٣

762 76 97
                                    

_______________________________

أستيقظَ هوَ، بينما يشعر أن دماغهِ ثقيلة على غير العَادة، فهو تقريبًا يشرَب عشر كؤوس في اليوم.
نهض من فراشهِ بهدوء وجرّ قدميهِ الى خارج غرفتهُ المتواضِعة.

كان يُريد تذكّر شيءً ما، ولكن بطريقةٍ ماَ نسيَ تمامًا ما حدَث ليلة الأمس، او من قبل ساعات.
لقد رفعَ رأسهِ لساعة الحائِط ليجدها تُشير الى الثَانية فجرًا!

كوّب دماغهِ بينَ كفيّه بثقلٍ وسحبها بشعرهِ، ثُم سارَ قاصدًا المطبخ.
حملَ زجاجة الماء من الثلاجة، ورفعهَا ليشرَب منهَا.

حتى سمعَ جهشَات بُكاءٍ تصدُر من غرفتهُ القديمة.
لم يتردد لثوانٍ أن يتركُ زجاجة الماء، ثُم توجه نحو الغرفة بسرعة حين تذكر أمرِها.
هذهِ الفتَاة!!

دخلَ الغرفة بهدوء بدون أن يطرق، ليجد الغرفة مُظلمة تمامًا، ولكن جهشات البُكاء لم تتوقف.

حرّك يديهِ بعشوائِية على الحائِط ليبحثَ عن مُفتَاح الضّوء، حتى وجدهُ وأخيرًا..ثُم فتحهُ.

أنتفضَت اليزآ من مكانِهَا، ثُم عادَت تخفي وجهِهَا بينَ كفيّهَا.
"الا تطرِق على الأبواب قبلَ الدخُول؟"سألتهُ بنبرة باكِية، ثُم أضافت بهدوء: "أُخرج من فضلكَ، لا أستطيع تحمّل وقاحتكَ أكثر."

كانَت تجلسُ في رُكن الغرفة، واضِعة رأسِها على ركبتيهَا بتعاسَة.

"ماذاَ تفعليِن في هذا الرُكن؟" سألهَا عاقدًا حاجبيهِ.

"هَل تبكين؟"سأل مجددًا بصوتٍ هادئ، وهو ينحني ليجلسُ مقابلهَا على الأرض
لَم تُجيبهُ وأستمرت في البُكاء بينَ كفيّهَا، تُحاول الا يرى دموعهَا وضُعفهَا أمامهُ.

"ما مُشكلتكِ؟"سأل بهدوء، ثُم في حركة سريعة ومترددِة ربّت على كِتفها برفقٍ
أنتفضَت هي من لمستهُ المفاجئة، ونبرتهُ الهادِئة.
الا يرى هذا الشخص كيفَ يبدو عندما يكون حقيرًا؟

"لَقد كانَت حياتِي سيئَة بما فيهِ الكفَاية، والآن أصبحَت أسوء."قالت لهُ من بينَ دموعِهَا، ثُم أضافت بهمس:
"لِمَ أنا الوحيدة التي تتمنى شيئًا لن يحدُث مطلقًا؟"

صمتَ يستمعَ لهَا لتُكمل كلامِهَا..

"لَقد أخفقت، كنتُ أتمنى أن ارحل من حياتِي، ولكِن يبدو أنني أُعاقب عقابًا مُختلفًا، ليسَ كالبقية.
اصبحتُ هُنا فجأة.." همسَت لنفسِهَا، ولكنهُ نوعًا ما لم يصدّق كلامِها.

كيفَ لشخصٍ عاقل أن يفهم هذا؟

"لأكُن صريحًا، أنتِ غريبة!" قالَ لهَا ضاحِكًا بخفّة، لترفع هي رأسِهَا قائلةً:
"لستُ كذلِك انا مُذهلة."

عزيزتي باريس | نغم غنّام.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن