مُذكراتِها

324 17 33
                                    

"وقفت امام المرآة لتتفحص شكلها بالزى الجديد ... أٌعجبت به بشدة...أحست بفرحة عارمة وهى تفك رباطة شعرها لينسدل و يخفى ظهرها بأكمله بنعومته و سواده الشديد... فرحة احتلت قلبها و هى تنظر على نفسها بعينيها الواسعتين التى انسكب عليهم نهر العسل فمنحهما لونه.. سعادة تغمرها وهى تدور حول نفسها بتباهٍ كبير!

صدى ضحكاتها الطفولية البريئة يتردد فى ارجاء المكان مما اضاف لمسة جعلته أكثر دفئًا ورقة!

كانت تشبه اميرات ديزنى.. او الفراشات الصغيرة..كانت  تشبه اى شئ رقيق!
                                   
سعادتها كبيرة وبهجة الاجواء أكبر ولكن سرعان ما دٌمرت بسبب هذا الحذاء اللعين -كما نعتته- 

فهذا هو حذاء الباليه الذى يوحى بالجمال والرقة من الخارج بينما هو كالجمرة من الداخل... كبعض البشر!

اقتربت منها أمها عندما رأتها منزعجة وهى تنظر الى الحذاء فعلمت بمشكلتها..
جثت على ركبتيها واحتضنتها قائلة بإبتسامة: تبدين متألقة فى هذا الزى يا عزيزتى فلما انتِ منزعجة هكذا؟
-بسبب هذا الحذاء.. انه يؤلمنى كثيرا يا أمى!
-قالتها بحنق و هى تنظر إليه-

-وكيف علينا ان نواجه هذه المشكلة اذن؟     

-لا أعلم!
-قالتها وهى ترفع كتفيها بطفولة-

-حتى انا لا اعلم، لكنى لدي اقتراح...لِمَ لا نواجه هذه  العقبات بالصمود و القوة و ان ننظر للافضل لنتغلب على السئ و سنتقدم ونتطور فى الافضل و بذلك ستنسينا السعادة كل ما هو سيء أو مؤلم!

اضافة الى ذلك أخبرتنى المدربة أن هذا الحذاء سيؤلمك قليلا ثم يريح قدميكِ بعد ذلك عندما ترتديه باستمرار فستتعود قدماكِ.

-هذا حل جيد يا امى، انتِ عبقرية!
"قالتها بابتسامة طفولية و هى تحتضنها"
                                          
<<وهذا اول درس تعلمته فى حياتى...اننا يجب علينا  مواجهة المشاكل والعقبات بعدم التفكير بها وبالتشبث بالاشياء الجميلة الخاصة بكل شئ لننسى تلك الاشياء التى تُعكر مزاجنا... ان ننظر لنصف الكوب الممتلئ!>>

ارتفع صوت الموسيقى وارتفعت يدى سارة لتحلق فى الهواء كفراشة تستعد لتطير الآن.

ترعرعت سارة فى جو من الموسيقى المُلهِمة للمشاعر الراقية والاغانى العظيمة على عكس ما فضل جيلها فضلت هي البُعد عن ذلك التلوث والذهاب الى العالم النقى الجميل... عالم الابيض والاسود! 
            
مثلما ألهمها البالية الرقة والجمال ألهمتها موسيقتها وأغانيها المشاعر المرهفة و عودتها ان تسرح بخيالها بعيدًا حتى تُفصل عن عالمها تماما.... هذا العالم البائس!
      
لم يكن فتى أحلام مراهقتها هو ذاك الشاب الوسيم الغنى الذى تسعى جميع الفتيات خلفه بل هى حلُمت بالرقى والحب... حلُمت بالاحترام والوقار...حلمت به جميلًا ك"رشدى أباظة" أو شقيًا وطفولى بعض الشئ ك"أحمد رمزى".. لمَ لم تولد فى هذا الزمن؟ ..يال حظها السئ!

وقعت فى حُبِها من رقصة!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن