١٤-برق أم حُسام؟

73 13 2
                                    

قالت أيلول:
_ ماذا سنفعل الآن؟

أجاب ريان:
_ سنغطي الجثة مثلما فعلنا بالباقين

تنهد قليلاً ثم تابع :
_كيف وصل السم إليها؟ ومتى كانت ساعة الوفاة بالضبط ؟

_ ربما المجرم وضع السم في طعامها وشرابها الذي جاءت به شيرين

توقفت شيرين بعدما كانت تبرح الأرضية ذهاباً وأياباً فعارضت أيلول قائلة :
_ لكنها لم تمس الطعام نهائياً فالصحن بقي حيثما وضعته أنا ، إنها توفيت قبل أن آتيها به

قال برق :
_ ما مدى صحة كلامك ؟

_ ليس هناك ما يثبت بالتأكيد ولكن الله يشهد على ما أقول .. أتيت إليها بالصحن وهي نائمة - كما أعتقدت في بادئ الأمر طبعاً - ثم عدت إليها ثانيةً فألفيتها على نفس الوضعية تماماً إذ لم يتغير شيء .. وذلك هو ما كان يثير أرتيابي فعندما حركتها وجدت السائل الأبيض ينسال من فمها

_ وماذا حصل بعد هذا ؟

_ ناديتكم في الحال

_ من أول من لبى ندائك ؟

_ ريان

ضحك برق وحدّث نفسه :
_ ريان .. ريان في كل مرة !

تقدم من الضحية وقال :
_ أمتأكدون إنها فارقت الحياة ؟

_ أكيد أيها الفتى الصغير فقد جست نبضها وعرفت فوراً إنها ميتة

جلس برق بقرب الجثة وحاول أن يجس نبضها كي يتأكد من وفاتها بنفسه ألا أن ريان منعه قائلاً :
_ توقف ! لا تلمسها

_ ولِم لا ؟

_ لا يجوز لمسها .. أبتعد فقط

_ لا أعلم ما السبب! لكن .. كما تشاء

نهض برق وهمّ بإن يعود أدراجه حيث كان يجلس صباحاً

قالت شيرين بنبرة صوت جهورية كي يتبادر صوتها إلى مسامع برق الذي كان مغادراً :
_ موت نادين أفضل لنا جميعاً - ثم وجهت كلامها إلى برق - ولهذا السبب رأيتني أبتسم يا برق

ألتفت الأخير ناحيتها وقال :
_ على كل حال أراكِ قد عُدتي إلى ساحة الشبهات بعد غياب طال يومين أو ثلاثة

ضيقت شيرين عينيها وعقدت ما بين حاجبيها وأردفت مستاءة :
_ ما الذي ترمي إليه؟ إنك لشيطان ماكر!

_ وإنك لمنافقة شديدة

قال ألبرت :
_ ألا تلاحظون أنكم تتشاجرون في الأوقات الخاطئة دائماً! ما الذي يصيبكم فجأة بين الحين والحين؟ نحتاج للهدوء أكثر من أي شيءٍ آخر قد نكون بحاجته

واحداً تلو الآخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن