°5°

12 1 0
                                    


"لا اظن ان هذا الجو سوف يتغير بهذه السرعه, بحق الجحيم كيف لي ان امشي بجو كهذا؟!"

بعد ان استسلمت روز للواقع الأليم امسكت بحقيبتها السوداء لتجرها خلفها والاخرى على رأسها لتجنب الاسهم الهابطه من السماء الملبده بالغيوم الرمادية.

بعد مارثون اخر وصلت روزي المبلله الى المحطه, و لحسن الحظ ان محطات الباص لها سقف. جلست روز على المقعد بملابس مبلله,نَفَسٌ منقطع, تتراجف من البرد مع انف احمر من العطاس.

"ياله من يوم جميل. بحق الجحيم ما هو الشيء السيء الوحيد الذي لم يحصل لي حتى الان؟!" في الثانيه التي قالت روزي تلك الجمله قامت الحياة بأضافه للنار حطب. فقد مرت من امام روزي المسكينه سيارة لموزين فخمه لترشها بمياه المطر.

"اوه حقا؟!! بالتأكيد! فهذا هو الشيء الوحيد الذي احتاجه الان." صرخت القطه المبلله باتجاه تلك السياره الغاليه مع اليأس الذي غزاها.

عشر دقائق من التجمد والارتجاف ولازال على روز الانتظار من اجل الباص الاخير.

كانت روز بحاله مزريه بحق حيث انها لم تنتبه للشخص الذي جلس بقربها الذي وضع مظلته جانباً مع كوب وَرَقي من القهوة ذات الرائحه الفواحه.

يا الهي هل ارسلتك الحياة لتعذيبي اكثر ام ماذا؟!

بكوب القهوه امام وجه روز عرض الفتى عليها القهوة قائلاً "لم اشرب منه بعد, خذيه قبل ان يبرد."

"شكراً لك لكني لم اطلب منك ذلك؟" ردت روز ببرود بدون ان تنظر الى من تتكلم معه.

"لكنك تبدين بحاجه لذلك.." قال الفتى بصوت هادئ لتلتفت عليه روز وترد بصراخ مع عينين مغمضتان "ومن قال اني احتاج شفقتك ايها الفتى؟!"

حقاً فأن روز كانت بوضع لا يسمح بمجامله اي احد اضافةً لذلك فهي تكره بشعور شفقه الناس عليها فهي كانت تعتمد على نفسها من الصغر تقريباً.

"انت.. الفتاة من المطار..؟"
"ماذا قلت؟"

التفتت روز لترى انه نفس الفتى الوسيم الذي التقته في المطار مع جروته لوسي.

يا الهي كم هذا محرج..

"اوه انت... يا الهي انا اسفه جداً على الصراخ بوجهك سيدي." تعذرت روزي من الفتى وهي تشعر بجسدها يشتعل بالنيران مع وجه محمر بحق. هل هذا بسبب الخجل ام بسبب وجود هذا الوسيم بالقرب منها ام هي اصابت بالحمى فقط.

لحضه.. سيدي؟ من اين جاء هذا؟! اليس هو بعمري..ربما اصغر.. ياللهي ان الحمى قد وصلت الى دماغي..

"لا بأس لا تعتذري. لكن يا الهي ماذا حصل لك؟ لماذا انتي هنا مبلله؟" قال بقلق وكأنه كان يعرف روزي منذ مدة.

"الحياة تكرهني ببساطه." قالت روز ليعم الهدوء الذي يقاطعه صوت المطر. ثم اضافت:

"اني بأنتظار الباص."
"اوه..نعم انا ايضا."

"اذاً...ل ماذا حدث لكلبتك اللطيفه لوسي؟"
"انها في المنزل فقد خرجت لأتبضع بعض الطعام من اجلها."

هدوء محرج بين الاثنان لم يمكن لروز تحمله..

"ماذا عن صديقك ذاك المتعجرف؟"
ضحك الفتى مما جعل قلب روزي المسكين يذوب.

"يعيش معي في نفس الشقه."
"اشعر بالشفقه قليلا لأنك عليك العيش مع شخص مثله." قالت روزي مما رد عليها الفتى بأبتسامه ضعيفه.

كانت تحاول روزي التعبه بأخفاء ضعفها امام الفتى لكي لا يشفق عليها او يحاول مساعدتها لكن لم يمر ذلك الوقت الطويل قبل ان ترتجف مرة اخرى من البرد مع العطاس.

ليُخرج الفتى غطاء من حقيبته الخلفيه ليضعه على اكتافها ويتأكد بأنها دافئه. كان ليحضنها ايضاً لو لم يكن ذلك محرجاً بالنسبه لغريبين التقوا للتو ببعض.

من اين جاء بهذا الغطاء؟ أهو يحمل الاغطيه معه بشكل مستمر هكذا؟...

"شكرا."
"لا بأس... بالمناسبه اسمي جاك(Jack).”
"ر- روز."

بعد دقائق قد وصل الباص لينتصب الاثنان ويساعد الفتى اللطيف المدعو بجاك على حمل حقيبه روز ويساعدها هي الاخرى بالصعود على متن الباص.

بعد ان جلسا الشابان على المقاعد اقترضت روز كتف جاك لتغط بنوم عميق بعد يوم طويل من انتقام الحياة.

"يبدو انها قد مرت بأوقات صعبه بحق..." همس جاك مراقباً تنفس الملاك الذي بقربه محاول ان لا يبدو كغريب الاطوار امام من حوله.

شعر مبلل برائحه الفراوله, عينان تعبتان و شفاه بكدمات قاسيه بحق.

كم كان جاك يريد وضع شفتيه على تلك الشفاه الشبيه ببتلات الورد ليعالج تلك الكدمات, لكنه كان من المستحيل ان يضع يديه على فتاة أُعجب بدون اذن. لذا قرر النوم بجانبها.

633كلمه.

『ɯσɾɳ ɾσʂҽʂ║ورود ذابلة』حيث تعيش القصص. اكتشف الآن