وجدت آليزا صعوبة في فتح عينيها، ثُم بدأت تفركُها جيدًا وفتحتها بهدوء.
دماغِها كان سينفجر بسبب الإكثار في الشرب ليلَة الأمس.
انقلبت هيَ للجهة الأُخرى من الفراش لتشعر بأنها اصطدمت بجسد احدهُم!
نهضَت منتفضة من فوق السرير لتستوعب ما حولها للحظة بصدمة.
"هذهِ ليسَت غرفتي!" همست آليزا وحركت عينيها بسرعة للحجرة ثُم أنزلت رأسِها لتقابل ظّهر أحدهم نائمًا.
تجمدت آليزا في مكانها وقد فقدت الشعور بركبتيها واتسعت عينيهَا، ثُم لا شعوريًا مدّت أصبعها لتنقر به على ظّهره حتى ترى حقيقة وجوده. وأنهَا لا تحلُم!
صمتت آليزا قليلاً لتستوعب أين هيَ، حتى صرخت بأعلى صوتِها: "أُمي!!"
قفزَ هذا الشخص من فوق السرير منتفضًا، ونظر حوله بفزع قائلاً بسُرعة: "ماذا حدَث؟!"
التفت برأسهِ ليقابل وجه آليزا التي تراجعت بسرعة وقد بدت في حالة ذعر، لتتعثر بشيءٍ ما وتسقُط أرضًا.
"من أنتَ؟ وكيف جئتُ الى هنا؟" سألتهُ آليزا مرتجفة وزحفت بعيدًا عنهُ.
رفعَ حاجبيه منصدمًا ثُم استرخت ملامحه فجأة: "همم! مَن أنتِ؟"
"ابتعَد عني!" حذّرته وحرّكت يديها بعشوائية على الأرض لتحمل المزهرية بين يدهَا، بينما هو يقترب اكثر وملامحه غير مفهومة.
"ابتعد!!" صرخَت آليزا مجددًا، لتدفعهُ بقوة بالمزهرية لكنهُ تفادى الضربة ونظرَ لها باندهاش.
عادت آليزا تصرخ، وقد بدت في حالة ذُعرٍ كاملة لتزحف في شقتهُ الصغيرة كالجرو التائِه.
ركضَ الرجُل نحوها محاولاً إسكاتِها: "ششش!! اخرسي."
توقفت هي عن الصراخ، ونبضات قلبِها مسموعة بشكلٍ واضح، ارتكزت عينيها على هذا الرجُل امامها.
وقد وجدت وجههِ يحلّ مكانهُ الاطمئنان وليسَ الشر، فقد كانت عيناه تتفحص من رأسِها حتى قدميها.
كانَ شعرهُ بنيٌ غامِق كالشوكولا يتدلى حتى نصف رقبتهُ، وبشرتهُ سمراء، ذو بنية ضخمة ولحية خفيفة على وجهِه.
نظرت حولِها بضياع تحاول كبح دمُوعِها وهي لازالت مرتمية فوق الأرضية، متسائلة بضياع: "أينَ أنَا؟"
"مَن أنتِ وكيفَ جئتِ الى هُنا؟" سألها ثانيةً متجاهلاً سؤالها، وهو يحاول فهم ما يجري. فقد رأى الفتاة فِي حالة ذُعرٍ، وتبدو وكأنها تائِهة تمامًا.
أنت تقرأ
عزيزتي باريس | نغم غنّام.
Fanfictionأحيانًا القدَر يثبت لنا دائمًا ان النهايات ليست سوى بدايات جديدة، وان الماضي البائس لهُ حاضرًا اجمل. فماذا عَن فتاة انتقلت من عام ١٩٩٧ الى عام ٢٠١٩، وتحديدًا لمدينة باريس حيثُ منزله لتلتقِ بهِ؟ كيفَ ستتصرف في حياتِها التائِهة وكيف جائت؟ كيف ستكون ال...