التغيير، ليس كل تغيير يُعتبر تغييراً إيجابياً.. فالتغيير ليس هدف بحد ذاته، ونحن لا نحاول التغيير لمجرد التغيير، لأن الذي يسعى دائماً للتغيير دون أن يكون على بصيرة تتحول حياته إلى مجموعة من التقلبات المتكررة..
رُبما تغييرًا إيجابيًا او حتى سلبيًا.١٩٩٧ | مارس | لوس انجلوس.
"اليزآ.."نادت الجدّة اليزآ من غُرفتها، وراحت تطرق على الباب مجددًا.
تنهدتْ اليزآ بتعبْ ثُم ببطء أزاحتْ الوسادة أسفل رأسِهَا، وأجابت بنبرة ناعِسة: "أجل، أجل سأخرُج."نهضَت من السرير بكسلٍ، ثُم فتحتْ الباب وخرجَت.
"جدتي! ألم اُخبرك بأن تُيقظيني عند الثامِنة؟" قالت اليزآ عاتِبة، واخذت جدتهَا في عناقٍ طفيف."أنهَا العاشِرة بالمناسبة." ردّت جدتهَا بينما تسير قاصِدة المطبخ.
"حقًا؟" رفعَت اليزآ رأسِها مستغربة ثُم عادت اللامبالاة في نبرتِهِا "لا يُهم.""صنعتُ لكِ الفطور في المطبخ." أفصحت جدتهَا وجلسَت فوق أريكتها أمام التلفاز
"كلاّ سأصنعُ القهوة اولاً، ثُم أينَ أُمي بالمناسبة؟" سألت اليزآ وقطّبت حاجبيهَا.
"رحلَت لتلتقِي بمارتن ليتفقا بشؤون الزواج، أعتقِد هي على وصول.. لقد غادرت مُبكراً." أجابت جدتِها وحملت فنجان القهوة خاصتِها لترتشف منهُ.
قلبَت اليزآ عينيهَا بلا تفكير ثُم ذهبَت حيثُ المطبخْ.
أعدّت كوب قهوتها المُعتاد الذي يحتوي على مكعبين من السُّكر، وجلسَت على الأريكة بجانب جدَتِها، وشغلَت جهاز الأسطوانات، فبدأت الموسيقى الكلاسيكية الخافِتة تصدَح في أرجاء المنزل.أخذَت آخر مجلة فوق مجموعة الكُتب والمجلّات، وراحَت تقرأ آخر الأخبار عن صيحاتْ الموضة والمشاهير بصمتْ بينما ترتشف من كوب قهوتها.
"أمازلتِ مُصرّة على عدَم حديثكْ مع والدتكْ؟" سألتهَا الجدّة فجأة وقد خطفَت لها نظرة سريعةَ وهي تقرأ المجلَة.
"لا أحد أخبرهَا بأن تتزوجْ للمرة الثانية بهذهِ الطريقَة، جدتِي." ردّت اليزآ بهدوء وعينيهَا لا تُفارق المجلّة.
"ماذا تقصديِن بهذهِ الطريقة؟" سألتهَا مجددًا ورفعت حاجبًا.
تنهدَت اليزآ بتعب وأغلقت صفحة المجلة، ثُم نظرتْ لجدتهَا بإجهاد، مُجيبة: "اياً كانت الطريقة، لا اُحب النقاش في هذا الموضوع خصوصًا في الصبَاح."نهضَت اليزآ من فوق الأريكة، ثُم أضافتْ:
"ثُم أن كلاَمي لنْ يُفيد بشيء."كانتْ ستذهب لولا أن جدَتِها أوقفتهَا:
"أعلَم بأنكِ تُحبي والدكِ كثيرًا، ولكنْ أنها حياتِها أيضاً اليزآ، ربما هي لا تعتاد على هذهِ الوحدة بعدمَا رحلَ أديش."
أنت تقرأ
عزيزتي باريس | نغم غنّام.
Fanfictionأحيانًا القدَر يثبت لنا دائمًا ان النهايات ليست سوى بدايات جديدة، وان الماضي البائس لهُ حاضرًا اجمل. فماذا عَن فتاة انتقلت من عام ١٩٩٧ الى عام ٢٠١٩، وتحديدًا لمدينة باريس حيثُ منزله لتلتقِ بهِ؟ كيفَ ستتصرف في حياتِها التائِهة وكيف جائت؟ كيف ستكون ال...