-اذن ها قد مر بكِ العديد من التجارب الغريبة... البعض منها سعيد والبعض الآخر حزين... البعض منها مثير للدهشة والآخر مثير للشفقة..
كل عالمك قاسٍ عدا هذا الحنان الذى ينبض به البعض كوالدتك وتاليا وأبو تاليا.. مررتى بكل المشاعر تقريبًا عدا شئ واحد... الحب!هل أحببتى من قبل؟ -
سألها براحة فأجابته بعد تنهيدة طويلة:-"كل انسان على هذه الارض يُجرب الحب وفى الأغلب اكثر من مرة لكن الحب الصادق يأتى مرة واحدة"... كلام كنت اسمعه ولم أؤمن بهذا الكلام قط حتى قابلته!
رأيته فى بحر الظلام نورًا قادم من بعيد فظللت أسبح وأسبح لاتمسك بهذا الطوق...طوق النجاة! .
ولكننى عندما أصل لم أجده مصباح او شعاع مُشرق قادم من الشمس!بل وجدته نورًا قادم من الرب..وجدته "راج"
-راج!
-قال بدهشة-
-نعم انه هندى "قالتها بعينين لامعتين"-اذن فلنُسرع من كل المشاهد حتى يأتى مشهد راج فأنا متوق لذلك كثيرًا- قالها بحماسة
-ولك ذلك اذن ولكن لا تحزن وتبكي بعد ذلك على تفويتك لتلك الأحداث الكئيبة! -
قالتها بابتسامة ثم ضحكت و أمسكت بيده الصغيرة وذهبا حيث حجرة سارة.كانت جالسة مُحاطة بعدة كتب ومجلات وجرائد.
-يبدو انها تبحث عن شئ ما! - هكذا أخبره عقله
دخلت أمها وعلى محياها ابتسامة كبيرة وألقت عليها التحية التى قابلتها سارة بابتسامة ثم وضعت بجانبها طبق حلوى الشوكولاته خاصتها و كوب من القهوة ثم خرجت دون كلام...
يبدو انها تفعل شئ مهمًا وهذا ما أوحاه له صوت المذياع العالى الذى يُغنى بأغنية قديمة ذات الحان مميزة وهادئة!
اقتربا الجسدان الصغيران من السرير ببطء فصعداه ثم جلسا بجانب رأسها على مخدتها...ظل ينظر الى ما تقرأه فرآه مقال عن ايطاليا باللغة الانجليزية يتحدث عن شوارعها وآجوائها وما يحدث بها من جرائم وما يُحدثه اعضاء المافيا التى تشتهر بها ايطاليا كما تشتهر بالبيتزا والمكرونة المُميزة!
وفى لحظة معينة انقبضت ملامحها وظهر بها خوف وقالت وهى تحدث نفسها بصوت مرتفع قليلًا:
"يجب ان أحمى نفسى.. لن اتعرف على أحد وسأقضى هذا الشهر وحدى دون أن اعرف احد او احد يعرفنى!يا الهى احمينى هناك حيث البلد الغريب!"
استلقت على السرير ثم تنهدت بقوة حتى شعرت بالقليل من الهدوء.. نظرت الى سقف غرفتها.. اندهشت من حاله فهذا الجماد قد رآها فى كل حالاتها.. رآها نائمة ومستلقية ومستيقظة.. رآها وهى تبكى وتثور وتغضب و تبتسم وتُقهقه... رآها وهى تدمع من السعادة تارة ومن الحزن تارة!
رآها بحالات جنونها وحالات هدوئها... رآها وهى ترقص وتُغنى وترتشف قهوتها الصباحية.. ورآها وهى تتجرع أحزانها وهى صامتة ساكنة!