٢٠-فرصة للنجاة

71 9 3
                                    

وقفوا خمستهم مصطفين يصيحون تارةً بأعلى أصواتهم وتارة يقفزون محاولين جذب أنتباه أولئك الذين في السفينة التي أمام تبحر أمام أعينهم

تراجع ريان عائداً إلى المقعد الذي كان يجلس عليه وعلى عجلة من أمره تناول سترته ورفعها عالياً في الهواء ثم أخذ يلوّح بها ويقفز في مكانه لكن بُعد المسافة أفشلت كل محاولاتهم لشد الأنتباه

تراجعت أيلول هي الأخرى كالبلهاء وراحت تبحث عن كومة المصابيح التي أستخدموها في السابق .. وجدت أثنين منهم وسرعان ما عادت إلى مكانها عند الحافة ، شغلت المصباحان وبدأت تهزهما
قال برق :
_ لا أعتقد بإنها ستنفع يا أيلول فنحن في النهار والأشعة خافتة

صاح ألبرت:
_ المسدس .. المسدس يا ريان ، هاته بسرعة

تصنم ريان بعد أن نطق ألبرت بكلامه ذاك وبقي يطالعه كالأبله، ثم هتف:
_ المسدس؟ صحيح أين هو ؟

_ القارب يبتعد أسرع يا ريان ، المسدس

عاد ريان إلى المقعد مرة أخرى باحثاً عن المسدس. عاد أدراجه نحو ألبرت قائلاً:
_ المسدس مفقود يا ألبرت

_ سحقاً .. هييي نحن هنا أرجوكم .. نحن هنا

وقف بينهم ميّاس طالباً منهم فتح الطريق وأخذ يرمي بصحون الطعام الفارغة في الهواء بشكل أقراص ، كانت تدور الصحون وتطير عالياً حتى بلغت مسافات بعيدة لكن ليس للحد الذي ستجلب به أنتباه أصحاب القارب

زفرت أيلول ثم أخرجت صراخاً عالياً معبراً عن مدى بؤسها ، ألا إنها سرعان ما قامت وزادت من حٍدة الصوت وبدأت تصيح :
_ نحن هنا أيها الأغبياء ، أنتبهوا لنا .. ساعدونا أرجوكم .. هيي ، ألا من سامعٌ يسمعنا
جلست على ركبتيها بشعور منهزم .. دفنت وجهها بكلتا يديها بعدما غادر القارب بعيداً عنهم

بقي ميّاس هو آخر من يحاول ويسعى لجذب الأنتباه إذ ركض حتى الطرف الآخر من الباخرة بإتجاه ذلك القارب الذي مضى بعيداً عنهم ، صعد على مرتفع من الحافة وظل يصيح :
_ مرحباً ، أسمعوني .. نحن بحاجة للمساعدة ، ردوا عليّ أرجوكم

قال برق :
_ أنزل يا ميّاس وإلا وقعت ، لن يفي صراخك هذا بالغرض .. لم يسمعونا وهُم قريبين أتتوقع أن يسمعوننا وهم بعيدين !

عاد ميّاس يسير نحوهم بشعور خيبة وفشل عميق ، مخفضاً رأسه ومسبل يديه
_ ولكن كيف ؟ لقد كانت أصواتنا عالية!!

أجاب ريان :
_ ولكن المسافة كانت أبعد من أن تصل أصواتنا إليهم

أقترب ألبرت من ريان وقال له بلهجة لوم ومعاتبة :
_ أين المسدس يا ريان ؟

_ لقد .. لقد أضعته ، كان بجانبي حين كُنا نعقد الأجتماع

_ لقد وثقنا بك ووضعناه بحوزتك كي تحافظ عليه ، أهكذا تصون الأمانة ؟

واحداً تلو الآخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن