٢٤-الأفعال تشير لصاحبها

77 10 1
                                    

_ ألبرت هناك مُربى بالتوت والقليل من قطع التوست ، هل أصنع لك شطيرة منها ؟

_ شكراً لكِ أيلول ، لست جائعاً الآن

_ لا تفكر بما قاله برق صباح يوم أمس ، فإنه مجرد فتى صغير ويلقي بالكلمات دون أن يَعي معناها .

_ أنا لا ألقي بالاً للأمور التي تتسبب في تعكير مزاجي أمّا عن برق فلا تنعتيه بالصغير أبداً ؛ لإنه ليس كذلك

_ أمَا زلت تصدق بالنظرية التي تقولها السيدة بيلسان " أن برق هو ليس برق بل حُسام والده " ؟

_ ماذا عنكِ أنتِ ؛ هل تصدقين ؟

_ ربما نعم وربما لا ، فهذه المسألة هي واحدة من الأفكار الكثيرة التي تشغل عقلي مذ بدأنا رحلتنا . إنه ذو شخصية غامضة ويصعب تفسيرها .

_ نحن نضخم الأمور ليس إلّا ، إنه فتى عادي كباقي الفتيان الذين في مثل سِنه غير أنه يبرع في التمثيل أحياناً . يجيد السخرية والأنتقاد والأستهزاء بمن حوله ويلفت أنظارنا بهذه الأساليب الرديئة ولا تعتقدي بهذا أنني أكرهه بل على العكس أنا معجبٌ بِه كثيراً ، إذ أنه ذكي وفطن وكتوم .

_ إذن فأنت لا تؤمن بما تقوله والدته عنه ! حسناً ولكني أخشى القول بأني أصدقها وأؤمن بما قالت. إذ إنها أدلت إلينا بأدلة تُثبت صحة كلامها ، برق يعلم أشياء كثيرة عن حياة والده حتى عن أشياءه السرية التي لا يكاد يعلمها سواه فقد قالت السيدة بيلسان ذات يوم بأن برق حدثها عن حوادث وقعت للسيد حُسام حتى هي لم تكن لتعلم عنها شيئاً لولا أن برق أخبرها بذلك ، أتفهم ما أعني ؟ هي تلك الأمور التي تحصل بيننا وبين الله فقط ، فأنى لبرق أن يعلم عنها ؟

_ هناك تفسير منطقي لكل هذا بالتأكيد ، فعقلي يأبى تصديق الخرافات والأشياء الخارقة كهذه التي تتحدثون عنها

_ بل إنه تفسير واحد لا غير ، وهو ما قالته السيدة بيلسان . نحن نتعامل مع رجل كبير في الأربعين من عمره وليس مع فتى في الرابعة أو الخامسة عشر .

_ أياً كان ، في النهاية ما شأننا نحن بذلك ؟ لنصب جلّ تفكيرنا الآن بخطة محكمة تخرجنا من المأزق الذي نحن فيه

_ يا إلهي! إنك بارد للغاية !

_ بل أحاول التركيز على الأمور الأكثر أهمية وأجعلها من ضمن أولوياتي الحالية .

ألتفتَ ناحية ميّاس الذي كان منشغلاً بأكل المربى ولا يدري إن كان يسمع حديثهم أم إنه يأكل فقط ، قال له :
_ ميّاس ، أين هو برق ؟

رفع ميّاس رأسه من علبة المربى ثم مسح فمه الدبق وأجاب :
_ تركته يستحم وغادرت الغرفة

_ كيف ترى المبيت عنده ؟

_ لا بأس به ، على الأقل أشعر بالأمان حين لا أكون بمفردي

_ هل سمعته يتحرك أو يتجول أو أي شيء آخر يثير الأهتمام ؟

واحداً تلو الآخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن