قال تعالى:(ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) البقرة:201

262 19 9
                                    

قال تعالى:(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) البقرة:201

هل فكرتم يومًا معنى كلمة (حسنة ) في الدنيا ومعناها في الآخرة؟!!!

لقد بحثت في هذا الأمر ووجدت ما يلي...

(آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً) :
سؤال من خير الدنيا كله بأوجز لفظ وعبارة، فجمعت هذه الدعوة كل خير يتمناه العبد، ((فإنّ الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي، من عافية، ودارٍ رحبةٍ، وزوجةٍ حسنةٍ، ‏ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنيءٍ، وثناء جميل، إلى غير ذلك)).

(وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً) :
: أما ((الحسنة في الآخرة فلا شك أنها الجنة؛ لأن من لم ينلها يومئذٍ فقد حُرم جميع الحسنات)) ، فهي أعلى حسنة، ويدخل في حسنات الآخرة كذلك: ((الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب)) ، وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة.

(وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) :
: ((وهذا يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا، من اجتناب المحارم والآثام، وترك الشبهات والحرام)) ، وتتضمن هذه الوقاية أيضاً ((ألاّ يدخل النار بمعاصيه، ثم تخرجه الشفاعة)) ، ثم بين ـ علو درجتهم، وبعد منزلتهم في الفضل، كما دلّ على ذلك اسم الإشارة (أولئك) :
قال تعالى:( أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) البقرة:9.

‏ولما كان هذا الدعاء المبارك الجامع لكل معاني الدعاء من أمر الدنيا والآخرة، كان أكثر أدعيته  كما أخبر بذلك أنس   أنه قال: كان أكثر دعاء النبي.

‏واقتدى بذلك أنس  ، فكان لا يدعه في أي دعاء يدعو به. وقد طلب منه بعض أصحابه أن يدعو لهم، فدعا لهم بهذه الدعوة المباركة، ثم قال: ((إذا آتاكم اللَّه ذلك فقد آتاكم الخير كله)).

‏تضمنت هذه الدعوة جملاً من الفوائد، منها:

1-    يحسن بالداعي أن يجمع في دعائه خيري الدنيا والآخرة.

2-  ينبغي لكل داعٍ أن يكون جُلَّ دعائه ونصيبه الأكبر في أمورالآخرة، فجاء في هذا الدعاء سؤال أمرين عظيمين من أمور الآخرة: وأمرٍ واحدٍ من أمور الدنيا (وَفِي الآخِرَةْ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).

3-    أهمية التوسل بصفاته تعالى الفعلية (قنا)؛ لقول اللَّه، وتأسيّاً برسولنا

4-    ينبغي للداعي أن يكون من أصحاب الهمم العالية.

5-    أن الإنسان لا يذم إذا طلب حسنة الدنيا مع حسنة الآخرة.

6-    أن كل إنسان محتاج إلى حسنات الدنيا والآخرة.

7-  من حُسن الدعاء أن يجمع في مطالبه بين الرغبة: (آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً)، والرهبة: (قِنَا عَذَابَ النَّارِ)، حتى يكون العبد بين الخوف والرجاء.

8-  أهمية الأدعية في كتاب اللَّه تعالى، ‏فهي كافية وشافية من جميع المطالب التي يتمناها العبد في دينه، ‏ودنياه، وآخرته.

من بلاغة القرآن🌿💞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن