هيسا بصراخ:
جَي!!
صرخ الآخرُ ببكاء و احتظنهُما من قلبِه و قال بـ صوتٍ يشوبه شهيقُ بكاء:
آسف انا آسف لم استطع حراسة المنزل جيداً و انا كبيرٌ في السن لا استطيع حمايتكُما ثم اموتُ امامكُما و اقتُلُكما مرةً أُخرى.
فكرت هيسا و هذا ما كان قرارُها( في نفسها):
لن نُثقِلَ عليه و نعيش معه، فلنبقَ هُنا أفضل.
جَي:
الآن اسمعاني جيداً، تاي انت تريد ان تصبح طبيب أليسَ كذلك؟ و انتِ هيسا تُريدين ان تصبحي طبيبة نفسية و معلمة و عالمة فضاء و كاتبة ما هذا اختاري أحدها!
هيسا:
طبيبة، طبيبة نفسية.
(في نفسها):
لهذا السبب لن أُغادر، اول مرضاي تلك السادية.
جَي:
ابدئا التحظير لاحلامكم من هنا، اعتبروا هذا المكان بداية احلامكم، لا تنيا عن الحُلُم.
تاي:
لقد بعثتَ ذكرياتنا للحياةِ مرةً أُخرى، متى سنلعب معاً؟
جَي:
الآن انت بعمر التاسعة و انتِ السابعة، تلك الممنوعات لم تصبح ممنوعة.
و أخرج من السيارة صندوق كبير و وضعهُ بحظنِ تاي حتى انثنى من ثُقلِه.
جَي:
هذه الهدية تحفيز لأحلامكم، استمتعا بها مع اصدقائكُما.
رفع رأسهُ للسماء فأشار على نجمة لامعة مختلفة عن باقي النجوم فتمتم:
هذا نجمُ الثُريا، النجم المفضل لثلاثتِنا انظرا اليه كثيراً فـ عيني عليهِ طوالَ الوقت.
تاي:
جَي، اينَ ستذهب الآن؟
جَي:
سـ اسافر لأرى اصدقائي، هناكَ أُريدُ لفظ انفاسي الأخيرة.
هيسا:
لا تقل هذا، سـ تعودُ إلينا يوماً ما.
نظر جَي بحُزُن:
اتمنى هذا، اذاً اراكُم لاحقاً.
استقامَ فـ رأى مينا و نامجون اشارَ لهم بـ إبتسامة و ذهب.
مسحت هيسا دموعها اما تاي فـ أصبح كأنهُ اصغرُ منها سناً و لا يزالُ يبكي كالرضيع اول طلوعهِ للحياة.
فـ اخذت منه الصندوق و دخلا
ذهبا لغرفتهما و دخلا معهما مينا و نامجون
تسللاً لكي يروا ما بـ داخل الصندوق الأزرق و الاسود لونا هيسا و تاي المفضلين.
وضعت هيسا الصندوق بالأرض و انتظرت حتى هدأ تاي و قامت بِـ فتحِه ليتفاجأ نامجون من كُثرِ حلاوتِهِ المفضلة فـ أمسكَ نفسه لانها لا تخُصُه و قد كان إمساكُ نفسِهِ واضحاً لكلّ من يراه فـ يضحك على شفتيه المُقوسة و نظراتِه الحزينة.
ضحكت هيسا و قالت:
لا تقلق نامجون منذ ان اعطانا اياها و نحنُ نعرف اننا سنشاركها معكم حتى أنهُ قالَ ذلك.
تاي:
و هل سـ آكلها بلا مشاركة لـ صديقي العزيز؟
نظرت هيسا لـ مينا و تمتمت:
كانَ اليومُ خفيفاً لِمَ انصدمتي من ابتسامتي؟
مينا بـ همس:
اصمُتي سيعلمون!
نامجون:
هي هل هناكَ ما تخفونه؟
هيسا:
لا، فلتأكل.
مدت يدها بعدد كبير من الحلوى
ثم اخذت عدداً منها و اعطتها لـ مينا و اردفت:
خبئاها سـ أُوزع لـ من في الميتم اقلّ منكما.
ضحكَ تاي و تمتم:
هيسا و انانيتها التي لا تختلف.
هيسا:
ماذا، لن يتبقى لنا كثيراً.
اخذت مجموعة منها في كيس و وضعتها تحت السرير و ما تبقى في الصندوق وضعته تحت سرير تاي.
و قالت:
الوقت متأخر الآن لـ نخلد للنوم الآن و غداً سيكون يومٌ حافِل.
ذهبوا و بعد ان خلدت هيسا للنوم تمتم تاي بـ صوت عالي:
هيسا...لِمَ تتصنعين الإبتسامة؟
لم ترد هيسا و بعد فترة ليست بـ طويلة زفرت بقوة فـ فهم تاي انها غطّت بـ النوم.
هذا كانَ اليومُ الوحيد المختلف في السنواتِ التي قضوها بـ الميتم، تأخر تاي و نامجون سنتين في الخروج من الميتم حتى وصل مينا و هيسا السن القانوني فـ خرجوا الأربعة معاً اما بالنسبة لـ ميي فـ كانت تستمر بضربها شبه يومي لكنها توقفت قبل عدة سنوات لـ خروج هيسا من الميتم.
نامجون:
هيسا بـ عمر الثامنة عشر و مينا أيضاً
اما انا و تاي فبعمر العشرون، اصبحنا كِباراً حقاً و بِلا دراسة تدرّبنا كثيراً انا و هيسا، درسنا كثيراً انا و تاي اما مينا فإهتمت بنا جميعاً، يا لها من ١١ سنة
تاي و هيسا:
نحنُ ١٢ سنة.
مينا كانت صامتة و الكُل ينظر لها فـ قالت بِـ خفة:
١٧ سنة.
هيسا:
هيي لا تحزني في مثل هذا اليوم سـ نخرج من هذا الجحيم.
تاي:
ما بالك، قضينا أياماً جميلة هنا ان هذا المكان ليس جحيم.
هيسا:
ءءء اجل انه ليس كذلك.
نظرت مينا لها و ابتسمت محاولةً جعل هيسا تبتسم.
تاي:
نسيت ان اسألك يا نامجون، هل كنت تلقي خطاب وداع الجامعة ام ماذا؟
ما إن فتح نامجون فاهه لـ يتكلم صرخت هيسا:
نحن لم ندرس كيف سـ أدخل تخصص طب النفس؟ و انت يا تاي تخصص الطِب؟ و انتِ مينا تخصص الإعلام؟ و انت نامجون تخصص المحاماة؟!!!
فتحوا جميعاً فاههم من الصدمة، لم يفكروا بهذا أبداً.
في اثناء هذا الحديث دخلت ميي و قالت:
هيسا، مينا وصَلَ عمرُكما ١٨ عشر سنة يمكنكما جمعُ اغراضِكُما و تعاليا إلي للتوقيع على بعض الاشياء و استلام بعض المال حتى تجدوا عمل تحصلوا به عل قوت يومكم، و أنتُما تاي و نامجون اظنكما تريدان الخروجَ معهم اليوم.
نامجون:
اجل سيدتي.
ميي:
اذا تعاليا معهما.
و نظرت لأنحاء الغرفة، كانا قد جمعا اغراضهم بالفعل منذ يومين.
ذهبوا اربعتهم و وقعوا و استلموا اموالهم التي لا تُذكر.
خرجوا و كانوا منذ البداية يعلمون ان لا احد سـ يستقبلهم.
خرجَ شخصٌ من وراء جدار الميتم فـ صُدِمَت هيسا، عمتها استقبلتها؟
تقدمت عمتها المُتباهية و قالت:
امسِكي هذا ورثُ والِدك ولا تظهري امامي مرةً أُخرى.
هيسا لا تزال مندهشة و بـ يدها ظرفُ مال كثير.
نظروا جميعاً لـ هيسا ينتظرون تفسيراً سوى تاي.
هيسا:
ءء هذهِ عمتي، عائلتي غنية و هذه المال هيَ جميعُ ما تبقى.
نظرت هيسا بنظراتٍ ملؤها الحماس.
تاي:
هي انتِ لا تعرفين التصرُّف بالمال فلتعطني اياه.
هيسا:
اجل ارجوك خائفة من ان اصرفه بـ غباء.
جائت ميي وهي تلحقهم بلهاث فقالت بنفسٍ متقطع:
تاي، كيم تايهيونغ هذه امانة والديك، نسيت اعطائكَ اياها و انتَ يا نامجون هذهِ مُرسلةٌ من والديك.
نظرت هيسا لـ تاي و قالت:
هاتِ مالي.
اعطاها و اخذَ ماله اما مينا فـ أردفت:
سأزورُ اختي بِـ دارِ العَجَزة.
نامجون:
سآتي معك و انتما استئجرا منزلاً او شقة بـ سعر زهيد لنا الأربعة يجبُ علينا انفاقُه بـ حذر.
اومأ اثنيهما بالإيجاب فـ ذهبا مسرعين وهم لا يعرفون سوى الأماكن التي يذهبانِ بها مرةً في الأسبوع، الحديقة و السوق.
ذهبوا تائهين في تلك المدينة فـ قالَ تاي:
لـ نسأل اي شخص عن مكان جميل ينفع للعيش.
سمعهما شخص فـ أردف:
في هذهِ المدينة يا فتيان لا يوجد مكان جميل للعيش إلا بسعرٍ غالِ.
تاي:
اذاً هل يوجد فندق نسكن فيه حتى نجد منزل؟
الشخص:
لكنني اعرف شخصاً يؤجر المنازل، انه تابع لـ شركة كبيرة، نسيت اسمها انتظروا لحظة
بقيَ ثوانٍ لـ يفكر ثم قال:
العقارات المثالية! اجل هذا اسمهم.
هيسا:
هل يمكنك ان تصِفَ مكانها لنا؟
الشخص:
هي قريبة من هنا فقط امشوا مطولاً حتى تصلوا للشارع العام و سـ ترونها يمينكم.
تاي:
شكراً حقا اشكرك، وداعاً.
ذهبا مسرعين و دخلوا الشركة فـ اتفقوا على منزل متوسط الحجم يتكون من طابقين و جاهز للعيش ف اشترياه، وقعا على العقد و انتهوا من كل الإجرائات و طابَ لهم المنزل ف دخلوه و وجدوه نظيفاً لا يحتاج سوى بعض الاثاث المناسب لهم.
تاي:
هيسا هناكَ اشياء يجب شرائها اليوم و الآن.
هيسا:
ماذا مثلاً؟
تاي:
هواتف، نحن لا نعلم اين نامجون و مينا الآن و هم لا يعرفون مكاننا سنشتري هواتف لكي لا نفتعل هذا الخطأ مرةً أخرى.
هيسا:
لـ نبحث عنهم أولاً.
مشيا و وجدا انفسهما بالحديقة و نظرت هيسا الى تاي من اسفله لـ أعلاه.
هيسا:
و ملابس ايضاً
تاي:
ماذا بها ملابسي ما دامت تعجبني؟.
هيسا:
كلها باللون الأبيض، امقتُه.
تاي:
لا تمقتينه فقط تحبين الأسود و الأزرق و لا تلتفتين للألوان الأُخرى.
مجهول:
انظروا من لدينا هُنا؟.
ارتعشَ جسميهما فـ التفتا بقوة.نهاية البارت الثالث.
أنت تقرأ
نيرانٌ توّلد صدمات.
Novela Juvenilنارٌ واحِدة أُضرِمت مِن قِبلِ مجهول، بدلَ أن توّلِدَ النارُ رماداً ولّدت لهُما صدمات. قررتُ الإختلاف فـ بطلُ قصتي ليسَ فتى بل فتاة. عندما يدفعُ الاطفال ثمن ما لم يفعلُوه.