١٥-إعترافات

79 12 8
                                    

_ من المؤكد أن السيدة وفاء تكون قلقة جداً عليّ الآن ، منذ متى ونحن هنا ؟

أجاب ريان :
_ منذ ستة أيام

_ أشعر وكأنها مئة عام!

تنهدت أيلول وقالت :
_ أصبت ، لقد سئمت الأنتظار هنا حتى مجيء أحدهم لنجدتنا .. أريد العودة لعيادتي وممارسة حياتي كما كانت في عهدها السابق ، لا أريد الموت على السافاي إطلاقاً

تسائل ألبرت :
_ باخرة مثل السافاي كبيرة ومعروفة على مستوى النشاط البحري .. لِم لَم يفتقدها أحد ؟ لِم لَم يتسائل عنها أحد ؟ تُترك في وسط المحيط هكذا ؟ حقاً إنه لشيء يأبى العقل تصديقه!

أجاب ريان :
_ ربما ظنو بإنها قد لقت حتفها وغرقت في المحيط

_ ظنو ؟ كان يجب عليهم التأكد من ذلك وقطع الشك باليقين، كان عليهم المجيء إلى حيث تركوها عائمة وسط الأطلسي

قال ميّاس :
_ لن أستقل باخرة بعد اليوم ابداً ، سأفضل ركوب القطار منذ هذه اللحظة

_ أخشى أن تفسد القطار إذا أستقليته فحظك لم يُخلق للسفر يا ميّاس

_ لا أريد السفر من الأساس فقط أعيدوني للمنزل

_ سنعود جميعنا ، لا تقلق

رد برق الذي دخل ساحة الحديث لتوه :
_ على هيئة جثث ؟

صمت هنيهة من الزمن ثم تابع :
_ ماذا لو ثَبُتت براءة شيرين هي الأخرى ؟

أجاب ألبرت ممازحاً :
_ حينها قيدوني أنا

_ بل ريان

قال ريان منفعلاً :
_ برق حباً بالله أص..

أبتسم برق بخبث وهتف:

_ ما بالك لا تكاد تتحمل مزاحاً ؟

_ مزاحك ثقيل

_ من المفروض أن تكون قد أكتسبت صدراً رحِباً خلال مسيرة عملك الطويلة كمساعد للمحققين ! أم كان ذلك تمويهاً ؟

_ أتريدني أن أكون ذو صدراً رحِباً ونحن نعايش أسوء أيام حياتنا ، بل لا يكاد أحد يعلم إن كان سيعود لمنزله أم لا

تدخلت أيلول وكان وجهها محمراً بشدة .. صرخت وهي تشعر بحرارة تجتاح بلعومها :
_ كفوا عن المناقشات الحادة فوراً ، أرجوكم كفى .. نحن بأشد الحاجة لئن نكون متعاونين في هذه الفترة بالذات فالمجرم يقف بيننا ولا نعلم من هو ! يستغل كل شجاراتنا المستمرة ونقاشاتنا العقيمة حتى تسنح له الفرصة وينفذ أفعاله الشنيعة .. علينا الهدوء والتفكير بصواب. لِم تغيرت هكذا يا ريان بعد أن كنت قدوتنا في الهدوء والإتزان؟ وأنت يا برق كُف عن التصرف بهذا الغموض وإلقاء كلمات تحاول بها إغاضة من حولك. الجميع تغيّر ولم يبق أحد على نفس طبيعته المعهودة .

واحداً تلو الآخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن