١٧-شبح!

86 8 5
                                    

_ صباح الخير يا آنسة أيلول

_ صباح الخير سيد ريان

_ هل نمتي جيداً ليلة البارحة؟

_ ليس كثيراً، حلمت بأشياء عِدة كانت مزعجة

_ أهي كوابيس ؟

_ تستطيع قول هذا

_ صلي قبل نومك كي يطرد الله عنكِ كل مزعج يعكر صفو ليلتك

_ أفعل هذا بأستمرار ولكن من البديهي أن تزورني أحلام مزعجة وسط ما أعيش من مأساة ، فخروجي من هنا بات مستحيلاً وهذا جَل ما يشغل تفكيري لذا أصبحت أحلم كثيراً بهذا الخصوص

_ آه ، لا يجب قطع الأمل من جذوره

_ إنه قُطِع للأسف

_ لا بأس ، ستمضي هذه الأيام .. حتماً ستمضي !

ثم سكت هو وسكتت هي حتى دار بينهما صمت كاد يتجاوز الدقيقة والنصف .. بقي كلٌ منهم ينظر لوجهِ الآخر بين الحين والحين .. ينتظر كلاهما مبادرة الطرف الثاني بالكلام لكن الهدوء بقي مسيطر على الوضع حتى نطقت أيلول :
_ تريد قول شيء ، صحيح ؟

تردد ريان قليلاً في الإجابة ثم قال :
_ في الحقيقة أنا هنا لأسئلك عن شيءٍ ما

_ ما هو ؟

_ أرى بإنك أقرب الأشخاص من بيننا إلى برق ، تجيدين الحديث معه رغم صعوبة طباعه بل إنك حتى بقيتي معه خلال فترة وفاة والدته حين أعتزلَنا ورفض رؤية أيٍ مِنا ولكنك جلستي بقربه وألقيتي إليه بالمواساة وكلمات العزاء

_ أما بعد ؟

_ أما بعد وعلى هذا الأساس كنت أريد سؤالك إن كان برق قد أخبرك شيئاً عن جثة والدته السيدة بيلسان .. هل فعل بها شيئاً أم إنه أخفاها ؟ أو أي شيء بهذا الخصوص

_ كلا ، لم يخبرني .. هل جثة السيدة بيلسان مفقودة ؟

_ بلى مفقودة ، ولكن فكري جيداً .. هل حقاً بإنه لم يبوح لكِ بشيء

_ كلا ! أنا .. أنا متأكدة بإنه لم يخبرني بشيء يتعلق بجثة والدته

_ ثقي بإنك تضرين نفسك وتضرين الآخرين معك إن كنت تخبئين أمراً لم تخبريه لأحد. عليكِ أخباري انا على الأقل فجميعكم تثقون بي ، أليس كذلك ؟

_ حقاً لا أفهم عما تتكلم ، لكن صدّق بإني لا أخبئ أمراً

_ عليك إخباري يا آنسة أيلول ، إن لم يكن باليسر فسيكون بالعسر

_ لا يحق لك قول هذا وأنا ليس لدي ما أقوله حتى ، إنك لا تستند بأقوالك على دليل

_ حواسنا السادسة هي خير برهان لأدله لم ولن تظهر

_ أتقصد بأن حاستك السادسة هي من أخبرتك بإني أخبئ أمراً ؟

_ وهل أخطأت ؟

واحداً تلو الآخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن