أخي..؟!

450 10 0
                                    

أخي..؟!

صعدت سودة للطابق الثاني ورأت باب مكتب والدها، شعرت بشيء ما يدعوها للدخول، ذهبت وأحضرت مفاتيح الغرفه من مكتبها وعادت، فتحت الباب بهدوء، دخلت وأشعلت الأضواء واغلقت الباب خلفها. مشت للداخل حتى وصلت إلى مكتب والدها، لا تزال كتبه وأشيائه بمكانها ولم تتحرك. جلست سودة على كرسي والدها البني الكبير، لطالما شبهته بعرش الشيطان، مررت يدها على المكتب وانتبهت أن والدها قد وضع صورة لها في اطار على المكتب، ابتسمت وأمسكت الصورة وشعرت بشيء بارد يلامس اصابعها على خشب الاطار. لفته ووجدت مفتاح اسفل الاطار، وكأن الإطار محفور بشكل كامل لأجل هذا المفتاح. اخرجت المفتاح وبدأت تنظر حولها بالغرفة تبحث بعينها عن شيء يفتحه هذا المفتاح، جربت أدراج المكتب فوجدتها أصلا مفتوحة. وقفت ومشت بأرجاء الغرفه الكبيرة تبحث عن شيء تفتحه، وجدت عدة صناديق على الأرض تحت النافذة المغلقة، ثلاثة مفتوحة وواحد فقط مغلق، حاولت سودة إدخال المفتاح به فدخل بسهولة، اسرعت نبضات قلبها وحركت المفتاح ببطء حتى فتح الصندوق، مدت يديها الاثنتين لترفع غطاء الصندوق الثقيل ورفعته، كان بداخله ظرف رسالة، وعدة مفاتيح. أمسكت الظرف ويديها ترتجف، فتحته وأخرجت منه الرسالة، فتحت الرسالة وبدأت تقرأ:

(صغيرتي سودة، يا ترى كم صار عمركِ الآن؟ لا تستغربي هذا السؤال، لأنني متأكد من أنكِ لن تجرؤي على دخول مكتبي أو غرفتي قبل مرور سنوات على وفاتي، يا ترى كم مر الآن؟

صغيرتي سودة، لا يوجد شيء أقوله يبرر ما فعلته بكِ طوال هذه السنوات، أنا انتقمت من أمكِ عبر تعذيبكِ أنتِ ولم أفكر بشيء آخر. اعلمي يا ابنتي أنني أحبكِ أكثر من أي شيء، لذلك صنعت منكِ امرأة يخشاها الجميع وهي بعمر الخامسة عشر، أردتكِ أن تكوني قوية وتملكين قراراتكِ الخاصة.

سودة، إن الشيء الذي كان يدفعني على الرغبة بالانتقام من أمكِ هو أمر كبير، كنت أفكر بأنك سوف تتأثري إن عرفتي به، لكن الآن أنا أثق بأنك الشخص الذي عملت طوال حياتي لأصنع له عالما آمنا لا تشوبه شائبة، وقد حان الوقت لتعلمي سبب كرهي لوالدتك، ورغبتي بالانتقام منها والتي أدت لظلمكِ بشدة، السبب يا بنيتي أن أمكِ خائنة، أجل صغيرتي أمكِ خائنة، ولم تخني لوحدي بل خانتكِ أنتِ أيضا، أمكِ لم تحافظ على عشرتي وحبي لها، وجعلت الجميع يظن أنها هربت من جحيم أنا صنعته، لكن لا، من صنع الجحيم كان أمكِ بلا أدنى شك.

بعد زواجي من والدتكِ بسنتين وقبل أن تأتي أنتِ إلى الدنيا بخمس سنوات، اضطررت للسفر لأجل إحدى المشاريع، كانت مشاريعنا صغيرة وببداية عهدها لذلك لم أستطع ألا أذهب وأبقى على رأس العمل لمدة عشر أشهر، كنت اراسل والدتك بالبريد كل اسبوع مرة. بعد انتهاء المشروع ونجاحه عدت إلى البيت من غير إخبارها، كنت أظن أنها ستكون مفاجأة عظيمة لها وستفرح كثيرا، خاصةً بعدما قالت أنها حزينة بسبب تأخري عليها. وصلت إلى البيت ودخلت، لم أجدها لا بالصالة ولا بالمطبخ، دخلت إلى غرفة النوم فوجدتها نائمة وبجانبها رجل آخر، غضبت كثيرا وقلبت الدنيا على رؤوسهم، وعندما خرج الرجل ورأيت والدتكِ بوضوح ظهر لي بطنها الكبيرة..)

الخيانة بالخيانة والبادي أظلم (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن