٢٦-ثلاثة وألفٌ مهموزة !

69 12 5
                                    

إن فوضى الموسيقى الصادرة من غرفة أيلول كانت تسبب لبرق وميّاس إزعاجاً كبيراً إلى الحد الذي لم يستطع أيً منهما النوم . " لماذا تستمع للموسيقى بصوتٍ عال " كان ميّاس يطرح ذلك السؤال على نحوٍ متواصل وبرق يجيبه في كل مرة بإنه لا عِلم له .

_ أقترح أن تضع الوسادة فوق رأسك كي تنحجب الأصوات عنك يا ميّاس

_ فعلت ذلك لكن الموسيقى عالية جداً لا يمكن حجبها بهذه السهولة

_ حاول أن تضرب الجدار مرة أخرى ، لعلها ستسمع

_ إنها لم تستمع لصوت طرقاتي المتواصلة على الباب فهل تحسب بإنها ستسمع صوت طرقات الجدار !

رفع برق رأسه عن وسادته بضع سنتيمترات وهتف يتسائل :
_ هل يعقل بإن مكروهٍ أصابها ؟

كانت بعض خيوط الشك أخذت تتدلى في رأسه ألا إن توقف صوت الموسيقى فجأة ! أزاح عنه تلك الأفكار فأعاد رأسه للخلف وقال :
_ مرحى ! لقد توقف الصوت أخيراً

_ أتوقع بإنها ستخلد للنوم الآن

_ إذن لنخلد نحن أيضاً

تثائب ميّاس بنعاسٍ شديد ونظر للساعة ثم قال :
_ ها هي الثانية عشر قد شارفت معلنة دخولنا يوم جديد ، ماذا تخبئ لنا السافاي في هذا اليوم يا تُرى ؟

قَلب برق جسده إلى الجهة اليمنى معطياً ظهره لميّاس ، أجاب قائلاً:
_ مفاجئات كثيرة كعادتها !

_ طالت ليلتك

_ طابت يا ميّاس وليس طالت ، على كل حال .. طابت ليلتك

لم يكن قد مَر على غفو أجفانهم سوى عشر دقائق أو أقل حتى فتح ميّاس عينيه بفزع وبرق كذلك نهض مستغرباً ذلك الصوت الغريب الذي جاء من الخارج

_ هل سمعت ذلك الصوت يا برق ؟ ما كان هذا ؟

_ لا أعلم ، يُخيّل إليّ إنه صوت أرتطام قوي

_ أرتطام ! إن الصوت قادم من السطح أليس كذلك ؟ فمن عساه يكون قد خرج في هذا الوقت ؟

_ وما يدريك بإنه إنسان ؟ ربما صندوق قد سقط أو مزهرية .. وما شابه ذلك

_ وكيف لصندوقٍ أن يسقط من تلقاء نفسه ؟

_ لا تبالغ يا ميّاس . هيا نَم.

_ لا يروق لي هذا ، دعنا نخرج ونتفحص الأمر

_ في هذا الوقت وهذا البرد ! أأنت مجنون لنخرج الآن ؟ عن نفسي لن أخرج أبداً ، أخرج وحدك إن شئت أو خذ معك ألبرت . على كل حال فالصبح آتٍ

_ لا بأس ، سنترك ذلك حتى الصباح

●●●

_ برق لا تخرج أنتظرني ، ها أنا أرتدي سترتي

_ هيا يا ميّاس فأحشائي تصرخ جوعاً .. أسرع

واحداً تلو الآخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن