١١

647 69 206
                                    



-التاسعة والربع صباحاً بتوقيت باريس، فرنسا

أستيقظَ هاري على إهتزاز هاتفه بشكلٍ مزعج، ليتقلّب في الفراش مستوعبًا أنهُ في غرفتهُ بعدَماَ غفى بجانب اليزآ ليلة الأمس في غُرفة الجلوس.

التقطَ هاتفه وفتحَ عينيه، حتى وجدَ رسالة نصيّة من الطبيبة لورانس.
تنهدَ وأعتدلَ في جلستهُ بينمَا يفتحهَا

من: د. لورانس
"هاري، صباح الخير.
هل يُمكنك المجيء في العيادة عند التاسعة بخصوص اليزآ؟"

نهضَ من الفراش للحظة، وجلسَ على حافتهُ متنهدًا ثانيةً ثُم أرسلَ لهَا الموافقة.
نظرَ حوله بضياع، ثُم توجه الى دورَة المياه ليغتسل

خرجَ بعدْ دقائق ثقيلَة بجسده النصفْ عاري ذو البنية الضخمة العريضَة، بينمَا يجفف شعره بالمنشفَة البنيّة حتى تساقطت قطرات الماء من شعره وصولاً الى عضلات بطنه.

تجوّل في الرواق باحثًا عنهَا، ليسمعَ ضجة صادِرَة من المطبخ
دخلَ ليجدها امامه تصنع القهوة بهدوء وحذَر.

فكّر بصمت وتساءل بينما الإبتسامة تعلو وجهه، من كانَ سيعدّ لهُ القهوة في الصباح؟
من كانَ سيهتم بهِ ولو قليلاً، ويقوم بغسل أكواب القهوة والنبيذ خاصتهُ؟
من كان سينقلهُ الى غرفتهُ عندما يغفى في غرفة الجلوس فجأة؟

لتصبح هي متكفلَة بهِ ومهتمَة بأدق تفاصيله حتى كوب قهوته المفضّل.

"أيتهُا الخائِنة"أفصحَ هاري ضاحكًا، ليفزعهَا
وبالفعل أنتفضَت من كلماتهِ والتفتت الى الخلف مستوعبة وجوده.

"الا تُصدر صوتًا عِند إستيقاظك؟" سألت اليزآ متنهدة براحَة، ثُم أضافت عاقدة حاجبيهاَ:
"ثُم ماذا تقصِد بالخائنة؟"

"تعدّين القهوة بِمفردكِ، صحيح؟"عاد هاري يقول رافعًا أحد حاجبيه بمُزاح، بالرُغم انهُ يعلَم أنهَا تعدّ لهُ معهَا ولكنهُ بطريقةٍ ما أراد العبث معها.

لا يعلم لماذا، ولكنها يُحب رؤية غضبهَا، وطفولتها بشكلٍ ما

"كلّا أيُها الوسيم، خمس دقائِق وستحصِل على كوب قهوة مثاليّ" تحدّثت اليزآ بثقة وتفحصَت بنيتهُ للحظة ثم عادت تلتفت حتى لا يلاحظ تحديقهَا به.

"أتمنىَ ذلك" ردّ ضاحكاً وفتح الثلاجة ليُخرج منهَا حُبوب الشوكولا، وزجاجَة الحليب.
أنتبهَت اليزآ لما ما يفعله، فأطلقَت ضحكَة صغيرَة على طفولته، وقد لاحظ هذا.

عزيزتي باريس | نغم غنّام.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن