٢-لسنا وحدنا

165 15 20
                                    

_ ما الفائدة من الركض ؟

أجابت بنفاذ صبر :
_ وما الفائدة بإخلاءه الباخرة وإبقاءنا أنا وأنت وحدنا هنا؟ إنه يريد القضاء علينا لا ريب في ذلك

_ ومن هو ؟

أنفجرت غاضبة وقالت :
_ ألا تفهم أيها العجوز ؟ هناك من يلاحقنا ويطمع بقتلنا، لقد كان يجري خلفي كالمجنون .. حركاته مخيفة وكلماته غير مفهومه حاول الإمساك بي ألا إني نجوت بأعجوبه !

_ مهلاً مهلاً .. أخبريني أولاً ما أسمك ؟

_ شيرين .. أسمي شيرين وهذا ليس الوقت المناسب للتعارف

_ لا أقصد التعارف ولكن أسمعي يا شيرين ربما كان هو الآخر بمثل حالنا ، قد تفاجئ بخلو الباخرة !!

_ إنه ليس بالإنسان الطبيعي ، كان يتمايل في ركضه وكأنه أحد مصاصي الدماء .. أرجوك أفهم هذا أرجوك ، ولنذ...

بترت عبارتها حين وجدت الشاب المقصود الذي كان يجري خلفها واقفاً أمامها مباشرةً ، تراجعت إلى الخلف وأختبئت خلف ظهر العجوز ، همست بخوف :
_ ها هو ..

خاطبه السيد إلياس قائلاً :
_ مَن أنتَ ؟

أجاب الشاب بخجل وهو يحك خلفية رأسه :
_ ميّاس .. أنا ميّاس

_ ماذا حصل يا ميّاس ؟ أتعلم لِم تجردت السافاي من ركابها فجأة ؟

_ لقد .. لقد رحلت السيدة وفاء

_ السيدة وفاء ؟ من تكون ؟

هتف الشاب بحماس كمن كان ينتظر هذا السؤال ليجيب عنه :
_ سيدتي التي ترعاني ، إنها سيدة لطيفة شكلها قبيح ووجها مجعد وقد هُرمت كثيراً ألا إنني أحبها وهي تحبني لقد أعتنت بي ول...

_ حسنا حسناً يا ميّاس ، وأين هي الآن ؟ أين رحلت ؟

أخفض رأسه بأسى وقال :
_ لقد تركتني ، لا أعلم ما السبب

همست الفتاة للعجوز قائلة :
_ أتظنه مجنون بالفعل ؟

_ لا أعلم! ولكن يُخال لي أنه ليس بكامل قواه العقلية

دوى بينهم صوت لا يعرفون مصدره. كان هناك نحيب وبكاء آتٍ من مسافة ليست بالبعيدة عنهم. ركض الأثنان نحو مصدر ذلك الصوت وتبعهم ميّاس بعد هنيهة من التحديق

وجدوا سيدة تتكئ على أحد أطراف الباخرة تبكي بحرقة. حينها أدركوا أنهم ليسوا الوحيدين هنا ، بل العدد يزداد شيئاً فشيئاً أقترب منها السيد إلياس بحذر وسألها عما يجري .. أجابت :
_ برق .. أين برق ؟ فليجبني أحدكم أين هو ولدي ؟ بالله عليكم لا تدعوا مكاناً إلا وفتشوا به، لعلكم تعثرون عليه

قال العجوز :
_ كل من على الباخرة قد أختفوا فجأة ليس ولدك أنتِ فقط يا سيدة وهدئي من روعكِ ، عساكِ تجدينه

واحداً تلو الآخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن