كانت السيدة بيلسان تضم أيلول إلى صدرها وتمسح على رأسها بذات الوقت وهي تخبرها بأنها بخير وكل شيء على ما يرام محاولة إزالة الخوف والرعب عنها، إذ دخلت أيلول بحالة رعب هستيرية وبدأت تصرخ بأن أحدهم حاول مهاجمتها في لحظة خروجها من الحمام، ثم راحت تقسم وتحاول إثبات بأن ما تتفوه به كان صحيحاً وليس وهَم كما يزعمون
قال ألبرت :
_ وأين كان ميّاس عند تعرضك لذاك الهجوم؟أجابت أيلول بتردد :
_ خرج من الحمام بسرعة وقد أصابته نوبة فزع لما سَمع صوتي_ حاول مساعدتك؟
_ لم يرَ شيئاً عندما خرج
_ هل هذا صحيح يا ميّاس؟
أومئ ميّاس ثم هتف:
_صحيح ، لقد خرجت ورأيتها تصرخ وحدها ولم أفهم ما سبب صراخها المروعقال ريان وبدا مستاءاً بشكلٍ لم يعهده عليه أحد:
_ أتستطيعين وصف هيئته أو صوته؟ وكيف حاول مهاجمتكِ بأي طريقة؟_ لقد حاول خنقي بلف حبل سميك حول عنقي وقد سقطت نظارتي أثناء محاولتي للإفلات منه فلم تكن الرؤية واضحة لدي، لكنه كان يرتدي سترة سوداء أو قميص أسود لا أعلم بالضبط لكن الجزء العلوي من ملابسه كانت سوداء
_ أكان له شعراً أم إنه أصلع كالذي هاجم ميّاس؟
قال ميّاس:
_ لا تنسى أن ذلك كان أحتمالاً .. لم أكن متأكداً كثيراً!واصلت أيلول :
_ لا أعلم، على الأغلب كان لديه شعرقالت شيرين :
_ هل هو ضخم أم نحيف ؟ مواصفات جسدية على الأقل فهي تساعدنا كثيراً_ ربما .. ربما كان نحيفاً
وضع ريان يده أسفل ذقنه وقال مفكراً:
_ إن الذي هاجم ميّاس كان أصلعاً وذو بنية جسدية ضخمة بينما الهجوم الذي تعرضت له أيلول كان من قِبل شخصاً نحيفاً ملابسه العلوية سوداء وعلى الأغلب فأنه يمتلك شعراً .. ألا تلاحظون ذلك التناقض في الوصف!!!قال برق :
_ وفي هذه الحالة ثمّة عدة أحتمالات تطرح نفسها أمامنا_ وما هي؟
_ الأحتمال الأول يقضي بوجود قاتلين أثنين بيننا.
الأحتمال الثاني مفاده بأن القاتل واحد ولكنه يتنكر في كل مرة بمظهر جديد .
أما الأحتمال الثالث وهو الأقرب بالنسبة لي فإنه يفصح بأن أحدهما لا يقول الحقيقة .. أيلول كانت أم ميّاس.قالت أيلول :
_ ولكني أقول الحقيقةردت شيرين :
_ أنا لا أرى آثار خنق على رقبتك؟!تلمست أيلول رقبتها ثم أجابت :
_ ربما .. ربما قد زالت تلك الآثارأكملت مدافعة:
_لكن هذا لا يعني بأني كاذبة!