حقيقة الشعور

1K 17 1
                                    

حقيقة الشعور

عادت سودة للفندق وحاولت أن تقنع نفسها بأنها بخير مع أنها في نفس اللحظة التي دخلت بها إلى المحكمة بدأت تشعر بأنها خسرت طفلها، وأدركت أن عمر حقا من فعل بها هذا، في  البداية كانت تتحرك بناء على غضبها ورغبتها بالانتقام منه، أما الآن عندما أدركت الحقيقة وقعت مغشيا عليها من هول الصدمة. لكن خسارة، هي لا تملك أحد ليوقظها فقد تبقى هكذا إلى إشعار آخر. 

……………….

بعد نهاية الجلسة الثانية في المحكمة بساعتين تم نشر مقالات على الانترنت بتصريح كامل عن كل ما حصل داخل المحكمة وبفعل مجهول، أي أن أحدا لم يسمع بأن السيدة أو زوجها لهما علاقة بالنشر في العلن. 

تجمع الصحفيون عند باب الفندق ينتظرون خروج السيدة لتعطي إفادتها على الأمر، والبعض تجمع عند الشركة الخاصة بعمر ينتظرون خروجه. 

اتصل الحارس سعد على مدير الأمن ليخبره بأمر الصحفيين فطلب منه المدير ألا يخبر السيدة بشيء، لكن شيئا ما قد حصل وجعل سودة بنفسها تخرج من الغرفه لتعرف ماذا جرى. 

كانت الفتاة على السرير نائمة وأزعج هدوءها صوت سعد مختلط بأصوات رجال ونساء عند باب الغرفة، نهضت عن السرير وارتدت خفاً بقدمها ورداء طويل فوق لباس البيت و حجابا على رأسها. فتحت الباب وخرجت فتوقف الجميع عن الحركة مذهولين لرؤيتها وجها لوجه أول مرة، لكن صفار وجهها الشديد جعلها ملفتة أكثر. قال الحارس سعد: 

"أعتذر سيدتي، لقد كانوا فقط بالأسفل ولكن لا أعرف كيف وصلوا إلى هنا وهم لا يستمعون لي وكانوا مصرين على خروج حضرتكم من الغرفه"

نظرت إلى الصحفيين واحد واحد، ورفع أحدهم الكاميرا ليصورها فقالت: 

"صورني إن كنت رجل. قلت لي هناك المزيد بالأسفل أليس كذلك؟" 

"أجل سيدتي" 

"إذا الحق بي"

أخذت تمشي في الممر ثم نزلت على الدرج المتحرك للطابق الأول وسرب الصحفيين خلفها، وسرب آخر أمامها. بدأ الصحفيون بالأسفل بتصويرها فقال سعد بصوت مرتفع جعل الجميع ينزل كاميراتهم: 

"من يريد أن تكون هذه آخر صورة يصورها ليرفع كاميرته"

وبدأت الأسئلة كالأمطار تنهال على رأسها كحبات المطر. 

"يا سيدة لماذا لم تدعيهم يسجنوه؟… هل كان هو السبب حقا بالإجهاض؟… هل سوف تتطَلقون؟… هل أنتِ الآن في فترة نقاهة؟… هل هناك تأثير على عملكما بسبب هذا الأمر؟…."

قالت سودة لسعد: 

"سوف أصاب بالجنون! ما هذا؟! "

قال الحارس سعد: 

"اهدأي سيدتي أنا سوف… "

"أنت أيضا أصمت لو كنت تريد التصرف كنت أنهيت الأمر. اسمعوني جميعا، أنا الآن اتحدث بكوني سودة الشريف فقط، يعني مجرد امراة كسائر النساء في هذا العالم، أنا امرأة عرفت انها حامل وفي المساء التالي اجهضت طفلها بسبب زوجها، هل تعرفون ماذا يعني هذا؟ ألا تملكون احساس انتم؟ انا متعبة الآن، وبدلا من ان اكون في المستشفى ارتاح يجب علي أن أستعد للعمل. اتركوني وشأني، تريدون أن تعملوا، اعملوا واكتبوا ما تشاؤون لكن على الأقل عندما آتي لأنام لا تصرخوا كالمجانين فوق رأسي. هل من أحد يعمل في الفندق؟ "

الخيانة بالخيانة والبادي أظلم (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن