.
وبينما لايزال يُفكّر، لِمَ أناَ؟
ولِمَ القدر أختارني لتكون هذهِ الفتاة معي، وتسببّ لي هذا!

فُتِحَ باب المكتب فجأة، لتدخُل الممرضة قائِلة على عجل بينما تلهث أنفاسِهَا:
"د. لورانس المريضَة اليزآ تحاول الهرب من المشفى."

اكتسحت معالم وجه هاري بالصدمة، ونهضَ بسرعةُ مع د. لورانس، بينما يقول منفعلاً:
"وأينَ أنتُم بحق الآله؟!!"

ركضَوا بسرعةَ الى المخرج، ودخلوا الى الغرفة الممتلئة بصُرخات اليزآ، بينما تحاول قطع الوصل بين جهاز التنفس بيدهَا لتركُض والممرضات يمنعوهَا.

وقفَ هاري منصدمًا للحظات في مكانهِ، ثُم أقتربَ نحوهَا ليمنع الممرضات من الإقتراب منهَا.
"أبتعدوا عني، أريدُ الخروج!!!"صرخَت اليزآ مجددًا، والتفتتَ بسرعة لتصطدم بجسد هاري.
حاوطهَا هو بقوة كيِ لا تتحرك، قائلاً بهدوء:
"شش، إهدأي."

هدأت اليزآ تماماً، وبقت بين ذراعيه بينما دموعهَا تنزرف بقوة.
أرتمَت على صدرهِ فجأة وأنفجرت في بُكاءِهَا.

"انتَ لا تعلَم ما أُشعر بهِ الآن!" تمتمت اليزآ من بينَ دموعهَا وهي تتشبث بقميصهُ كالطفلة الضائِعة.
"أنتَ لا تعلَم كيف أن تشعر بالضياع فجأة." عادت تقول مجددًا باكية، ودفنَت رأسِهَا بهِ.

"واحدٌ وعشرون عام!!"عادت تتمتم باكية ثانيةً.
"أنها الحقيقَة! لا تقلقي فحسب، كُل شيءٍ سيكون على مايُرام."

صمتَ الجميع، وليسَ سوى بُكاءِهَا وجهشتهَا الموجعة، والمتألِمة وهي تتمسك بقيمصهُ وتحتضنهُ.

كانَ المهَا هذا كفيل بأن يجعلهُ ايضًا يحضتنهَا بقوةَ، وكانَ لا يشعر بأي شيء وقتِهَا سوى أنهُ يريدها أن تتوقف عن البُكاء.
لا يفهم شيء، ولا يستطيع إستيعاب شيء..
فقط يُريدها ان تتوقف عن البُكاء.

"أنا أعلَم هذا الشعور.."همسَ هاري لهَا فجأة وقد بدا وكأنهُ يتذكر شيء، وشبكَ أصابعهُ في خُصلات شعرِهَا القصِير.

"شش، لا تبكِي، أنا هُنا الآن."أخبرهَا بهدوء ومسحَ على ظهرِهَا برفق.
رفعَ رأسهُ لينظر الى د. لورانس التي وقفَت هُناك ثابتة في مكانها، ثُم عاد يُدفن رأسهُ في شعرِهَا
حتى إنتهت من البُكاء

عزيزتي باريس | نغم غنّام.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن