الفصل السابع عشر :آسفة...

32 3 0
                                    


قامت من الأرض بأعين جافة ذابلة و سارت نحو الحمام ترمي بالماء على وجهها...لتعود للبكاء مباشرة...لماذا تقف إبتسامته في وجهها...لماذا...لماذا عليه أن يكون مختلفا معها و لطيفا...لماذا...لا تريده أن يصير قاسيا عليها...

رن و رن و رن الهاتف إستيقظت لايت و عظامه تصرخ من الألم...شعر بشلل جزئي بطرفه الأيسر يحاول تذكر ما حدث و ما الذي يفعله هنا و متى جاء هنا...أخذ هاتفه و نظر إلى الساعة و قد كانت العاشرة...أحاب على إتصال أخيه ديفيد...

لايت:ديفيد...ما الأمر...أنا قادم فورا...
ديفيد:لايت...

إنتفضت بعد أن سمعت حركة من وراء باب شقتها... كل ما تتخيله هو وجه لايت إن علم بأنها من فعلت ذلك...لا تريد أن يعلم لا تريده عدوا...كل ما تعلمه أن دانيل في العناية المركزة فإصابته مميتة بينما فيونا بخير و صحة...هدأ المكان من جديد بعد تلك الضجة...تجرأت و فتحت الباب فوجدت جثة ملقية أرضا...إقتربت و عرفت هذا الشعر الأشقر جيداً... إنه...لايت! إرتعبت كثيراً...لم تعرف ما تفعل...رفعته و أخذته إلى داخل الشقة و حاولت إيقاظه...
إستيقظ بعد عدة محاولات...إنهمرت عيناه بالدموع و ألقى بنفسه بحضنها...

سبرينا:لا...لايت...
لايت:أرجوك لا...
سبرينا:هل مات...

إزدادت حدة بكائه و شده على ملابسي و جسدي...لم أشعر بالألم لهذا...لم...رفعت ذراعي و حضنته إلي...
سبرينا:آسفة لايت آسفة آسفة جداً....

غفى و فقد وعيه من جديد...حملته و أدخلته إلى غرفتي و دثرته فوق سريري...هاتفه يرن مرارا و تكرارا...أرسلت رسالة نصية تفيد إلى أنه بخير و في منزل صديق...
إنتابني البكاء الشديد...تأنيب الضمير ينهشني من الداخل لم أعلم بوجوده داخلي أصلا...مضى اليوم هكذا لم أغادر الأريكة إلا لتفقد أما هو...لم يغادر غرفتي مطلقاً...
بعد ثلاثة شموس...
طوال ثلاثة أيام و هي تفرغ مشاعرها و ألمها المكبوت بكيس الملاكمة الضخم محطمة كل ما يقع نظرها عليه في هاته الغرفة العازلة للصوت...تورمت يداها من كثرة الضرب و التكسير... إسودت عيناها و إسودتا من كثرة البكاء...لم تأكل شيئاً منذ ذلك اليوم بالكاد شربت بعض المياه...خرجت أخيراً و تفقدته كالعادة...كاذت تنسى بأنه بشر و يأكل و يشرب كما نست أنها إنسانة...دخلت المطبخ لتعد طعاما بعد أن أخذت حماما سريعاً تزيل عنها العرق الذي إحتل كل ركن على جلدها...
أعددت طعاما يجب أن يأكل...دخلت عليه...خرج من الحمام توا توقف و نظر إلي ثم توجه مباشرة إلى السرير و حشر نفسه من جديد داخله...
جلست بجانبه و سحبت الغطاء عنه...
سبرينا:لايت لم تأكل شيئا و لم تشرب شيئاً منذ ثلاثة أيام...
لايت:لا أريد...
سبرينا:أرجوك من أجلي...

إستدار إلي و رمقني بنظرات شاحبة بائسة من كثرة البكاء...مد بيده إلى خدي و مسح عليه بحنان...

لايت:كلي أنت...
سبرينا:لن آكل قبل أن تأكل...
لايت:لم لا تذهبين إلى العمل...
سبرينا:لن أذهب و أنت بهاته الحالة...سأبقى معك لايت...كل الآن و فوراً...
لايت:لن أفعل...
سبرينا:أرجوك أتوسل إليك...قليلا فقط سأطعمك...

جمال بارد || cold Beauty ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن