عودتي الى الحياة

426 10 0
                                    

عودتي إلى الحياة

ركبت سودة في السيارة في المقعد الخلفي، وقاد السائق إلى الشركة، كانت سودة متحمسة جدا للخروج من البيت بعد كل هذه المدة. كان لديها جدول ممتلئ جدا لليوم الأول لذلك لم تملك وقت حتى لشرب الماء، الكثير من الاجتماعات والأوراق والطلبات والمندوبين الذين يقدمون طلبات لمقابلتها. 

وفي الساعة الثامنة مساء، عند انتهاء الدوام دخل سكرتير سودة، لؤي، إلى مكتبها. قال: 

"سيدتي، منذ الصباح تعملين، قلت لأحضر لكِ شيء تشربيه قبل الذهاب"

"شكرا لؤي، لقد كان يوما مخيفا"

"فعلا، سلمت يداكِ، بيوم واحد قمتِ بعمل بحجم ما قام به السيد زيد والسيد جود بثلاثة أشهر"

"لا تبالغ! "

"والله لا أبالغ سيدتي، هذان الرجلان بطيئان جدا، و يحبان تأجيل الأمور كثيرا، لا ينبغي أن تتركي لهما الشركة لفترة طويلة كهذه"

"أي والله، لقد اتصدمت عندما جاءتني أوراق المشاريع الموافق عليها! يعني أنا أكدت عليهم بأن يرفضوا كل شيء يأتي، ويخبروا الجميع بأن الاستقبال موقف حاليا، لكن رموا كلامي بسلة المهملات وانظر ما حصل"

كانت تشير على ملفات الأوراق الكثير جدا المرمية على مكتبها. 

أنهت قهوتها وقالت: 

"شكرا لك لؤي، تستطيع الذهاب، لا تتعب أكثر، دخنا اليوم"

"حسنا سيدتي، أراكِ غدا"

"مع السلامة"

خرج لؤي من المكتب ووقفت سودة لتضع هاتفها وأشياءها بالحقيبة قبل أن تخرج، لكن أحدهم طرق الباب، قالت سودة: 

"تفضل"

كانت تنظر لترى من بالشركة بعد انتهاء الدوام، ودخل عبدالرحمن. تفاجأت سودة لرؤيته، كانت تحاول تفاديه طوال النهار، وكأنها لم تعد تستطيع مواجهة الماضي مرة أخرى أمامها. قال: 

"هل نستطيع التحدث قليلا؟ "

بعد لحظات من التردد قالت سودة: 

"تفضل"

جلس على الكنبه وجلست مقابله. قال: 

"أنا اعتذر على عدم تواصلي معك لثلاثة اشهر، ظننت أنني سأكون مرتاحا عندما تعرفيني لكن وجدت أنني لا استطيع مواجهة الماضي"

ابتسمت وقالت: 

"أنا أيضا، لا استطيع أن أنظر خلفي مرة أخرى، أمي توسلت للبقاء معنا في البيت، وبقيت، لكنني لا استطيع النظر اليها أو التواجد في نفس الغرفه معها، ولن استطيع"

"ماذا سنفعل إذا؟ "

"لا أملك أدنى فكرة. يبدو أن كلامك صحيح، كلامي سهل ولكن تطبيقه جد صعب"

الخيانة بالخيانة والبادي أظلم (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن