٦

691 66 113
                                    


_____________________________

أصطدمت بهَا حرارة المدفأة، لترتخيِ أجزاء جسدهَا التي كانَت باردة منذُ وهلة.
كانَ شعورًا جيدًا..
لم تكُن المقهى مزدحمة للغاية، ولكِن من كاَنوا فيهاَ تحملقوا بهَا في غرابة.
لم تلومهم، او لم تتحلّ القوة الكافيَة لتصرخ بهم..
كانوا مُحقّين، فمَن في هذهِ البرودة يرتديِ قميصِ النّوم!!
كانت تخشى من أحدهم أن يضعَ لهَا مالاً فوق طاولتهَا او يعطفُ عليهَا بالقهوة السّاخنة في هذا البرد القارص.

جلسَت على إحدى الطاولاتِ في نهاية المقهى، والذي غير مزدحمًا كما في المقدمة.
هي تحاول جاهدة إخفاء مظهرها الآن.

سندَت رأسِها على الحائط لتُحظى ببعضِ التدفِئة المجانية لهَا..
ليقاطع هذا دخول النادِل إليهَا قائلاٍ شيئاً غريبًا بالفرنسية.
قطّبت اليزآ حاجبيهَا بعدم فهم وأخبرتهُ بالإنجليزية بأنهَا لم تفهم..
ولكنهُ استمر بمحاذقتهُ وملامحه التي بدوتْ غاضِبة ثُم أشار لهَا بالخروج من المقهى.

وضعَ أحدهم يديهِ على كتفيّ النادِل ليتضّح بأنهُ هاري
وأجاب النادل بلغتهُ الفرنسية المتقنة، وقد تفاجئت اليزآ من هذا وأخذَت تنظر اليهِ ولكلامه بالفرنسية بعينينِ منبهرةَ.

رحلَ النادل فجأة ونظرَ هاري لآليزا التي لازالت متفاجئة.
تنهدَ هوَ بتعبْ وراح يقفْ وراءهَا ليضعْ معطفهُ فوقهَا بينما حرّك رأسهُ مستنكرًا: "هذهَ الفتاة لا تُصدّق"
"كيفَ علمتَ مكانِي؟"سألتهُ مستغربة بينمَا لفَت المعطفْ حول جسدهَا، وجلسَ هو مقابلها على الطاولة.
"أخبرتيني بأنكِ لن تعارضينْ مايُكتبْ لكِ." ذكرّها بلامبالاة ورفعَ إحدى حاجبيه بنصر.

"ولكِن مهلاً! أنتَ أتيتْ بإرادتك." ردّت اليزآ بإنزعاجْ ورفعت سبابتِهَا في وجهه.
رفعَ هاري سبابتهُ مقابل سبابتهَا ليتلاصقَا ببعضهمَا.

"رُبمَا لا أستطيع العيشْ دونك الآن."قال هاري مبتسمًا ابتسامة غريبة، وأبعد أصبعهُ عنهَا.
شيئًا ما تصاعد في معدتهَا من كلمته، ولكنهَا سرعان ماعادت الى وعيهَا وابتلعت ريقهَا قائلةً:
"لماذا تُلاحقني؟"

رفعَ رأسهُ لهَا ليقابلهَا بنظراتهُ الحادّة التي أحبتهَا اليزآ لوهلة.
"يفترضَ منِي أن اسأل هذا السؤال، ولكن سأُجيبكِ على أية حال." قال هاري وهو يسرق نظرات متفحصة لهَا كليًا.

"لن أستطيع ترككِ بمفردُك واللعنة!"صرخَ بهَا فجأة وضرب الطاولة بكفيّه لتنتفض اليزآ من نبرتهُ.
عاد يسترخي مجددًا وأبتسم لهَا لتظهر غمازاتيهِ.
بدأت رغبتهُ المُلّحة ليعبث معهَا قليلاً ويتشاجران بعفوية حتى يستطيع تغيير مزاجِهَا..
هو لا يعرف لمَ يفعل ذلِكْ! هو فقط يريدهَا تبتسم..

عزيزتي باريس | نغم غنّام.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن