1

3.2K 211 13
                                    

الكلاب تنهش جسده بقسوة..
كلاب لم يرها من قبل متوحشة..
الكلاب ملوثة بكل القذارات..
ينز من أنيابها الصديد.
يحاول دفعها ولكن لا جدوى انها مسعورة وتزداد ضراوة وقسوة وأشدها كان الأبقع.
انه يطلب العنق.. يندفع بوحشية لينقض على الرقبة الناصعة.. كإبريق فضة.

ـ آه.. آه.. ماء.. ماء.. قلبى ينفطر عطشا.
انتبه من نومه .. جفف حبات عرق كانت تنلألا فى ضوء القمر تقابل الوجهان.. وجه القمر، ووجهه.
تأمل الحسين النجوم في أغوارها البعيدة.
البريق القادم من الأعماق السحيقة يشتد لمعانا يومض يحاول كشف الأسرار. نهض السبط من فراشه.. أسبغ وضوء أشاعت برودة الماء السلام في روحه لقد مضئ من الليل ثلثاه، وليس هناك ما يخدش
صمت الليل سون نباح كلاب بعيدة.
حمل جرابا مليئا بالطعام، وكيسا يغص بصرار الدراهم الفـضية والدنانير، وراح يجوس أزقة المدينة. اجتاز بعض المنعطفات توقف أمام بيت يكاد يتهدم أحكم لثامة فبدا كشبح من أشباح الليل، أو سر من أسراره. وضع قـدرا من السمن، وشيئأ من الدقيق، وأسقط - من كوة صغيرة - صره نقود،
ثم طرق الباب، وحث الخطى - قبل ان تنفتح - داخل زقاق غارق في
الظلام تنبعث من كوة بيت كبير أضواء ساطعة.. وسمع ضحكة
ماجنة أعقبتها ضحكات استعاذ بالله، وهو ينعطف نحو اليمين صار
قريبا من قصر الوليد بن عتبة بن أي سفيان - حاكم المدينة.
منظر القصر المنيف، والبيوت الطينية التي تحيطه من كل الجهات
يعبر عن الظلم الفادح في توزيع الثروات؛ الفقر الى جانب الغـنى..
البؤس ال جانب الترف والبذخ..
- اين انت يا رسول الله؟!.. هلم لتشاهد ما يفعل طـلقاؤك بمدينتك.. اين أنت يا جداه....

رواية ألم ذلك الحُسـين ؏ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن