"الفصل الأول"

6.3K 242 109
                                    

خَرجتُ راكِضَةً مِنَ المَنزلِ لا أعلَمُ إلى أين سَأذهَب، فَليس لدى أهل فى هذه المدينة غير ذاك الرجل الذي هربت منه .. فى الحقيقة لم يفعل أى شئ جيد لي في حياتي ليستحق أن أُناديه بكلمة أبي، بل إن كل أفعاله كانت تنم عن أنه ليس إلا وحش.
أول شخص جال ببالي كانت صديقتي لوسيندا،فقمت بالاتصال بها دون مقاطعة الركض حتى لا يُكشف أمرى وينتهي بي المطاف فى البيت مكللة فى غرفتي كما يفعل بي دائمًا.

- 'لماذا لا تجيب هذا ليس الوقت المناسب لذلك!' همهمت لنفسي ثم وقفت لألتقط أنفاسي وأتأكد أنه لا يلاحقني، جلست على أحد أرصفة الطريق أفكر، توصلت في النهاية أنني لن أتصل بها، فأهلها يعرفون هذا الرجل ولا أريد أن يخبروه بمكاني.

ماذا أفعل الآن، إلى أين أذهب وإلى مَن؟ انتهى بي تفكيري لفكرة لن أتراجع عنها.. فهي الحل الوحيد لمشكلتي كما أنى أملك مالاً لا بأس به جنيته من عملي سأستطيع بدء حياة جديدة به.

*بعد مرور شهر*

كنت أتناول الفطور في شقتي الصغيرة التي استأجرتها منذ شهر، منذ جئت إلى باريس هاربةً من لوس أنجلوس.أنهيت فطورى وقد تذكرت أن اليوم عطلة رسمية فقررت قضاء اليوم بالمنزل.

دلفت إلى غرفتي وجلست أفكر فيما حدث قبل مجيئي إلى هنا

Flashback

استقللت سيارة أجرة لتوصلني للمطار بعد أن أخذت أموالي من أقرب مصرف واتجهت لحجز التذكرة.

- "تذكرة لباريس، من فضلك." قلت بتعجل.

-"أى رحلة تودين سيدتي؟" قالت ناظرة إلى ملابسي الممزقة إبان الركض والتعثر.

-"أقرب رحلة بسرعة أرجوكِ، الطبقة الاقتصادية "

-"حسناً، أقرب رحلة ستُقلع بعد نصف ساعة، ومبلغ التذكرة ٤٥٠ دولاراً"

قمت بالدفع وأخذت التذكرة وجلست، آملة أن تمر النصف ساعة بسرعة.

مرت أول عشر دقائق بسلام ثم سمعنا صراخ سيدة يأتى من ناحية مدخل المطار فركضنا تجاهها بسرعة فوجدنا سيدة فى مقتبل الأربعينات ملقاة على الأرض غارقة في دمها وفتى يجلس بجوارها ويبدو متأثرًا ، كان وجهه يدل على أنه ليس من هذه البلاد،إنه من آسيا على ما أظن.. أيًا يكن..ذهب الحراس لتفقد الكاميرات بينما منعوا أي شخص من الخروج وكان متبقى عشر دقائق على طائرتى....أتمنى أن ينتهوا بسرعة.

فجأة أمروا كل شخص بالتوجه لطائراته، حسنًا كان هذا غريبًا... ذهبت لمقعدي لآخُذ حقائبي واتجهت للطائرة.كل آمالي الآن ألا أجلس بجانب أطفال فأنا أحتاج للراحة.دخلت الطائرة وجلست فى المقعد المذكور ببطاقتي، تنفست الصعداء حين وجدت أن رفيقي فى المقعد ليس طفلاً. بل عندما دققت النظر وجدته ذاك الفتى الآسيوي الذى كان جالسًا بجانب السيدة المقتولة.طلبت مضيفة الطيران أن نضع الأحزمة لنبدأ الإقلاع ثم أقلعت الطائرة ولكن كانت هذه مرتى الأولى..لقد كنت خائفة.

PIED PIPER | KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن