٨- كوباً من العصير

70 8 8
                                    

نظر ألبرت ناحية ميّاس وأجاب بهدوء :
_ أهذا جزاء من يجعل من نفسه متكئاً لك ، لقد كُنتَ تتكئ برأسك الثقيل عليّ؛ ضايقني ذلك فجعلني أتحرك بأستمرار لعدم أرتياحي في الجلوس ولكن مع هذا لم أبعدك وسمحت لك بالإتكاء من أجل راحتك

أحنى ميّاس رأسه وبدأ بفرقعة أصابعه ومضى يلقي لألبرت ببعض كلمات الأعتذار

قالت شيرين :
_ أقترح أن نرى أوراق التصويت لنكتشف ماذا كتب نور الدين في ورقته فلربما ما كتبه كان هو سبب مقتله

قالت أيلول وهي تنظر إلى كومة القصاصات التي أمامها :
_ ولكن كيف لنا أن نعرف أيها ورقة نور الدين ؟

قال ريان :
_ ليسحب كل منا ورقته وليحافظ على محتوياتها كي لا يرى الآخرون ما بداخلها

سحب الثمانية ركاب أوراقهم وبقيت ورقة واحدة والتي كانت تابعة للضحية الأخيرة التي سقطت

أمسكت بها بيلسان وقامت بفتحها على مهل وسط أعينهم التي تترقب ، أخذت نفساً عميقاً كمن إنزاح عنه هماً ثقيلاً ثم قالت :
_ شيرين!

أطلقت شيرين صرخة خفيفة ومضت تقول :
_ ولكن بالتأكيد هذا ليس إثباتاً بإنني أنا من قتله

قال برق ساخراً :
_ ليتكِ بقيتي صامتة ولم تقترحي

_ ولكني لا أخشى شيئا. وإن كنت المتسببة حتماً بموت نور الدين ما كنتُ لأقترح الفكرة تلك ابداً

قال ألبرت :
_ علينا تفتيش بعضنا البعض ، فلا بُد أن الجزء المكمل للمصل ما زال بحوزة القاتل يحتفظ به

تَقدم ريان مجنحاً يديه ، ليبتسم ألبرت لأستجابته السريعة ثم بدأ بتفتيشه .. وراحت أيلول تفتش شيرين وهكذا تمت عملية التفتيش بينهم لكنها لم تُسفر عن أي نتائج.

قال ألبرت :
_ وجدت بيضة كيندر في جيوب سترة ميّاس، وولاعة وعلبة سجائر عند ريان ، ولا شيء بحوزة برق

قال ريان :
_ وكذلك لا شيء بحوزتك

قالت أيلول :
_ مشبك شعر بحوزة شيرين وأحمر شفاه بجيب سترة نادين ولا شيء مع بيلسان

ردت بيلسان :
_ كل أغراضي في غرفتي التي نزلت بها

أجابت شيرين :
_ جميعنا مثلك سيدة بيلسان. والآن عليكم الأتيان بفكرة أكثر نفعاً وجدية لنحسم الأمر؛ فقد بدأت أسئم الوضع حقاً

أجاب ريان:
_ ألزمي الصمت ولا داعي لكثرة التعليقات تلك التي تصدريها بين الفينة والأخرى، فلو كان باليد حيلة لَمَا أدخرناها وحال الجميع ليس أقل سوءاً من حالك

أيدَ ألبرت كلام ريان في حين وقفت السيدة بيلسان تدافع عن شيرين وفي ذات الوقت تحاول تهدئتهم وأن جدالهم هذا لن يجدي نفعاً بل إنه يعقد الأمر أكثر .. أكتفى ميّاس وبرق بالتفرج .. الأول خائفاً والثاني بدا غير مهتماً !

واحداً تلو الآخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن