١٠-لم يكن صوتي

74 9 8
                                    

كانت نادين قد قررت الأعتكاف وعدم الأختلاط بهم مع أخذ الحيطة والحذر بأن لا تبتعد عنهم كثيراً إذ أخذت زاوية صغيرة لها ولملمت ساقيها إلى صدرها وجلست تراقبهم عن كثب

كانوا الثمانية مسافرين قرروا العودة إلى سطح الباخرة إذ شعروا بالخطر عليهم في داخل القاعة وتفراعتها الواسعة ففضلوا البقاء في السطح لإنكشاف جوّه وعدم وجود مخابئ كثيرة بالقرب منهم وكان ريان هو صاحب الفكرة

ميّاس نائماً على أحد المقاعد وبرق يقف مراقباً، بينما راح ريان يدخن سيجاره على المحيط وألبرت يقف مكتوف الأيدي

بدأ ميّاس بالتحرك على مقعده وبدا واضحاً بإنه غير مرتاح في وضعية نومه ، تقدمت منه أيلول وسألته عما إذا كان متضايقاً

فأجاب:
_أشعر ببرد شديد في عظامي

جاء ريان وخلع سترته وهمّ بتغطية ميّاس بها
_أفضل؟

_ أفضل .. شكراً لك

_ تشعرك بالدفئ ؟

_ قليلاً

_ حسناً إذن، عُد لنومك

قال برق ممازحاً :
_ تلقي أوامرك حتى على النائمين

_ أنتم تبالغون فقط

تابع:
_ ما بال نادين؟ لِم لا تود الأقتراب منا اليوم؟

_ حَلُمت بأنها ترتدي لبساً أبيض في منامها ففسرت ذلك على أنه كفن وأن موتها قريب

_ كلام فارغ! أظن أنها أكبر من أن تؤمن بهذه الخُزعبِلات

قال ألبرت:
_ إنها ترتجف خوفاً مذ رأيتها، لم تقع عيني عليها إلا ولمحت أطرافها وهي ترتعش

أقترب منه برق وهمس بأذنه:
_ أيها الألماني، إذن فأنا لست الوحيد هنا الذي يراقب من حوله بدقة!

_ في النهاية جميعنا لدينا عيون تُبصِر

قالت أيلول على حين غفلة:
_ علينا إرسال إشارات للشاطئ

صَفّق ألبرت ثم أجاب بحماسة :
_ فكرة ممتازة يا جميلة، سنصنع طائرت ورقية ونقذفها عالياً كي تحلق فوق الأطلسي وتنزل عند رمال الشاطئ، يلتقطها أحدهم ثم يهّم لنجدتنا مسرعاً!

وضع يديه على خصره ومضى يكمل بجدية :
_ عن أي إشارات تتحدثين؟

لم تُبدي أيلول رَد فعل على إستهزاء ألبرت لفكرتها إذ أستطاعت أمساك غيضها لكن الإنزعاج بدا واضحاً على وجهها الذي أحمرّ حرجاً.

قال ريان :
_ بل سنحاول. الفكرة لا بأس بها، فذلك أفضل من الأكفتاء بالتفرج والتحديق بأعين بعضنا

أردف ألبرت :
_ أي إشارات سنرسل ؟

اقترحت شيرين :
_ سننتظر حلول الليل لنستخدم كل ما بحوزتنا من مصابيح يدوية، إذ إن الضوء لن يبان في النهار

واحداً تلو الآخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن