°°°
"أريد أمي"
همس بضُعفٍ يداه تمسكان بتِلك القضبان الصدئة و المبللة، وجهه متسخ بالوحل و الأتربة، ملابسه البيضاء ملطخة ببعض الدماء و الرماد.
و كأنه قط متشرد إنتهى يومه الحزين بسقوط أمطار قوية في صحراء قاحلة.
جسده الصغير و الهزيل إرتسمت عليه عظامه حتى أوشكت على الظهور دون خجل!
"تريد ماذا؟"
أردفت الجالسة على كرسي عالٍ تنظر له بينما تُقلّم أظافرها، صوتها أصدر رُعباً بصميم قلبه لدرجة أن الهواء توقف بحنجرته الجافة من الريق.
شعور مخيف، قدماهُ الحافية بدأت تهتز، لم يكن يعلم أنها هنا تسمع ما يقوله!
"هيا أعِد ما قُلته للتو، تُريد ماذا؟"
نظر لها بأعين مُتسعة، الفتى الصغير ذو العشر أعوامٍ أسنانه بدأت تصطكّ و تضربُ بعضها بعضاً و هو يراها ترميِ ما بيدها و تتوجه ناحيته بإبتسامة بينما تعرِجُ بقدمِها.
عاد للخلف و إرتطم بالقُضبان الخلفية و قلبه يضربُ بقوة، يراها تقترب و صوت المفاتيح المعلقة بحزام خصرها يقترب شيئاً فشيئاً
بدأ بالبكاء لأنها الوسيلة الوحيدة التي يستطيع التعبير بها عن خوفِه، تكوم حول نفسه و أغمض عيناه بقوة بينما ألم بطنه و قلبه في تزايد بسبب صوت المفاتِيح الذي تضرب بالقفل!
فتحت الباب و و فتح عيناه مُستيقظاً من ذلك الحُلم البشِع، العرقُ البارد يتصببُ من جسده بالكامل.
وجههُ أصبح شاحِباً خاليا من الدماء لشدة ذُعره، تنفس بقوة يلهثُ و كأنه كان في سباقٍ لأميال.
وضع يده على قلبه، يده كانت تهتز، أبعد الغطاء السميك و نزع ملابسه لأنه تعرقّ بشدة، بعدها شعر بقشعريرة تسري بكامل جسده فالجو بارد جداً و النافدة مفتوحة.
الجو يصبح أكثر برودة في فصل الربيع خاصة عندما تغرب الشمس لذا قام بتشغيل المصباح ثم وقف حتى يغلق النافدة.
لكنه توقف مكانه فور لمحه لأضواء نافدتها المضيئة، راين لم تعد نشيطة و تتكلم معه كما كانت منذ ذلك اليوم الذي أنقدها به من الغرق.
و هذا جعله يشعر بالوحدة الشديدة.
أغلق النافدة و قام بتشغيل جهاز التدفئة حتى تصبح الغرفة أكثر دِفئاً.
![](https://img.wattpad.com/cover/160749628-288-k410099.jpg)
أنت تقرأ
Love In Japan
Fanfictionيقسّمُ الوقـوعُ في هـاوِيـَة الظّـلامِ إلـى مَـراحِـل.. و يُـقسمُ الضيـاعُ في مَتـاهَةِ الحُـبّ إلـى مَـراحـِل مُتعـدّدة كذلـك! فـهل يُمكِنُ الجمْـعُ بيْـنهُما حتـى يُصـبِحا مـفهومـاً واحِـداً؟ أمْ أنـّ أحـدهُمـا سَيتغلّـبُ علـى الـآخَرِ مُـتسبـّبا...