٦- حديث في القُمرة

85 9 5
                                    

_ عقلي يكاد يجن. أشعر بأنني لن أستطيع الصبر أكثر من هذ! لم نعر بالاً للجريمة الأولى التي وقعت بذلك الرجل الغريب لكن ماذا بخصوص السيد إلياس؟
قالت نادين وهي مرتعدة الأطراف وجاحظة العينين؛ إذ كانت أكثرهم أرتباكاً وأقلهم صبراً.

فرك ألبرت ذقنه ثم دلّك مؤخرة عنقه، ألتفت نحو شيرين وخاطبها قائلاً :
_ شعرت بكِ وأنتِ تنهضين من مكان نومك صباح اليوم حين كنا نيّام !

ردت شيرين بنفاذ صبر :
_ وماذا في ذلك ؟ لِم تشككون في كُل خُطاي ؟ أنا أيضاً رأيت برق وهو يتمشى وحده في تمام الساعة الثامنة ولكن لا داعي لقول أشياء فارغة كهذه إذ إنها لا تنفع ولا تضر!

قال ريان :
_ بل في هذه اللحظة بالذات كل شيء سينفعنا. تفوهوا بكل ما عندكم مهما كان تافهاً وصغيراً

قال برق :
_ لا أنكر ، فهذا صحيح لقد أستيقظت صباحاً وتمشيت قليلاً ثم عُدت إلى مكاني ونِمت، لكنني لم أبتعد كثيراً.

ثم سكت عن الكلام هنيهة وتابع بعد أن حوّل نظره صوب نادين وهو يبتسم بدهاء :
_ السيدة نادين أيضاً لم تكن نائمة! فقد لمحتها وهي تتقلب كثيرا في مكانها فبدَت لي وكأن النوم لم يزرها قَط

أطلق ألبرت صفيراً طويلا قال بعدها :
_ من الواضح أن غالبيتنا كانوا مستيقظين

أجاب نور الدين مصححاً :
_ ليس طوال الوقت

قالت نادين :
_ صحيح لم أستطع النوم كثيراً فقد كنت خائفة وبقيت أفكر بمنظر ذاك الرجل الغريب الذي مات عند البوفيه. ولكن هذا لا يعني بإنني لم أنم على الإطلاق. أنتبه لِما تقول يا برق

أجاب برق:
_ لم أقصد الإساءة

_ لا مشكلة

قال ريان :
_ حسناً ، أنا الآخر لم أكن نائماً في البداية فعادةً ما أعاني كثيراً حتى يزورني النعاس وتطبق أجفاني على بعضها

قالت بيلسان :
_ أمّا أنا فنمت سريعاً منذ أول محاولة لي للنوم

قالت أيلول مُغيرة مجرى الحديث .. مشيرة نحو جثة العجوز :
_ ألا تلاحظون ؟ الدماء على صدره متيبسة وكأنه قُتِل منذ ساعات !

أجاب نور الدين :
_ ولكننا لم ننم طويلاً ..

أكمل ريان :
_ ولأحسب أن في كل لحظة كان هُناك شخصاً بيننا مستيقظاً إذ بَدت ساعات نومنا متفاوتة ، في أول الأمر كانت نادين مستيقظة ثم نامت نادين ليستيقظ برق وبعده شيرين وهكذا .. إلى أن أستيقظنا في النهاية على صوت نادين وهي تخبرنا بإختفاء السيد إلياس!

قال ألبرت :
_ شخصاً يتمتع بالخفة والحركة السريعة . نهض من مكانه دون أن يشعر بتحركاته أيٍ مِنا .. تَبِع العجوز إلياس فقتله ثم عاد إلى مكانه وأدعّى النوم وكأن شيئاً لم يحصل

واحداً تلو الآخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن