24

27 5 3
                                    

كُنا سنبقى معناً للابد لكن ماذا حدث؟
تغير قدرنا كما تغيرنا كما تغير كل ما حولنا حتى الطقس في الخارج اصبح بارداً كالسقيع لكن أنا لا أشعر به !
الحقيقه أني لم أشعر بشئ منذ فتره لقد غرقت ببحرٍ من الذكريات يتدفق في رأسِ
كل كلمة قالتها أماندا تفتح برأسِ بابـ قد كان موصداً ، أنا قد أنغمست في ألم يكاد ينهش جسدي و عقلي ، أنا .. أنا أريد الخروج من ذاك السجن ! أريد الهروب أريد الرحيل !
لكن أنا بلفعل خارجة !أنا لست بالداخل ، أنا ... أنا خارج القضبان خارج المبنى أنا في منزلي !
"كاميلا"

تحدث صوت مألوف هو ضخم لكنه يملك نغمة حانيه ليست بغريبه هذا الصوت الذي طالما أحبته وطالما أفتقدته و طالما حلِـمت بالاستماع إليه
تردد عقلها في الالتفات لمصدر الصوت لكن جسدها وجد مصدره قبل التفكير ،ألتفت كاميلا دامعه ورددت في فحيح يصدر من بين شفتيها اللتان تشققتا من البرد و الضعف و العطش

" و-والدي .. والدي " تردد دفئ الكلمة في قلبها مره أخرى منذ فتره ،هذه المره شبحاً كان أم حلماً حقيقه أم خيال ،مهما قالت عليه مهما أظهرت من عدم أهتمام و لوم له سابقاً هي الأن سعيده برؤيته غير مكترثه لاخطائه غير مكترثه لجنسه فقد أشتاقت إليه .
أقترب والدها في رفق يتحسس وجهها بحنو يهمس لها كم أشتاق الي ابنته الصغيره العزيزه، وكم هو أسف لمعاناتها .
"أسف عزيزتي.. أسف لكل ما حدث لك ما عانيتي منه عملت جاهداً لأستعيدك لكن فشلت ، فشلنا جميعاً أنا أسف"
أجهش والدها بالبكاء وكاميلا لا تفهم ما يحدث!  فوالدها أمامها يتفوه بعبارات أسف وندب كثيره وهي التي يجب عليها أن تأسف له لكل ما فعلته به .

"ربما لو كنتُ أباً أفضل لما عانيتِ كل ذلك أنتِ و أختيك ،لكنت الأن تقضين حياتك الطبيعيه لكانت أختيك بجوارك ولما كانت ستيلا بهذه الحالة أسف.. أسف أردتك أن تعيشي لكن فشلت ، فشلنا كُلنا! "
زاد والد كاميلا بكاءً وزادت عبارات اسفه المتكرر .
أحتارت كاميلا فيما يعني ماذا يقول وبما يتفوه! فشلتُ و فشلنا ماذا يقصد عن ماذا يتحدث ومن أين يأتي هذا الألم القاتل في الرأس ولما فجأه أصبح جسد كاميلا ملأ بالندوب والجروح!

"أبي! " تسلل الخوف لكل طرف من جسدها شعرت بجميع أعضاءها ترتجف؛ لما كل هذا؟ وتلك المشاعر بالحزن تتسلل لقلبها كالسقم يملأ كل جانب.
ذلك الشعور بالنقصان ، العدم، الرعب، والبرد جميعها يتجسد بدخلها دون انذار.
الان رأسها يغوص بالصداع ، بدأ الألم يفتك بعقلها المسكين غير مبالٍ لكل خليه تصرخ من الألم ، بدأ عقلها يصدر أمراً بالخضوع ليستقبله جسدها دون مقاومة ويسقط للارض في وهن
"كاميلا! " ردد والدها في قلق ليحاول أمساك ابنته بدون أمل.
"جسدي.. أنه يؤلم... توقف "

أحتضن الاب أبنته و اعاد عليها عبارات الاسف المتكرر و الدمع المنهمر ملأ خديه وشق طريقه الي وجهها مقطراً "أسف يا غاليتي - أسف ما كان ليحدث هذا لكِ ما كان هذا ليحدث أبداً أردتك أن تعيشي أردتك أن تكونِ سعيده أردتك أن تكوني حيه !"
حيه ! الأن بدأت تفهم ذلك الشعور بالحزن وعدم الاكتمال و الألم لم يكن الا الموت !
"أنا.. ميته "

أصبح كل شئ مُبهم غير واضح تتاكلت الذكرايات عليها كالسكاكين لكنها لا تفهم! ما كان كل هذا ! هل ماتت داخل السجن! نعم بالتأكيد لقد كان بجانبها شخصاً أصهب! لكنه كان بجانب أماندا أيضاً ونايل و الجميع ! ما مرت به كان كذبه؟ ليس حقيقه؟ جميعهم موتى؟ لكن كيف لقد بدى كل ذلك حقيقياً ! ووالدها الذي أمامها أيضاً ميت!

تذكرت كاميلا بعض لقطات حياتيها! لقد كانت متوسطة العمر حينها ووالدها أمامها يلقنها بعض الكلمات المبهمة لا تتذكرها جيداً
"ألم أحذرك أن لا تُسايري الارواح كاميلا! "

"لكن بابا لقد أخبرتني أنهم غير مؤذين"

"لا يعنى ذلك خداعهم! تعلمين أن الارواح عند موتها لا تتذكر موتها الا بعد مده! أنهم قد يسكنون أماكن او يتعلقون بأشخاص و يكونون حياه جديده لهم يكون من الصعب تركها ! وهذا يمنعهم من الانتقال للحياة الاخرى ألم أخبرك؟  هل تحاولين ان تؤذيهم! "

"لا بابا أنا أسفه لن ألعب معهم مره أخرى، لكن لا بأس بمساعدتهم! "

الارواح عند موتها لا تتذكر
الارواح لا تظهر الا لاشخاص محددين انها ليس موهبه ولكنه أختيار
الي أن يكتشف الميت أنه قد مات لا يمكنه العوده
الارواح اذا سكنت شخص او شئ تكون مسؤله عن المشاعر الايجابيه او السلبيه قد يجن جنون المضيف او يكون أسعدهم

كيف أنتهى بي الامر ميته وما كل هذا؟ أنا! أنا لم أبن قصه خياليه أعيش بداخلها!
"سأخبرك كل شئ فقد أهدئي عزيزتي أعدك أنكِ ستفهمين قريباً كل شئ"

ووسط كلمات والدها تجسد لها ذكرى قديمة و وعد قد مر عليه فتره أتربتها السنين

"اذاً نايل هل تذكر وعدنا؟ "

"سيدتي نعم سيدتي "

"وماذا كان الوعد ملازم أول نايل "

"الملازم الاول نايل سيحمي السيده كاميلا ولن ينساها ابداً ابداً كما ستفعل السيده كاميلا المثل... سأعود دائماً للعب معك كاميلا!"

"وانا عندما أكبر سأسطيع الذهاب أينما اريد و سأتي دائماً لرؤيتك.. أنه وعد لن يخلفه أي منا ابداً!"

12:30 |N.H|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن